دبي، بيزنس نيوز: شاركت سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، في جلسة افتراضية نظمها مجلس شباب هيئة كهرباء ومياه دبي، بعنوان “المواطنة الصالحة وبناء المستقبل”. وتحدثت سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، خلال الجلسة حول القيم الأخلاقية وتكوين المواطنة؛ الأسرة والمدرسة شركاء في تنمية قيم المواطنة الصالحة؛ تحديات المواطنة الصالحة في ظل المواطنة الرقمية؛ أهمية المواطنة الصالحة في بناء مستقبل الحضارة الإماراتية.
وقالت سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان: “المواطنة ليست مجرد مصطلح يتم به تعريف العلاقة ما بين الوطن والفرد فالمواطنة هي حقوق يتمتع بها الفرد تقدمها له الدولة وواجبات على الفرد للدولة والوطن والمجتمع والتوازن في هذه العلاقة يبني الانتماء والولاء للوطن وللمجتمع هذا الولاء لا يرتبط بزمان ولا مكان فأينما كنت سيكون هذا الانتماء والمحبة للوطن باقية لا تتغير. وترسيخ المواطنة الصالحة والايجابية يبدأ من ترسيخ مفهومها في نفوس الأبناء من خلال دور التربية في تنميتها وترسيخها “.
وأضافت سموها: ” إن بناء شعور حقيقي بقيمة الإنسان وحق الآخرين في الحياة والتعايش وأن الجميع متساوون أمام القانون وأن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات، يساهم في تنمية الطفل على قيمة الولاء والانتماء للأسرة ثم للمجتمع والوطن فلا يمكن أن ينتمي الإنسان لوطنه دون أن يكون منتمياً ويدين بالولاء لأسرته، وكل ذلك لا يأتي إلا من خلال منظومة تربوية سليمة من خلال الأسرة والمدرسة وخاصة في سنوات العمر الأولى التي ترسخ لمبادئ تكوين الشخصية. والمجتمع الافتراضي أصبح أكثر اتساعا من المجتمع الواقعي ومن واقع الملاحظة سنجد تأثير وتأثر متبادل بين كافة الجنسيات والثقافات وحالة توحد في بعض مفردات وأخلاقيات العلاقات الافتراضية التي تبني بصورة غير ملموسة هوية واحدة تتسع لتبتلع كل الهويات الواقعية. لذلك أطلقت دولة الامارات مجلس جودة الحياة الرقمية الذي يعمل على تعظيم إيجابيات المواطنة الرقمية لتكون في تناغم مع المواطنة الحقيقية الإيجابية والصالحة للمواطن الإماراتي ومن أجل ذلك أطلق ميثاق قيم وسلوكيات المواطنة الرقمية الإيجابية والذي جاء فيه القيم والسلوكيات التي تعزز من بيئة العالم الرقمي، بما يفرض ضرورة إيصال قيم المجتمع الإماراتي الذي يتميز بالتسامح والتعايش والقيم الإنسانية النبيلة والتعددية”.
وفي نهاية كلمتها توجهت سموها بالتحية والتقدير لمجالس الشباب في هيئة كهرباء ومياه دبي على هذا اللقاء وعلى جهودها في التنمية الثقافية والمجتمعية لشباب الوطن ولتحقيق المفهوم الحقيقي للمواطنة الصالحة.
من جانبه، أعرب معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، عن تقديره وامتنانه لدور سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، في الاستثمار في كفاءات الشباب لتحقيق رؤى الخمسين، وتعزيز مشاركتهم في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، لتحقيق التنمية المستدامة واقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية.
وأضاف معالي الطاير: “نعمل على تحقيق الرؤية الاستشرافية لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لبناء الإنسان وترسيخ ثقافة الاستدامة في المجتمع وتأهيل الشباب ليواصلوا مسيرة التطور والتنمية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، انسجاماً مع تحقيق أهداف “مئوية الامارات 2071″، والاستراتيجية الوطنية للشباب الهادفة إلى ترسيخ الثقة في قدرة جيل المستقبل على القيادة بكفاءة ومهارة وتقديم الشباب الإماراتي كنماذج رائدة في تطبيق الاستراتيجيات والخطط الوطنية الطموحة، يحذوا حذوهم الشباب في مختلف أنحاء العالم. وعلى خطى الآباء المؤسسين والقيم النبيلة التي أرساها المغفور له بإذن الله الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، نلتزم بتعزيز الهويّة الوطنية وترسيخ عناصرها لدى الأجيال الجديدة، وتعزيز ممارسات الانتماء والولاء الوطني وقِيَم المواطنة الصالحة لدى جميع شرائح المجتمع، ليبقى أبناء وبنات زايد نبراساً ينشر المحبة والتسامح والخير والعطاء، ومنارة تسهم في تحقيق مستقبل أكثر استدامة وإشراقاً لأجيالنا القادمة.”
وتابع معالي الطاير بالقول: “تندرج الجلسة في إطار المبادرات الوطنية التي يطلقها مجلس شباب الهيئة، وانسجاماً مع استراتيجية المجلس التي ترتكز على خمسة محاور رئيسة: القيم والهوية الوطنية؛ والتعليم المستمر؛ والتطوير المهني؛ ومسرعات المستقبل والابتكار؛ والاستدامة. كما تأتي الفعالية في إطار حرص الهيئة على تعزيز قدرات موظفي وموظفات الهيئة الشباب وتوفير بيئة إيجابية محفزة تسهم في إطلاق طاقاتهم وقدراتهم، ليكونوا داعماً رئيسياً لمسيرة تميز وريادة الهيئة العالمية”.