دبي، الإمارات العربية المتحدة، بيزنس نيوز: : أصدرت كاليسون آر تي كيه إل، شركة الاستشارات العالمية المتخصصة في التخطيط والتصميم المعماري، توقعاتها حول مستقبل بيئات العمل وأنماط العمل الهجينة، بعد دراسة تفصيلية استخلصت فيها العبر من تجربة العمل في المنازل والفنادق في عام 2022.
ويشير التقرير إلى تركيز الشركات في المستقبل بشكلٍ رئيسي على رفاهية الموظفين وسعادتهم في بيئات العمل، فضلاً عن المحافظة على المواهب التي تعمل لديها والتنافس أكثر من أي وقتٍ مضى على استقطاب مواهب جديدة، لا سيما في ظل موجة الاستقالة الكبرى.
وكشف مؤشر توجهات العمل العالمي من مايكروسوفت لعام 2021 أن أكثر من 40% من القوى العاملة في العالم يفكرون في ترك شركاتهم في العام الحالي[1]، مشيراً إلى أن ثقافة العمل لا يجب أن تكون مرهونةً بمدى قرب الموظف مكانياً من الشركة، بل أن تتعدى ذلك إلى مفاهيم الانتماء والحيوية والمشاركة والسعادة والإحساس بالحرية أثناء العمل.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال بروديبتو غوش، المدير في شركة كاليسون آر تي كيه إل: “نعلم جميعاً مدى التغير الذي طرأ على بيئات العمل حيث أصبحت رفاهية الموظفين وسعادتهم الأولوية القصوى للشركات. وتساهم إعادة تصميم البنية التحتية المادية في إيجاد سبل جديدة للعمل يمكن من خلالها للموظفين اختيار أنماط العمل التي تناسبهم، لا سيما أن بيئة المكاتب باتت من الأصول المرنة بالنسبة للمؤسسات من أجل الحفاظ على موظفيها. ونسعى في كاليسون آر تي كيه إل إلى إلهام القوى العاملة وإثراء بيئة العمل مع الحفاظ على سعادة الموظفين أثناء عملهم. كما نؤكد على ضرورة مفهوم العمل الهجين والمرن من أي مكان بهدف استقطاب المواهب في هذه السوق التنافسية والحفاظ على المواهب الموجودة”.
العمل من أي مكان
يسعى الموظفون للحصول على حرية اختيار نمط العمل ومكانه، وتُعد دولة الإمارات من الدول الرائدة في دعم نمط العمل من أي مكان، حيث حلّت في المركز الثالث على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمركز 41 عالمياً بين أفضل الوجهات للسفر والعمل عن بعد في عام 2022، متفوقةً على فرنسا ونيوزيلندا والولايات المتحدة. وتركز الشركات في الشرق الأوسط على إنجاز العمل بصرف النظر عن المكان، إلا أن هذه ليست قاعدةً عامة تنطبق على الجميع، لذا يستلزم تطبيق إطار عمل يوفر للموظف بعض الاستقلالية أثناء العمل مع المحافظة على الثقافة المؤسسية ومشاركة المعارف والخبرات وزيادة الإنتاجية ودعم العلامة التجارية.
الاستفادة من مزايا الشقق السكنية والفنادق
تعتزم الشركات المبتكرة الجمع بين مزايا القطاعين السكني والضيافة في تصميم بيئات العمل، حيث تدرك أن الأمر يتطلب التركيز على دعم أسلوب الحياة الهجين لاستقطاب المواهب والحفاظ عليها أكثر من تلبية احتياجات نمط العمل الهجين. ويمكن على سبيل المثال تحويل الردهات الواسعة إلى أماكن حيوية تقدم الخدمات للعملاء والشركاء والزملاء والمجتمع الأوسع بشكل مباشر أو عن طريق الإنترنت. وتشير شركة غالوب إلى أن العلاقات الاجتماعية الوثيقة في بيئة العمل تُعد عاملاً مهماً، لافتةً إلى أن ضعف الرفاهية في بيئة العمل يكبّد الشركات خسائر بـ 20 مليون دولار أمريكي من الفرص الضائعة عن كل 10 آلاف عامل على مستوى العالم.[2]وبالتوازي مع تقليل الاعتماد على المساحات المكتبية التقليدية، يزداد التركيز على توسيع مساحات العمل التي توفر بيئة من التفاعل والتعاون بين الموظفين، مثل المناطق المخصصة للتجمعات حيث يمكن للموظفين الاسترخاء والتسوق والعمل في آنٍ معاً.
المساحات التي تحاكي الطبيعة
يتزايد الطلب على المساحات المستوحاة من الطبيعة بما تشتمل عليه من بحيرات صغيرة، ومسارات للمشي، وأماكن مخصصة لركن الدراجات، ومرافق لركوب الدرجات الهوائية، وملاعب رياضية، وقاعات كبيرة، ومقاهي، حيث يرغب الموظفون بمساحات تساعدهم في التخلص من الضغوط للحصول بتجربة مفعمة بالإلهام والنشاط. كما تسعى الشركات إلى تجنب الطابع الرسمي في بيئات العمل من خلال تخصيص مطابخ مريحة ومراكز اجتماعية ومساحات خارجية، ليتسنى للموظفين التواصل مع بعضهم والتفاعل بشكلٍ أكبر. ومثلما أصبحت المساحات الخارجية من أهم الميزات في الشقق السكنية اليوم، اكتسبت المساحات الخضراء المفتوحة كذلك أهميةً أكبر في بيئات العمل.
حلول طويلة الأمد
رغم تركيز المستقبل القريب للعمل على ضمان سلامة الموظفين وصحتهم، إلا أن الحلول طويلة الأمد تتوجه نحو توفير الجدوى في بيئة العمل وتعزيز أصالتها وملاءمتها للموظفين، فضلاً عن توفير دخل إضافي لصاحب العقار والشركة الشاغلة له من عروض العمل الهجينة وذات الاستخدام المختلط. ومع تفكير 88% من القوى العاملة في الإمارات بترك وظائفهم نتيجة ضعف الثقافة المؤسسية، أصبحت مسألة إيجاد حل مناسب أمراً مهماً للغاية.[3]ويأمل الموظفون أن تتحول مكاتب العمل التقليدية إلى بنية تحتية مرنة تلبي الاحتياجات الحالية لفرق العمل وتخدم موظفي الشركات بشكل أفضل للارتقاء بهم إلى مستقبل مشرق مع تحسين إنتاجيتهم وصحتهم.