شهدت غالبية البورصات العربية حالة من التباين غلب عليها التراجع في نهاية شهر سبتمبر من عام 2022 على مستوى مؤشرات الأداء، تماشياً مع حالة التراجعات التي شهدتها غالبية الأسواق المالية العالمية، وعدد من البورصات الناشئة على حد سواء، متأثرةً بتبعات قرارات الرفع المستمر لأسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية على الصعيد ين العالمي والإقليمي، إضافة إلى حالة التذبذب المسجل في الأسعار العالمية للنفط خلال الشهر الماضي. في ذات الصدد، ألقت تبعات موجات التضخم العالمية وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي بظلالها على أداء مؤشرات البورصات العربية. كما كان لاتجاه عدد من المؤسسات الدولية خفض توقعات معدلات النمو أثراً ساهم في تراجع البورصات العالمية والعربية.
جاء ذلك في “النشرة الشهرية لأسواق المال العربية”، التي تصدر صندوق النقد العربي استناداً إلى قاعدة بيانات صندوق النقد العربي لأسواق المال العربية، وإلى البيانات الرسمية الصادرة عن تلك الأسواق. أشارت النشرة إلى أن مؤشر صندوق النقد العربي المركب لأسواق المال العربية قد أنهى تعاملات شهر سبتمبر من عام 2022 منخفضاً بنحو 0.65 في المائة ليصل إلى نحو 495.07 نقطة مقارنةً بمستواه المسجل في نهاية شهر أغسطس من عام 2022.
اتصالاً بما سبق، شهد شهر سبتمبر من عام 2022 تراجع معدلات السيولة في غالبية البورصات العربية نتيجة انخفاض مؤشرات قيم وأحجام التداول، ومؤشرات القيمة السوقية في هذه البورصات.
تصدرت سوق العراق للأوراق المالية حركة الصعود المسجلة على مستوى البورصات العربية، مع ارتفاع مؤشرها بنسبة 3.33 في المائة، نتيجة ارتفاع مؤشري أداء قطاعي البنوك والصناعة، كما شهد مؤشر بورصة تونس ارتفاعاً بنحو 2.66 في المائة. فيما شهدت سوق دمشق للأوراق المالية تحسناً بنسبة بلغت 1.54 في المائة.
على صعيد القيمة السوقية للأسواق المالية العربية المدرجة في قاعدة بيانات المؤشر المركب لصندوق النقد العربي، فقد شهدت تراجعاً بنحو 3.24 في المائة في نهاية شهر سبتمبر من عام 2022، مقارنةً بنهاية شهر أغسطس من عام 2022. في هذا الصدد، سجلت القيمة السوقية انخفاضاً في تسع بورصات عربية، مقابل تسجيلها ارتفاعاً في أربع بورصات عربية. تقدمت سوق أبوظبي للأوراق المالية البورصات العربية على صعيد الارتفاع المسجل في القيمة السوقية ليرتفع مؤشرها بنسبة بلغت 5.54 في المائة، مدعومةً بشكل رئيس بارتفاع مؤشر القطاع المالي ومؤشر الخدمات. كذلك سجلت بورصتا دبي ودمشق ارتفاعاً بنسب بلغت 1.01 و1.54 في المائة على الترتيب، فيما شهدت البورصة المصرية تحسناً بأقل من واحد في المائة.
على صعيد قيمة التداولات في البورصات العربية، فقد شهد شهر سبتمبر من عام 2022 تراجعاً في قيمة تداولات الأسواق المالية العربية المدرجة بقاعدة بيانات صندوق النقد العربي بنسبة 11.94 في المائة، مقارنة بمستوياتها المسجلة في نهاية شهر أغسطس من عام 2022، نتيجة انخفاض قيمة تداولات تسع بورصات عربية، فيما سجلت خمس بورصات عربية ارتفاعاً خلال شهر أغسطس من عام 2022. تقدمت بورصة فلسطين البورصات العربية على مستوى قيمة التداولات مع تسجيل قيمة التداول ارتفاعاً بنسبة 560.13 في المائة. كذلك شهدت بورصات كل من دبي وتونس وأبوظبي ارتفاعاً بنسب بلغت 14.67 و65.88 و90.39 في المائة على التوالي، فيما شهدت بورصة بيروت تحسناً بأقل من واحد في المائة.
على مستوى حجم التداول في البورصات العربية، فقد سجل انخفاضاً بنحو 22.72 في المائة في شهر سبتمبر من عام 2022، نتيجة تراجع حجم التداول في عشر بورصات عربية، مقابل تسجيله ارتفاعاً في خمس بورصات عربية في نهاية شهر سبتمبر 2022. تصدرت بورصة فلسطين البورصات العربية على صعيد أحجام التداولات بتسجيل مؤشرها صعوداً بنسبة 553.55 في المائة، كذلك سجلت بورصات كل من بيروت والدار البيضاء وأبوظبي وتونس ارتفاعاً بنسب تراوحت بين 169.09 و424.25 في المائة.