الرئيس الأميركي جو بايدن يتعهّد القيام بـ”محاسبة كاملة على ما حدث”، مضيفا أنه سيطلب من الجهات الناظمة
تشديد القواعد المعمول بها في القطاع
أكثر من 180 رائد أعمال في المملكة المتحدة يطالبون المستشار البريطاني بالتدخل
أعلنت هيئة الحماية المالية في كاليفورنيا، عن إفلاس بنك “سيليكون فالي” الأميركي، حيث يعدّ بنك سيليكون فالي المصرف الأمريكي الـ16 من حيث حجم الأصول، التي تجاوزت 209 مليارات دولار في نهاية العام الماضي، فيما بلغ حجم ودائع بلغت قيمتها أكثر من 175 مليار دولار، ويشكّل إفلاسه أكبر انهيار لمصرف في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية عام 2008. ، ويشكّل إفلاسه أكبر انهيار لمصرف في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية عام 2008 .
اشتهربنك “سيليكون فالي” بتمويل الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا وأصحاب رأس المال الاستثماري. وهو ما اصاب مؤسسو الشركات الناشئة في منطقة خليج المكسيك بولاية كاليفورنيا بالشعور بالذعر بشأن الوصول إلى الأموال ودفع رواتب الموظفين. حتى إن مخاوف العدوى وصلت إلى كندا، بعد أن تضاعف دفتر قروض البنك في العام الماضي.
شكل انهيار بنك “سيليكون فالي” مؤشر قوي على أخفاق مستثمرون وجهات ناظمة للقطاع المصرفي على حد سواء في رصد مؤشرات الخطر قبل انهياره المدوّي الأسبوع الماضي.
وبقي سبب هذا الإغفال السؤال الأبرز في أوساط الخبراء المصرفيين إذ ركز بعضهم على ضعف القواعد في الولايات المتحدة.
وأعلن الاحتياطي الفدرالي الاثنين عن خطط لمراجعة “معمّقة وشفافة وسريعة” لعملية الإشراف على “إس في بي” سيتم نشر نتائجها في الأول من أيار/مايو، ما يعني إقرارا عمليا بأنه كان بإمكانه القيام بأداء أفضل.
وتعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن القيام بـ”محاسبة كاملة على ما حدث”، مضيفا أنه سيطلب من الجهات الناظمة تشديد القواعد المعمول بها في القطاع.
واتخذت السلطات الأميركية العديد من الإجراءات خلال نهاية الأسبوع لمحاولة استعادة الثقة في النظام المصرفي الأميركي وتجنب عمليات السحب الضخمة للودائع التي قد تزيد من إضعاف هذه المؤسسات.
ومن بين الإجراءات التي تم الإعلان عنها الأحد ضمان السلطات خصوصا سحب جميع الودائع من بنك سيليكون فالي المفلس. كما وافق الاحتياطي الفدرالي الأميركي على إقراض الأموال اللازمة لبنوك أخرى قد تحتاجها لتلبية طلبات السحب من عملائها.
وقال المحلل في منصة “آي جي” ألكسندر باراديز “إنها ليست خطة إنقاذ فدرالية لكنها توفر ضمانات” من أجل “العثور على مشترين بسرعة”، مؤكدا وجود “مرحلة توتر” في الأسواق وإن كان الوضع في رأيه بعيدا عما حصل عام 2007.
كما كان الحال الجمعة، واصلت المصارف الأوروبية تراجعها الاثنين لا سيما المصارف التي تعتبر أقل متانة من غيرها، فخسر مصرف كريدي سويس 9.90 بالمئة مسجلا أدنى مستوياته التاريخية، فيما خسر كومرتسبنك 12 بالمئة وبي إن بي باريبا 5.29 بالمئة وسوسييتي جنرال 5 بالمئة.
وكان الخبراء المصرفيون من بين الأشخاص الذين شعروا بالقلق حيال الانهيار السريع لـ”إس في بي”، المصرف الأميركي السادس عشر من حيث حجم الأصول والكيفية التي تحوّل انهياره من خلالها إلى نذير بإخفاق مقرض آخر هو بنك “سيغنتشر”.
ومن المقرر أن تعلن ذراع “SVB” في المملكة المتحدة عن تعسرها، وقد توقفت بالفعل عن التعامل ولم تعد تستقبل عملاء جددا. ويوم السبت، أرسل قادة ما يقرب من 180 شركة تكنولوجية خطاباً يطالبون فيه المستشار البريطاني جيريمي هانت بالتدخل.
وأفادت “بلومبرغ” نقلاً عن رسالتهم لـ “هانت” قولهم: “فقدان الودائع يمكن أن يتسبب في إحداث شلل للقطاع وإعادة النظام البيئي 20 عاماً للوراء”. “وسيؤدي إلى التصفية القسرية لعشرات الشركات بين عشية وضحاها”، وفقاً لما اطلعت عليه “العربية.نت”.
مجرد بداية
كان لـ “SVB” فروع في الصين والدنمارك وألمانيا والهند وإسرائيل والسويد أيضاً. ويحذر المؤسسون من أن تعثر البنك يمكن أن يقضي على الشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم دون تدخل الحكومة.
بدوره، سعى المشروع المشترك لبنك “SVB” في الصين، والمعروف باسم “SPD Silicon Valley Bank”، إلى تهدئة العملاء المحليين من خلال تذكيرهم بأن العمليات كانت مستقلة ومستقرة.
وقال مؤسسو الشركات الناشئة والمسؤولون التنفيذيون في المملكة المتحدة في الرسالة الموجهة إلى هانت: “ستبدأ هذه الأزمة يوم الاثنين، لذا ندعوكم لمنعها الآن”. الشركات المدرجة في الرسالة تشمل “Uncapped”، و”Apian”، و”Pockit”، و”Pivotal Earth”.
من جانبها، صرحت وزارة الخزانة البريطانية أن “هانت” تحدث مع محافظ بنك إنجلترا بشأن الوضع صباح يوم السبت، وإن وزير الخزانة الاقتصادي سيعقد مائدة مستديرة مع الشركات المتضررة في وقت لاحق من اليوم.
وبتسليط الضوء على التحدي الذي تواجهه الحكومات في التعامل مع المدى الكامل للتداعيات، فقد بدأت وزارة الخزانة في المملكة المتحدة في جمع الأصوات حول الشركات الناشئة، وسؤالها عن مقدار الودائع لديها، وحرقها النقدي التقريبي، وإمكانية وصولها إلى التسهيلات المصرفية في “SVB” وما بعده، وفقاً لما نقلته “بلومبرغ” عن مصادر.
وكان المؤسسون ينتظرون بفارغ الصبر نتيجة المائدة المستديرة وأي معلومات حول كيفية التعامل مع ودائعهم في البنك.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة “Lingumi” الناشئة للبرمجيات التعليمية، توبي ماثر، بأن شركته تحتفظ بـ 85% من أموالها في “SVB”. وحاول نقل بعض حساباته، ولكن حتى مساء السبت، لم يكن متأكداً من نجاح ذلك. وقال: “هذه مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا”.
فيما أمضى جاك أوميرا، مؤسس شركة “Ocher Bio” الناشئة في علم الجينوم بلندن، عطلة نهاية الأسبوع في محاولة، دون جدوى، لنقل الودائع من “SVB”. وقال: “إذا لم يكن هناك تدخل، فقد يقضي حقاً على جيل من رواد الأعمال”.
وكما هو الحال في الولايات المتحدة، يتم التأمين على بعض ودائع “SVB” في المملكة المتحدة، ولكن لم يكن من الواضح متى ستكون هذه الأموال متاحة. كما أن هناك قلقا أعمق بين قادة الشركات الناشئة وهو أن انهيار “SVB” من شأنه أن يخنق التمويل المستقبلي من رأس المال الاستثماري القادم إلى المملكة المتحدة، حيث تتعثر الشركات بالفعل بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
كما وقف عملاء بنك “سيليكون فالي” في كاليفورنيا – وكثير منهم من مؤسسي الشركات الناشئة – خارج فرع البنك في شارع ساند هيل الشهير في وادي السيليكون في البرد والأمطار يوم الجمعة، وطرقوا الأبواب الزجاجية المغلقة وحاولوا إقناع ممثلي مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية الإجابة عن أسئلتهم.
وفي كندا، أفادت وحدة “SVB Financial Group” في البلاد عن تخصيص 435 مليون دولار كندي (314 مليون دولار) في شكل قروض مضمونة العام الماضي. ومن بين عملائها موفر برامج التجارة الإلكترونية “Shopify Inc”، وشركة الأدوية “HLS Therapeutics Inc”، وفقاً لبيان سابق صادر عن البنك.
كما كشفت شركة “AcuityAds Holdings Inc” التي تتخذ من تورونتو مقراً لها يوم السبت أن لديها 55 مليون دولار من الودائع في “SVB”، بما يزيد عن 90% من أموالها. وكانت الشركة قد أوقفت تداول أسهمها يوم الجمعة بعد تراجع بنسبة 14%، مستشهدة “بالوضع الذي يتكشف” مع بنك وادي السيليكون.