23أكتوبر 2023
استمرت أسعار النفط الخام في التراجع الممتد منذ الجمعة الفائت وذلك بعد سلسلة المكاسب التي قادت إلى أعلى المستويات منذ حوالي عشرين يوماً. حيث تراجعت العقود الآجلة لخام نفط غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.6% إلى 87.55 دولاراً للبرميل عند حوالي الساعة 12:00 ظهراً بتوقيت غرينيتش. كذلك تراجعت العقود الآجلة لخام نفط برنت بذات النسبة تقريباً وصولاً إلى مستوى 91.75 دولاراً للبرميل.
فيما تأتي هذه التراجعات خلال الجلستين الفائتتين مع تزايد الحديث حول إمكانية احتواء الصراع الدائر في الشرق الأوسط وسعي الأطراف الفاعلة دولياً إلى ضمن عدم خروجه خارج حدوده المعتادة أو دخول أطراف من داخل أو خارج الإقليم لتغذية الصراع وإخراجه عن السيطرة بما قد يهدد إمدادات النفط.
في المقابل نستمر في رؤية المزيد من الإشارات والتوقعات الصعودية الداعمة لارتفاعات النفط. حيث يرى National Bank of Canadaأن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بالمزيد من السحوبات من المخزونات الاستراتيجية بهدف خفض أسعار النفط وذلك بما قد يبقي مستويات المخزونات دون متوسطها.
كما يرى Commerzbankأن أسعار النفط قد تحظى بالدعم من جراء بقاء المخاوف عند مستوياتها المرتفعة حول إمدادات النفط وذلك مع استمرار الصراع في الشرق الأوسط والمخاوف من اتساعه. ذات الشيء تقريباً يعتقده بنك ANZ، إذ يرى البنك أن اتساع رقعة الصراع قد تتسبب بتعطيل إمداد الأسواق العالمية بحوالي 20 مليون برميل من النفط الخام يومياً.
أما على الجانب الاقتصادي، فقد شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً لعوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام في مقابل إنخفاض للعوائد لأجل عامين. هذه الديناميكيات المتعاكسة قد ساهمت في تقليص فجوة الفرق بين عوائد تلك السندات إلى أدنى المستويات من منتصف يوليو الفائت وذلك عند 0.129%.
أعتقد أن هذا الأداء المتباين في عوائد السندات واتجاه منحنى العائد نحو المنطقة الإيجابية بشكل متسارع قد يعكس المعنويات الإيجابية الكامنة لدى الأسواق تجاه نمو الاقتصاد الأمريكي وذلك بما قد يستمر في تقديم المزيد من الدعم للنفط. ذلك أن الارتفاع في عوائد السندات لأجل عشرة أعوام يعكس تفاؤل الأسواق بقدرة الاقتصاد الأمريكي على تجنب الركود بالفعل على الرغم من أسعار الفائدة القياسية المرتفعة، وهذا ما قد بدئنا نراه جلياً مع موسم نتائج الربع الثالث والذي استمرت فيه الشركات بتسجيل نتائج أفضل من المتوقع في معظمها.
أضف إلى ذلك فإن التراجع في عوائد السندات قصيرة الأجل يعكس توقعات الأسواق بانتهاء الفيدرالي من دورة رفع أسعار الفائدة على الرغم من الحديث المتكرر للفيدرالي حول إمكانية رفع سعر الفائدة لكبح النمو الاقتصادي الأسرع من المتوسط والذي يساهم في تغذية التضخم.
علاوة على ذلك، تستمر دول منطقة اليورو في إظهار المزيد من الأرقام الاقتصادية الإيجابية والتي تُشير إلى إمكانية دول المنطقة من استعادة النمو ووقف الانكماش سواء على مستوى أنشطة التصنيع أو الخدمات.
تحليل سوق اليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com