دبي، بيزنس نيوز: اختتمت فعاليات النسخة الثانية من مهرجان البُردة الذي أقيم تحت شعار “مساحات للعبور.. عوالم للاكتشاف”، والتي استمرت لمدة يومين في مركز دبي للمعارض، بمعرض إكسبو دبي 2020، تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، والذي عقد بالتزامن مع قمة اللغة العربية، والدورة 22 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي.
وقالت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب: “عمل المهرجان على إبراز مفاهيم محورية في مسيرة نهضة الفنون الإسلامية التقليدية والمعاصرة أولها التحول الذي يتناول المفاهيم المغيرة للثقافة والفنون الإسلامية، وثانيها الاكتشاف بإدراك القوة التحويلية للفنون والثقافة الإسلامية، وثالثها التأمل في قيم الترابط والتسامح التي تعكسها الثقافة والفنون الإسلامية، ورابعها التطور إدراكاً للأصوات الجديدة في مجال الثقافة والفنون الإسلامية والتي تنتظر أن تُسمع على الساحة العالمية.”
وأضافت معاليها: إن مهرجان وجائزة البُردة احتفى بالإبداع الإسلامي بشتى تجلياته، بدءاً من أساليب التعبير التقليدية وانتهاء باستكشاف تخصصاته المستقبلية التي تجمع بين التكنولوجيا الرقمية والثقافية والمجتمع، في فئات الشعر الفصيح والنبطي، والتشكيل والخط والتصميم، موفراً منصة لابتكار أشكال جديدة من المعرفة تعزّز الحوار العالمي حول التنوع والتسامح والتعايش.”
وعن جائزة البُردة قالت معاليها: “إن المفاهيم المشتركة التي تحتاجها الثقافة الإسلامية في نهضة حضارية تؤهلها مجددا لاستئناف دورها الاستثنائي عبر التاريخ، بالتحوّل الذي يقدّم فيه ماضي الأمة الأصيل مستقبلاً مستداماً للأمة العربية والإسلامية وللإنسانية، عبر اكتشاف مكامن قوّتنا بصوت الاعتدال والوسطية ودبلوماسية ثقافتنا الإسلامية في تواصلها الحضاري مع الآخر، منفتحةً عليه، متكاملةً معه.”
وأكدت معاليها: “احتفينا بالزخرفة الإسلامية، والخط العربي، والشعر النبطي أو الفصيح، وفنون التصميم، وكرّمنا المملكة العربية السعودية الشقيقة ضيفة شرفٍ، احتفاءً بدورها الجوهري في دعم ونشر الثقافة والفنون الإسلامية، وتلقينا نحو 1557 مشاركة إبداعية استقطبتها جائزة البردة من أكثر من 56 دولة حول العالم واحتفت منذ تأسيسها بأكثر من 300 فنان على مستوى العالم في ألوان الفنون الإسلامية ومجالاتها الرئيسة.”
يذكر أن مهرجان وجائزة البردة أسهما في بناء وتفعيل شراكات قطاعية ومهنية مع ممثلي قطاعات الثقافة والفنون الإسلامية من عدة دول شملت أستراليا وكندا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وسويسرا والمملكة العربية السعودية والعراق والكويت والبحرين والأردن وباكستان وإيطاليا.
وشهد مهرجان وجائزة البردة 57 جلسة وعرض أداء بمشاركة 200 خبير في الجلسات الرئيسة، و150 مشاركا في مجلس الأفكار، إلى جانب عروض الأفلام الوثائقية والأفلام الطويلة وأفلام الكرتون للأطفال، حيث تشكل الجائزة أساساً مهماً في الترويج، والتعريف بتراثنا الإسلامي الإنساني الأصيل، وتشهم في بناء جيلٍ يعرفُ تماماً ماضيه، ملم بالفنون والجماليات والتراث العربي والإسلامي الأصيل.
فعاليات وجلسات
ناقش المهرجان الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب بالشراكة مع 29 شريكاً استراتيجياً، في الجلسات الحوارية والتي استضافت قادة فكر عالميين في مجال الفنون والثقافة الإسلامية، مواضيع جوهرية وقدمت رؤى جديدة حول أحدث التوجهات والأفكار التي ترسم ملامح المستقبل.
وناقش معالي حامد بن محمد الفايز نائب وزير الثقافة للمملكة العربية السعودية في جلسة الطابع العالمي للثقافة والفنون الإسلامية، القيم العالمية للثقافة والفنون الإسلامية، دورها الذي تلعبه في تعزيز التبادل بين الحضارات، إضافة إلى الأهمية التاريخية للثقافة والفنون الإسلامية، والدور الحالي للاقتصاد الثقافي الإسلامي كحافز للابتكار الاقتصادي.
فيما وضعت جلسة مسار مختلف: تغيير القناعات حول الهوية الإسلامية، عدداً من الاسئلة والتصورات حول طابع الهوية الفنية الإسلامية، إذ وكيف يمكن للقادة والمبدعين الثقافيين اجتياز هذا التحدي وتغيير هذه التصورات؟ وما طبيعة المبادرات الجديدة التي بوسعها فتح آفاق أوسع للأجيال الجديدة التي تحتضن هويتها الإسلامية والأساليب الجديدة للتعبير عنها؟
وفي جلسة المساحات الإسلامية بين الماضي والحاضر، ناقشت تطور المدن، وكيف أُخذت في عين الاعتبار المساحات الإسلامية التاريخية، إذ يعمد المعماريون والمخططون الحضريون إلى إعادة تصميمها وتنشيط هذه المعالم وإعادة توظيفها في سرد جديد. وما الطريقة المثلى للمحافظة على وجود المساحات الإسلامية متعددة الوظائف وإتاحتها لجمهور أوسع.
فيما اكتشفت جلسة عوالم جديدة من خلال الشعر، طبيعة المشهد الحالي للأدب في العالم الإسلامي، وكيفية الحفاظ على أهمية الأدب باعتباره ركيزةً أساسيةً للثقافة.
بينما ناقش مجلس الأفكار حوارات ونقاشات في الموضوعات الرئيسة التي تتقاطع فيها التقاليد، والتراث الثقافي، والتكنولوجيا المتطورة، وريادة الأعمال، والفنون والثقافة الإسلامية الأصيلة.
أُقيمت ضمن المهرجان الذي حضره 3780 زائر، عروض أدائية وأخرى لأفلام مستوحاة من العالم الإسلامي، تحكي قصصاً مُلهمة ومُتجذرة في تاريخ المنطقة، استهدفت الجماهير من مختلف الاهتمامات والفئات العمرية بمن في ذلك الأطفال، وتضمنت مجموعة من الرسوم المتحركة، والأفلام الوثائقية، والأفلام الروائية الطويلة، إضافة إلى أن المهرجان احتفى بالزخرفة الإسلامية، والخط العربي، والشعر النبطي أو الفصيح، وفنون التصميم.
جائزة البُردة
يُشار إلى أن وزارة الثقافة والشباب المتحدة أعلنت عن أسماء الفائزين في الدورة السادسة عشرة من جائزة البُردة في أمسية فنية احتفت بالفنون الإسلامية بمركز دبي للمعارض في إكسبو 2020 دبي، إذ تتألف الجائزة من ست فئات مختلفة؛ وهي الشعر الكلاسيكي والشعر النبطي والخط التقليدي والخط الحديث والزخرفة والتصميم التيبوغرافي.