دبي، الإمارات العربية المتحدة، 24 يناير 2024: أثّرت التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي على الشركات والحكومات والاقتصادات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط. وتؤدي التطورات في هذا المجال وخاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تحولّ يحدث مرة واحدة في كل جيل، مما يفتح فرصاً جديدة وواسعة ويُحدث تحولاً في القطاعات وأساليب التشغيل والمسارات المهنية.
كشف مؤشر سيسكو لجاهزية الذكاء الاصطناعي أنّ 95% من المشاركين لديهم استراتيجية ذكاء اصطناعي قائمة أو قيد التطوير، لكن 14% فقط مستعدون تماماً لدمج الذكاء الاصطناعي في أعمالهم. وأشار المؤشر في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن الاستعداد الاستراتيجي يبرز كونه الجانب الأكثر تطوراً، حيث اعتُبرت 73% من الشركات “مستعدة بالكامل”.
تُركّز توقعات سيسكو للذكاء الاصطناعي لعام 2024 على ما تستطيع الشركات القيام به لتبنّي الذكاء الاصطناعي ودمجه في أعمالها مع اعتماد تدابير ولوائح الثقة والأمن المطلوبة، وكيف يمكن للمبتكرين الاستفادة من هذه التقنية ليحافظوا على تنافسيتهم.
قالت ريم أسعد، نائب رئيس سيسكو في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: “يُتوقّع أن تحقق الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي فوائد هائلة لمنطقة الشرق الأوسط. وتعتبر هذه المنطقة رائدة في تبنيها المستمر للتقنيات المتطورة، حيث نشهد اكتشاف الشركات لطرق جديدة لتسخير قوة الذكاء الاصطناعي في تعزيز الكفاءة التشغيلية وتنمية الإيرادات والحصة السوقية والاستفادة من الابتكار لتلبية احتياجات العملاء المتغيّرة”.
وأضافت: “تُبيّن اتجاهات الذكاء الاصطناعي هذا العام التطورات الكبيرة وضرورة الحذر المتزايد في وضع استراتيجيات تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره مع مراعاة الحدود الأخلاقية والسلامة واللوائح التنظيمية المتغيرة. وتُعدّ الثقة بين الأشخاص وأنظمة وأدوات الذكاء الاصطناعي أمراً أساسياً وغير قابل للتفاوض. ويُظهر ذلك أهمية الوضوح بشأن ما يمكن وما لا يمكن للذكاء الاصطناعي فعله بأطر جديدة لشفافية البيانات والمسؤولية وبذل الجهود الجديدة لتثقيف الأشخاص والشركات حول كيفية حدوث التعقيدات وتطوير المهارات التي ستكون مطلوبة للوظائف الجديدة التي تدعم الذكاء الاصطناعي والطرق الجديدة للتعاون مع وضع متطلبات واحتياجات الأشخاص في جوهر هذه الخطوات.
نقوم في سيسكو بالفعل بدمج قدرات الذكاء الاصطناعي المتنوعة في محفظة منتجاتنا ونفعل ذلك بطريقة مسؤولة. ونرى أن المستقبل سيكون غنياً بتقنيات الذكاء الاصطناعي المبتكرة والفعالة والجديرة بالثقة التي ستكون أكثر استدامةً وإنصافاً”.
1. سيتوسع الذكاء الاصطناعي التوليدي بسرعة ليدخل عالم الشركات التجارية من خلال واجهات المستخدم الطبيعية التي تدعم هذه التقنية ونماذج اللغة الضخمة وتطبيقات الشركات المخصصة وسياق الأعمال المختلفة.
نتوقع أن تظهر واجهات اللغة الطبيعية المدعمة بتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي للمنتجات الجديدة وسيحصل عليها أكثر من النصف بشكل افتراضي بحلول نهاية عام 2024. كما سيتم الاستفادة من هذه التقنية في تفاعلات الشركات مع المستخدمين الذين يطالبون بحلول أكثر تخصيصاً وتكاملاً. وسوف تنمو إمكانية تتبّع الذكاء الاصطناعي نتيجةً لذلك.
2. ستبدأ نقلة الاستخدام المسؤول والأخلاقي للذكاء الاصطناعي ضمن أطر واضحة لحوكمة الذكاء الاصطناعي تحترم حقوق الإنسان وقيمه.
تقف خطوة اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي عند تقاطع الابتكار والثقة. ومع ذلك، فإن 76% من الشركات لا تمتلك سياسات شاملة للذكاء الاصطناعي. وهناك اتفاق عام على أننا بحاجة إلى لوائح وسياسات ذاتية وحوكمة للقطاع للتخفيف من المخاطر التي قد تنشأ نتيجةً لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.
يتعيّن علينا أيضاً أن نضمن حصول العملاء على إمكانية الوصول إلى بياناتهم والتحكم بها. ومع تزايد أهمية أنظمة الذكاء الاصطناعي، ستصل البيانات العامة المتاحة قريباً إلى الحد الأقصى ومن المحتمل أن يتم استنفاد البيانات اللغوية عالية الجودة قبل عام 2026. وتحتاج الشركات إلى التحول إلى البيانات الخاصة أو الاصطناعية التي ستتيح إمكانية الوصول والاستخدام عن بُعد.
3. سيواجه الأفراد والشركات مخاطر متزايدة ناجمة عن التضليل والاحتيال الناتجَين عن استخدام الذكاء الاصطناعي، مما سيدفع شركات التكنولوجيا والحكومات إلى العمل معاً من أجل إيجاد الحلول لهذه المشكلات.
ستستمر عمليات التضليل والاحتيال المدعمة بالذكاء الاصطناعي في النمو كتهديد للشركات والأشخاص وحتى المرشحين والانتخابات خلال عام 2024. وسنشهد استجابةً لذلك المزيد من الاستثمارات للكشف عن المخاطر وتخفيفها.
كما سنرى أيضاً المزيد من المشاريع التعاونية بين القطاع الخاص والحكومات بهدف تعزيز الوعي بالتهديدات وتنفيذ إجراءات التحقُّق والأمن. ويتعيّن على الشركات منح الأولوية للكشف عن التهديدات المتقدمة وحماية البيانات وتقييم نقاط الضعف بشكل منتظم وتحديث أنظمة الأمان والتدقيق الشامل للبنية التحتية للشبكة. وبالنسبة للعملاء، سيكون الحذر عنصراً أساسياً لحماية الهويات والمدخرات والأرصدة.
4. ستتمكن الشركات من تسخير قوة وإمكانات تبسيط واجهة برمجة التطبيقات من خلال إطلاق العنان لمستقبل التخصيص القائم على الذكاء الاصطناعي.
ستبدأ الشركات البحث في العام المقبل عن طرق مبتكرة لتسخير القوة والفوائد الهائلة للذكاء الاصطناعي دون التعقيدات والتكلفة المرتفعة التي تُصاحب بناء المنصات الخاصة. وستلعب واجهات برمجة التطبيقات دوراً محورياً، حيث ستتمكن الفرق من أتمتة المهام المتكررة والحصول على رؤى أعمق من البيانات وتعزيز عملية صنع القرار من خلال الوصول إلى مجموعة واسعة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي عبر واجهات برمجة التطبيقات.
وسيشهد هذا العام أيضاً بداية السباق نحو التخصيص المعتمد على واجهة برمجة التطبيقات، حيث تستطيع الشركات اختيار ودمج واجهات برمجة التطبيقات من مختلف مزودي الخدمات، مما يسهل تصميم حلول الذكاء الاصطناعي لتلبية المتطلبات الفريدة والجديدة.
5. سيؤدي التحديث المستمر إلى التعاون وإنشاء المنصات المتقاربة والحديثة وبعض المساعدة من الذكاء الاصطناعي وسيكشف عن تجربة برمجية جديدة وبرامج أفضل.
سنشهد مع استمرارية الشركات بتحديث تقنياتها تغيّراً أيضاً في تطوير البرمجيات باستخدام أدوات وأساليب وتقنيات جديدة. وسيستفيد المبرمجون من المنصات والتعاون وحتى بعض المساعدة من الذكاء الاصطناعي، لبناء مركز لمجموعات الأدوات وإطلاق العنان للكفاءة المكتشفة حديثاً كي يتمكنوا من التركيز على تقديم التجارب الرقمية الاستثنائية.
سيستمر البعض في مواجهة الصعوبات مع حلول النقاط المتباينة، مما سيترك فجوات أمنية ومشكلات في سلسلة توريد البرامج. وسيستخدم المبتكرون الذكاء الاصطناعي لتسريع التسليم والتعامل مع المهام الشاقة مثل اختبار العيوب والأخطاء. وستكون أدوات التعاون ومساعدي الذكاء الاصطناعي بمثابة رفاق موثوقين خلال تعامل الفرق مع التعقيدات الأمنية وإمكانية المراقبة والبنية التحتية. ويجب أن تضمن الضوابط وعمليات الموازنة البشرية عدالة القرارات القائمة على الذكاء الاصطناعي وعدم تحيزها وتوافقها مع القيم الأخلاقية والمعنوية. ونؤمن اليوم بأن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُسهّل عمليات صنع القرار البشرية وليس أن يحل محلها بالكامل.