أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، بيزنس نيوز: رصد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” ملاحظات جديدة عن مناخ المريخ، وذلك ضمن الدفعة الثالثة من البيانات العلمية التي جمعها ضمن مهمته حول مدار كوكب المريخ باستخدام أجهزة الرصد العلمي التي يحملها خلال الفترة بين 1 سبتمبر و30 نوفمبر من العام الماضي.
وكان “مسبار الأمل” قد أتاح إمكانية الوصول إلى البيانات التي رصدتها جميع الأجهزة المثبتة على المسبار عبر موقعه الإلكتروني الرسمي، حيث تتضمن الدفعة الثالثة التي جرى نشرها أكثر من 57 جيجابايت من المعلومات والصور والبيانات الهامة حول مناخ الكوكب الأحمر، حيث جرى رصدها عبر مجموعة من الأجهزة العلمية التي يحملها المسبار، ليصل إجمالي حجم البيانات التي سجّلها المسبار إلى ما يقارب 827.7 جيجابايت. كما رصدت كاميرا الاستكشاف الرقمية (EXI) التي يحملها المسبار من خلال ملاحظة جديدة صممت لالتقاط حركة ظواهر الغلاف الجوي وتطورها، صوراً فريدةً عن السحب عالية الكثافة بتاريخ 22 نوفمبر 2021.
ودخل مسبار الأمل في مرحلة الاقتران الشمسي في أكتوبر حيث توقف المسبار بشكل مؤقت عن رصد الملاحظات العلمية وجمع البيانات وجميع الاتصالات نتيجة الرؤية المحدودة بين الأرض والمهمات حول المريخ. تحدث هذه الظاهرة كل عامين تقريباً، إذ تبعث الشمس غازات مؤينة ساخنة تتداخل مع إشارات الاتصال الراديوية التي يرسلها مسبار الأمل. وتتيح الحركة المدارية للمريخ حول الشمس استعادة اتصالات مسبار الأمل بعد انتهاء مرحلة الاقتران الشمسي.
وجرت مشاركة المعلومات والبيانات مع أفراد المجتمع العلمي والمهتمين بعلوم الفضاء من جميع أنحاء العالم عبر مركز البيانات في الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع. إذ يعتمد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ على نشر البيانات على شكل دفعات ربع سنوية، أي كل ثلاثة أشهر، وذلك بعد رصدها من قبل أجهزة مثبتة على المسبار وفهرستها وتحليلها من قبل الفريق العلمي المختص. وكانت الدفعتين الأولى والثانية قد لاقت متابعة واهتماماً واسعين من قبل العلماء والباحثين والخبراء وهواة الفضاء حول العالم، حيث شهدت تنزيل ما يقارب 1.4 تيرابايت منها.
وبهذا الصدد، قال المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ: “يعكس نشر البيانات والمعلومات والصور العلمية التي يلتقطها “مسبار الأمل” مع المجتمع العلمي العالمي حرص دولة الإمارات على تحقيق التزامها في تعزيز مسيرة التقدم العلمي بشكل عام وفي المجال الفضائي والعلوم المرتبطة به بشكلٍ خاص، حيث أن مشاركة هذه البيانات حول مناخ الكوكب الأحمر وغلافه الجوي مع مختلف الأطراف المعنية من علماء ومهندسين وباحثين وطلبة وغيرها من الفئات المستفيدة سيساهم بشكل أساسي في دعم البحوث والدراسات العلمية الرامية للتعرف بشكلٍ أدق على الكوكب الأحمر، بما في ذلك المناخ وتغيراته وتفاعلاته”.
وأضاف شرف: “يواصل المسبار مهمته والدوران في مداره العلمي المخطط له حول المريخ بشكلٍ طبيعي، مؤكداً على كفاءة وجودة التصنيع الإماراتي للمسبار والخبرات العالمية، والتي تأتي تتويجاً لسنوات من التطور والتقدم في تصنيع الأقمار الصناعية التي تتميز بقدرات هندسية وتصنيعية وفق أعلى المعايير العالمية. إذ يضع المسبار قدراته العلمية المتميزة اليوم في يدٍ مجتمع العلوم والبحوث حول كوكب المريخ، ليرسخ مكانة دولة الإمارات المتقدمة في المجالات الفضائية”.
ومن جانبها، قالت حصة المطروشي، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ: “سُعدنا بالملاحظات والبيانات الجديدة التي رصدها مسبار الأمل عن كوكب المريخ، إذ نحصل مع كل دفعة نتلقاها على مزيدٍ من الرؤى والمعارف المتعلقة بالكوكب الأحمر وغلافه الجوي، بما يدعم مستهدفات هذه المهمة العلمية في توفير بيانات علمية مفيدة وتعزيز القدرات الوطنية والشراكات العالمية”.
ويواصل “مسبار الأمل” الدوران في مداره الذي يتراوح ما بين 20000 و43000 كيلومتر مع ميل باتجاه المريخ بمقدار 25 درجة، ما يمنحه قدرة فريدة على إكمال دورة واحدة حول الكوكب كل 55 ساعة، والتقاط ملاحظات شاملة من الكوكب كل تسعة أيام. وكان المسبار قد سبق له نشر صورٍ وبيانات هي الأولى من نوعها لظاهرة الشفق المنفصل في الغلاف الجوي للمريخ أثناء الليل، وملاحظات غير مسبوقة عن سلوك الغازات والتفاعلات في الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وغيرها من الاكتشافات التي تغيّر في المفاهيم السابقة حول توزيع الضوء فوق البنفسجي المنبعث من الغلاف الجوي العلوي للمريخ.
ويعمل مسبار الأمل على دراسة الحالة الراهنة لكوكب المريخ ومناخه وأسباب هروب غازي الهيدروجين والأوكسجين من الطبقات العليا لغلافه الجوي، إلى جانب استكشاف العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلى والعليا لكوكب المريخ، وتقصي الظواهر المختلفة مثل العواصف الغبارية وتغيرات درجات الحرارة وأنماط المناخ المتنوعة حسب التضاريس. ويبلغ وزن “مسبار الأمل” حوالي 1350 كيلوجراماً أي ما يعادل سيارة دفع رباعي صغيرة، وقام بتصميمه وتطويره مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع شركاء أكاديميين بما في ذلك “مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء” في جامعة كولورادو بمدينة بولدر، وجامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا بمدينة بيركلي.