- توصيات وآراء حول أخر التطورات التقنية في العالم وكذلك روبوت المحادثة ChatGpt
- خبراء يتوقعون وصول عدد المحافظ الرقمية التي تدعم العملات الرقمية المستقرة إلى المليارات
- وجود رغبة قوية لدى الحكومات إزاء توظيف العملات الرقمية للبنوك المركزية، لأنه يمكنها أن توفر فوائد عديدة، مثل خفض الرسوم المفروضة على بطاقات الائتمان، ودعم المدفوعات الصغيرة
أبوظبي – الإمارات العربية المتحدة، 04 مارس 2023
في جلسة بعنوان “كيف ستغير تقنية التعاملات الرقمية (بلوك تشين) سياسات التمويل”، ناقش خبراء وقادة أعمال تأثير استخدام هذه التقنية في توفير أعلى درجات الكفاءة، وتعزيز قيمة الصناعة المالية التقليدية، وذلك ضمن اللقاءات الحوارية التي استضافها مؤتمر إنفستوبيا السنوي 2023 في أبوظبي.
وأدار هذه الجلسة جيريمي ألاير، الشريك المؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “سيركل”، وديمتري توكاريف، الرئيس التنفيذي لشركة “كوبر”، و ألكسندر ليبتون، الرئيس العالمي للبحث والتطوير الكمي في جهاز أبوظبي للاستثمار، ورونيت غوس، الرئيس العالمي لإدارة مستقبل التمويل في مجموعة “سيتي”.
وتعليقاً على الإمكانات التي تتمتع بها تقنية البلوك تشين، ودورها في إحداث ثورة في مجال التمويل، أوضح جيريمي ألاير، الشريك المؤسس ورئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي في “سيركل”، أن تقنية “دفتر الأستاذ اللامركزي الموزع” القائمة على البلوك تشين، يمكن أن توفر خدمات مالية استثنائية غير متاحة حالياً. ويعد قطاع العملات الرقمية المستقرة، بما في ذلك “سيركل”، مثالاً جيداً على الإمكانات التي تتمتع بها تقنية البلوك تشين”. وكانت شركة “سيركل” قد أطلقت دولارها الرقمي تحت اسم USDC قبل خمس سنوات، ويتم تداوله الآن بحجم يصل إلى 43 مليار دولار. وحاليا توجد 10 ملايين محفظة رقمية فقط تدعم حالياً العملات الرقمية المستقرة، لكن من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلى المليارات. ونوه إلى أنه من شأن هذه البنية التحتية المالية للعملات الرقمية أن تكون مفيدة أيضاً للأنشطة اليومية، مثل عمليات الاقتراض والإقراض.
وعبّر الدكتور ألكسندر ليبتون عن وجهة نظره حول العملات الرقمية للبنوك المركزية، إذ يعتقد أنه حان الوقت الآن لإطلاق إصدارات رقمية بدلاً من العملات الورقية. ويعتقد أيضاً أن الاستعانة بالمفاهيم التي يقدمها المبدعون لدعم تقنية البلوتشين، يمكنها أن توفر الدعم اللازم في بناء العملات الرقمية للبنوك المركزية. كما لفت المتحدث إلى وجود رغبة قوية لدى الحكومات إزاء توظيف العملات الرقمية للبنوك المركزية، لأنه يمكنها أن توفر فوائد عديدة، مثل خفض الرسوم المفروضة على بطاقات الائتمان، ودعم المدفوعات الصغيرة، فضلاً عن تمكين الصرافة الآلية للعملات. ومع ذلك، ينظر ليبتون إلى إنشاء العملات من قبل الدول الكبرى على أنها مسألة سيادة، وينبغي أن تمتلك بعض الدولة الدراية التامة بالفرص التي توفرها عملات البنوك المركزية.
من جهته، قام ديمتري توكاريف بتسليط المزيد من الضوء على الدور الذي يمكن لتقنية البلوك تشين أن تقوم به لتسهيل العمل بشكل أفضل في قطاعي البنوك والقروض، مشيراً إلى أنه يمكن تطبيق تقنية البلوك تشين في أسواق رأس المال وتحسين العمليات الحالية. ويرى ديمتري أنه من خلال الركيزتين الأساسيتين المتمثلتين بالسيولة وتحسين رأس المال، ستساعد التقنية ذاتها في إنشاء عالم من التمويل اللامركزي في أنظمة مراقبة المخاطر، وتداول البيانات، وعمليات المكاتب الأمامية.
وقدمت رونيت غوس شرحا حول “ويب 3” التي تمثل مستقبل شبكة الويب العالمية، وسلطت الضوء على روبوت المحادثة ChatGpt، وهو إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث استحوذ على اهتمام واسع من خلال تطبيق DLT/blockchain الموجه لصناعة التمويل. وأشارت في كلمتها إلى أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ الذكاء الاصطناعي التي يتفاعل فيها المستخدمون النهائيون مع التكنولوجيا، الأمر الذي يجعلها سهلة الاستخدام للجميع، بدءاً من كبار الرؤساء التنفيذيين وحتى الأطفال بعمر 9 سنوات. ويمكن أن تتوافق تقنية البلوك تشين مع المستخدم النهائي من خلال توفير أدوات ذكية قابلة للبرمجة، ومن ذلك على سبيل المثال العملات الرقمية المستقرة والعملات الرقمية للبنوك المركزية. وتحتاج الشركات إلى إنشاء واجهات استخدام تتصف بالسهولة وقابلية للاستخدام لهذه الأدوات، حتى تتمكن من العبور بأمان نحو عالم الرقمنة.
وخلال هذا الجلسة النقاشية، تطرق الأعضاء المشاركون إلى الحاجة لتحسين تجربة المستخدم ودمج التكنولوجيا مع القوانين والسياسات الحالية، وذلك بهدف بناء الثقة في الصناعة المالية بالاعتماد على تقنية البلوك تشين. ومع ذلك، فإن نشر الجيل الثالث من التقنية ذاتها، والترقيات التي تشهدها البنية التحتية يبعث الأمل إزاء تبني العملات المستقرة على نطاق واسع في العامين إلى الثلاثة أعوام القادمة. ويتمثل التحدي الماثل حالياً في دمج التكنولوجيا مع القوانين والنظم والسياسات للوصول إلى المرحلة الحافزة لاعتمادها الشامل في السوق. وأعرب المتحدثون عن تفاؤلهم إزاء مستقبل نظام التوكن والرموز المادية والرقمية الهجينة، مع التأكيد على الحاجة الملحة إلى تطوير نظام جديد ليحل مكان النظام القديم وفق إطار عمل منظم.
تجدر الإشارة إلى أن النسخة الثانية من مؤتمر إنفستوبيا 2023 جاءت هذا العام تحت عنوان “استشراف الفرص في عصر التغيرات”، وناقشت ثلاثة محاور وهي: استشراف الفرص في اقتصاد اليوم، ومستقبل ثروات الدول، وفرص النمو للاقتصاد منخفض الكربون. وتضمن المؤتمر 35 جلسة وطاولة مستديرة، بمشاركة أكثر من 2,000 مندوب من الشخصيات المحلية والعالمية البارزة من مستثمرين ومسؤولين حكوميين وصانعي القرار ورواد الأعمال الذين ينتمون لأكثر من 40 دولة.