اعداد قسم الدراسات والبحوث في بزنس نيوز
ثلاث عملات اسلامية مشفرة تتحضر لانطلاق في القريب ومنها إطلق بالفعل
تتزايد المنافسة الشديدة بين عدد من الشركات والمؤسسات التي تسعى لإطلاق أول عملة إسلامية مشفرة، وذلك بسبب الاهتمام المتزايد بالعملات المشفرة والطلب المتزايد على العملات التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية.
تتنافس هذه الشركات والمؤسسات في تصميم وتطوير العملات الإسلامية المشفرة التي تحترم الشريعة الإسلامية وتتميز بالأمان والشفافية والتحكم في التضخم والتحكم في الإصدار وعدم الربا والتأمين على الودائع. ومن المتوقع أن يزيد التنافس في هذا المجال في المستقبل القريب، مع تزايد الاهتمام بالعملات المشفرة وارتفاع الطلب عليها.
لا يمكن تحديد عدد الشركات والمؤسسات التي تتنافس لإطلاق العملة الإسلامية المشفرة بدقة، حيث أن هذا العدد يتغير باستمرار ويزيد مع تزايد الاهتمام بالعملات المشفرة. ومن المتوقع أن يكون هناك عدد كبير من الشركات والمؤسسات التي تسعى لإطلاق العملة الإسلامية المشفرة في المستقبل القريب، حيث توجد فرص كبيرة في هذا المجال ويمكن أن تحقق هذه العملات نجاحاً كبيراً في الأسواق المالية.
عملة إسلامية مشفرة تنطلق من روسيا
مع اشتداد المنافسة، أفادت مديرة القسم الاقتصادي بمجلس الإفتاء الروسي مدينة كاليمولينا، بأن عملة رقمية مطابقة للتشريعات والتعاليم الإسلامية قد تظهر في روسيا خلال العامين المقبلين.
وقالت كاليمولينا إن الأوساط الإسلامية في روسيا، لا سيما في القوقاز تناقش بنشاط مسألة استخدام العملات الرقمية، مشيرة إلى ظهور عملات رقمية في بعض البلدان الإسلامية مثل بيتواسيس في الإمارات والكويت والبحرين والسعودية، والبيتكوين في إندونيسيا، وسوينبوك في ماليزيا.
ورأت المستشارة الاقتصادية والمالية في الشؤون الإسلامية ان خصائص العملة الرقمية قد تعطيها المقومات لأن تكون “حلال”، إلا أن الآراء الفقهية الإسلامية لم تتطرق إلى الآن لهذا المجال. وأضافت أن عدم وجود جهة تنظيمية موحدة تدير إصدار العملات الرقيمة هي النقطة الرئيسية التي تثير قلق المسلمين.
وعملة أخرى من ألمانيا تحت أسم “كيزتشين” Caizchain
حصلت عملة “كيزتشين” Caizchain المشفرة القائمة على سلسلة البلوكتشين، على الموافقة الشرعية من قبل العلماء المسلمين، وبالتالي تستعد لدخول قطاع العملات المشفرة قريبا، حسبما ذكر موقع Coinqoura المتخصص في أخبار العملات الرقمية.
ولعل الميزة الفريدة التي تجعلها جديرة بالملاحظة كما يذكر موقع Coinqoura هو تركيزها على التمويل الإسلامي. حيث حصلت العملة الجديدة، ، على الموافقة الشرعية من حيث مطابقتها مع أحكام وقوانين التمويل لإسلامي، وذلك من قبل مجموعة من علماء الإسلام المؤهلين الذين أجازوا بطرحها في السوق.
ومن ثم ستفتح “كيزتشين” قريبا سوق العملات المشفرة العالمية لكل من المسلمين وغير المسلمين وذلك للمرة الأولى في تاريخ تلك العملات.
والأهم من ذلك ، ستكون “كيزتشين” تلك هي أول منصة عملات مشفرة وبلوكتشين إسلامية معتمدة في العالم. وستمكن العملة من إجراء تحويلات مالية عالمية سريعة وآمنة وفعالة من حيث التكلفة. وقبل كل شيء، تتبع “كيزتشين” جميع أخلاقيات ومعايير ومباديء التمويل الإسلامي.
ومن ثم، تضمن “كيزتشين” أنها لن تتعامل مع الشركات التي تعمل بنشاط في قطاعات معينة، مثل التبغ ولحم الخنزير والأسلحة والمشروبات الكحولية. وتوصف كل هذه الأعمال بأنها أعمال غير مشروعة في الشريعة الإسلامية.
عملة اسلامية مشفرة تنطلق من الإمارات أيضاً
ومن دولة الامارات تنطلق أول عملة مشفرة متوافقة مع الشريعة الإسلامية من المقرر إطلاقها في مايو المقبل، ويأتي ذلك في وقت زاد فيه الإقبال على العملات الرقمية بالعالم كما ذكرت مجلة “أريبيان بزنس”.
حيث قال أحد مؤسسيها للمجلة “إن أول عملة رقمية متوافقة مع الشريعة الإسلامية في العالم ، وهي العملة الإسلامية، ستطلق للجمهور الشهر المقبل.
وأشار الهاشمي إلى إنه سيتم طرح العملة في مايو المقبل، لكنه لم يحدد التاريخ. وقال: “لقد بدأنا بوضع البيع الخاص بسبب أننا لا نريد أن يعتقد الناس أننا نستخدم كلمة “إسلامي” للتلاعب بمشاعرهم ثم ننتقل لنصبح استثمارا في شيء لا يعرفونه”.
وأضاف: “لقد أجرينا بعض أبحاث السوق واكتشفنا أن عملة البيتكوين، على سبيل المثال ، أصبحت العملة الأكثر شهرة ونجاحا لأنها تتمتع بميزة المحرك الأول (أول عملة)”.
بالمحصلة، لا يوجد تاريخ محدد لإطلاق العملة الإسلامية المشفرة حتى الآن باستثناء العملة التي ستطبق من الامارات، إذ أن المفاوضات والدراسات لا تزال جارية. ومن الجدير بالذكر أن تطوير وإطلاق العملات المشفرة يتطلب الكثير من الجهد والوقت والموارد. ولكي تصبح عملة مشفرة ناجحة، يجب أن تكون مستقرة وموثوقة وقابلة للاستخدام بسهولة. وبما أن العملة الإسلامية المشفرة مفهوم جديد ومعقد، فإنها ستحتاج إلى دراسة كافية واستشارات من الخبراء الماليين والفقهاء الإسلاميين قبل إطلاقها. لذلك، يجب الانتظار لبعض الوقت قبل الحصول على أي تحديثات حول موعد إطلاق العملة الإسلامية المشفرة.
أبرز مقومات العملة الاسلامية المشفرة
تصميم العملة الإسلامية المشفرة يتم بناءً على مجموعة من المقومات الأساسية التي تحترم الشريعة الإسلامية، ومن بين أبرز هذه المقومات:
- التأمين على الودائع: يتم تصميم العملة الإسلامية المشفرة لتوفر نظامًا للتأمين على الودائع للمستخدمين، مما يضمن حفاظهم على أموالهم.
- عدم الربا: تعتبر الربا محرمة في الشريعة الإسلامية، وبالتالي يجب أن تتمتع العملة الإسلامية المشفرة بنظام يحظر الربا في جميع صوره.
- التحكم في التضخم: يتم تصميم العملة الإسلامية المشفرة بحيث تكون مستقرة ولا تتأثر بالتضخم بنفس الطريقة التي يتأثر بها النظام المالي التقليدي.
- التحكم في الإصدار: يجب أن يكون هناك ضوابط دقيقة تحكم إصدار العملة الإسلامية المشفرة، مما يضمن عدم تزويرها والحفاظ على قيمتها.
- التشفير والأمان: يتم تصميم العملة الإسلامية المشفرة بتقنيات التشفير العالية، مما يضمن سرية المعاملات والأمان والحماية من الاختراقات والاحتيال.
- الشفافية: يجب أن تتمتع العملة الإسلامية المشفرة بشفافية عالية في عمليات الإصدار والتداول والتحويل، وتوفير المعلومات اللازمة للمستخدمين بصورة شفافة وواضحة.
الجدير بالذكر أن معظم البلدان حول العالم أطلقت تشريعات وقوانين تنظم عملية إطلاق العملات المشفرة . وتختلف هذه التشريعات والقوانين من بلد إلى آخر، حيث توجد بعض البلدان التي تسعى إلى تشديد الرقابة على العملات المشفرة وتحديد شروط صارمة لإصدارها، فيما توجد بعض البلدان التي تحاول تشجيع تطوير هذه العملات.
أبرز القوانين والتشريعات
من بين القوانين التي يتم تطبيقها في العديد من البلدان حول العالم، تتضمن:
- تسجيل العملات المشفرة والشركات التي تطورها وإصدارها لدى الجهات المختصة.
- تطبيق الضرائب على الأرباح المحققة من عمليات بيع وشراء العملات المشفرة.
- تحديد قواعد وضوابط لحماية حقوق المستثمرين والمستخدمين للعملات المشفرة.
- تحديد قواعد لمكافحة عمليات الاحتيال والغسيل الأموال وتمويل الإرهاب المحتملة.
- تحديد شروط صارمة لإصدار العملات المشفرة، مثل التحقق من هوية المطورين ومصادر التمويل والخطط الاستثمارية وغيرها من العوامل المهمة.
وفي هذا السياق، تتميز دولة الإمارات العربية المتحدة بتشريعات وقوانين تهدف إلى دعم الابتكار والتكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك العملات المشفرة. وتضم القوانين والتشريعات المنظمة لإطلاق العملات المشفرة في الإمارات، على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي:
- قانون الأوراق المالية والسلع في دولة الإمارات العربية المتحدة: وينظم هذا القانون الأسواق المالية في الدولة، ومن ضمنها العملات المشفرة، ويشمل القانون شروطًا لإصدار الأوراق المالية الرقمية، ويتضمن أيضاً ضوابط لحماية المستثمرين.
- مرسوم مجلس الوزراء الإماراتي رقم 23 لعام 2021 بشأن العملات المشفرة: ويحدد هذا المرسوم الإجراءات اللازمة للحصول على ترخيص لإصدار العملات المشفرة في الإمارات، ويتضمن المرسوم مجموعة من الشروط والمعايير التي يجب تلبيتها من قبل الشركات التي ترغب في إصدار عملات مشفرة، مثل توفر رأس مال كافٍ ومستوى عالٍ من الشفافية والمسؤولية الاجتماعية.
- برنامج الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات: ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز الابتكار والتكنولوجيا الحديثة في الدولة، بما في ذلك تطوير العملات المشفرة، ويوفر البرنامج دعماً للشركات الناشئة والمبتكرة والمستثمرين.
- توجيهات البنك المركزي الإماراتي: ويحدد البنك المركزي الإماراتي معايير تنظيمية لعمليات العملات المشفرة.
كيف تتحقق من مصداقية العملة الإسلامية المشفرة؟
توجد عدة عوامل يمكن الاعتماد عليها لتحقيق مصداقية العملة الإسلامية المشفرة، ومنها:
- الشفافية: يجب أن يتم توفير معلومات شفافة وواضحة حول طريقة إصدار العملة وعمليات التداول وإدارة العملة، بما في ذلك تفاصيل الأموال المدخلة والمستخرجة من العملة، وكذلك تفاصيل الحسابات والمعاملات.
- الأمان: يجب توفير آليات أمنية فعالة لحماية العملة الإسلامية المشفرة من الاختراق والاحتيال والسرقة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام التقنيات المتقدمة في تأمين العملات المشفرة.
- الشرعية: يجب التأكد من توافق العملة الإسلامية المشفرة مع أحكام الشريعة الإسلامية، ويمكن ذلك عن طريق الاستعانة بعلماء الشريعة المعتمدين للتأكد من أن العملة لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية.
- التحكم في الإصدار والتضخم: يجب تصميم العملة الإسلامية المشفرة بطريقة تسمح بالتحكم في الإصدار والتضخم، بحيث يتم تحديد عدد العملات المتاحة والمسموح بها للإصدار، وذلك لتجنب الهيمنة الاحتكارية والتضخم غير المحتمل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاعتماد على تقييم الشركات والمؤسسات التي تقوم بإطلاق العملات الإسلامية المشفرة وتحليل سجلاتهم وخبراتهم في هذا المجال، وكذلك مراجعة تجارب المستخدمين الآخرين وتقييم أدائهم في استخدام العملات المشفرة.
يُشار إلى أن العملات المشفرة بدأت تستهوي وتستقطب العديد من الأشخاص حول العالم، من مختلف الأعمار والفئات الوظيفية، نظرًا لـ “بريقها الخادع” الذي لا يقل خطورة عن احتمالات خسارتها الموجعة.
هذا ويوجد أكثر من 10 آلاف نوع مختلف من العملات المشفرة، ويجب أن تكون لديك فكرة كاملة عن العملة التي تريد الاستثمار فيها، ويساعد فهم الإيجابيات والسلبيات في التخطيط المناسب للاستثمار فيها على المديين الطويل والقصير.