14نوفمبر 2023
ارتفع اليورو إلى أعلى المستويات منذ يوم الاثنين من الأسبوع الفائت أمام الدولار الأمريكي وذلك مع وصوله إلى مستوى 1.07305 عند حوالي الساعة 10:25 صباحاً بتوقيت غرينيتش. فيما يحاول اليورو تقليص خسائره الممتدة منذ أواخر الأسبوع الفائت أمام الجنيه الإسترليني اليوم وذلك مع بلوغه مستوى 0.87262 وهو الأعلى منذ بداية تداولات هذا الاسبوع. أمام الين الياباني، فقد سجل اليورو المزيد من المستويات القياسية والتي لم نراها منذ العام 2008 وذلك عند مستوى 162.758.
فيما جاءت مكاسب اليورو اليوم مع المزيد من البيانات الإيجابية التي أشارت إلى المزيد من الثقة من المستثمرين المؤسسين في اقتصاد منطقة اليورو. حيث سجل مؤشر ZEWللمعنويات الاقتصادية في ألمانيا للشهر الحالي أول قراءة إيجابية له منذ أبريل الفائت وذلك عند 9.8 نقطة وهي أعلى من التوقعات البالغة 5 نقاط وأعلى بشكل ملحوظ من القراءة السابقة عند -1.1 نقطة.
أما في عموم منطقة اليورو، فقد سجل مؤشر ZEWللمعنويات الاقتصادية قراءة عند 13.8 نقطة لشهر نوفمبر الجاري وهي الأعلى أيضاً منذ فبراير الفائت وهي القراءة الإيجابية للشهر الثاني على التوالي بعد خمسة أشهر متتالية من غياب الثقة.
تأتي هذه الثقة في على الرغم من الأرقام الخجولة للنمو لاقتصاد منطقة اليورو. حيث شهدنا اليوم أيضاً الأرقام الأولية للناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثالث. فيما تقلص اقتصاد المنطقة بنسبة 0.1% خلال الربع الثالث مقارنة مع الربع الثاني من العام الجاري، في ذات الفترة أيضاً فقد سجل الناتج المحلي نمواً طفيفاً بنسبة 0.1% بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الفائت. جاءت تلك القراءتين بالتماشي مع متوسط توقعات المحللين.
في سوق العمل أيضاً، فقد تمكن اقتصاد المنطقة من إضافة حوالي 500 ألف وظيفة خلال الربع الثالث وهو ما يمثل نمواً بنسبة 1.4% خلال الربع الثالث مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الفائت، وذلك وفقاً للبيانات الأولية.
في حين يبدو أن هذه البيانات اليوم قد مكنت اليورو من مقاومة الضغوط التي تعرض لها من الجنيه الإسترليني وذلك مع المزيد من بيانات الاقتصاد البريطاني والتي أشارت إلى إمكانية بقاء التضخم مرتفعاً لفترة أطول من المتوقع، وهذه المرة مع أرقام سوق العمل.
حيث عاد نمو متوسط الأجور المتضمن العلاوات للتفوق على متوسط توقعات المحللين مجدداً في القراءة الأخيرة للثلاثة أشهر المنتهية في سبتمبر الفائت. إذ شهدت الأجور نمواً ملحوظاً بنسبة 7.9% خلال تلك الفترة مقارنة مع نفس الفترة من العام الفائت وهو ما كان أعلى من المتوقع البالغ 7.4% ولكنه أقل من القراءة السابقة المعدّلة عند 8.2%.
إضافة إلى ذلك، استمر سوق العمل في أعادة بعض من العلامات الإيجابية. حيث تمت إضافة حوالي 54 ألف وظيفة خلال الثلاث أشهر المنتهية في سبتمبر الفائت بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الفائت وهو ما كان بعيداً بشكل كبير عن التوقعات بخسارة حوالي 200 ألف وظيفة. فيما أن القراءة الجديدة اليوم كسرت سلسلة ممتدة لثلاث أشهر من فقدان الوظائف.
أيضاً وخلال الثلاث أشهر تلك، فقد تماسك معدل البطالة عند 4.2% وذلك ما كان أدنى بقليل من التوقعات عند 4.3%.
في مقابل تلك الأرقام الإيجابية، فقد شهدنا المزيد من الارتفاع الملحوظ لعدد مطالبات إعانات البطالة خلال أكتوبر الفائت بحوالي 17.8 ألف مطالبة ليصل العدد الإجمالي إلى 1.5679 مليوناً. فيما أن هذه القراءة تمثل ضعف القراءة السابقة المعدلة سجلت إضافة 9 ألف مطالبة وأعلى من التوقعات بإضافة 15 ألفاً.
إذ يبدو أن هذه الأرقام، والتي تضاف إلى سلسلة من الأرقام الإيجابية من الأسبوع الفائت للناتج المحلي الإجمالي، قد تساعد بنك إنكلترا على التمسك بموقفه حيال سياسته النقدية خلال الفترة القادمة. هذا ما تحدث عنه مسؤولي البنك المركزي وعلى رأسهم المحافظ، Andrew Bailey، والذين أشاروا إلى عدم وجود خفض قريب لسعر الفائدة.
فيما ساعدت بيانات اليوم في تقديم بعض الدعم المؤقت لعوائد السندات البريطانية مع بداية تداولات اليوم بعد أن وصلت إلى المستويات منذ بداية الاسبوع. حيث بلغ العائد على السندات الحكومية لأجل عشرة أعوام مستوى 4.343% عند حوالي الساعة 8:10 صباحاً بتوقيت غرينيتش قبل التراجع إلى حوالي 4.285% خلال الساعة التالية. في حين لا تزال هذه المستويات تقع بالقرب قليلاً من أدنى المستويات منذ حوالي الشهر.
في سوق السندات أيضاً، تحاول عوائد السندات الأوروبية تقديم المزيد من الدعم لليورو وذلك عبر التماسك قليلاً ووقف سلسلة تراجعاتها الممتدة منذ حوالي الشهر، وذلك بدعم الأرقام الإيجابية التي شهدناها اليوم والتي يبدو أنها قد تغذي التوقعات ببقاء التضخم مرتفعاً لفترة أطول من المتوقع أيضاً. حيث وصل العائد على السندات الحكومية الأوروبية لأجل عشر سنوات إلى 2.708% وذلك بعد أن بلغ أدنى مستوى له خلال الأسبوع عند 2.684%.
فيما تحاول عوائد السندات الأوروبية لأجل عشرة أعوام تقليص الفجوة ما بينها وبين نظيرتها من السندات البريطانية، إذ بلغت اليوم -1.598%. يأتي هذا ضمن التيار الصاعد الممتد من حوالي عشرين يوماً من تقليص الفجوة. كما تحاول السندات الأوروبية اليوم مقاومة اتساع الفجوة ما بين عوائدها وعوائد سندات الخزانة الأمريكية لنفس الأجل أيضاً وذلك في محاولة لإيقاف الاتساع المستمر لهذه الفجوة منذ أبريل الفائت.
تحليل سوق اليوم عن سامر حسن محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com