المدن السعودية أكثر ذكاءً ونظافةً وخضرةً بالاعتماد على البيانات – الذكاء الاصطناعي يحمل فوائد كبيرة لقطاع الطيران
الرياض، المملكة العربية السعودية – 6 مارس، 2024: سلّطت النسخة الثانية من ديب فيست الضوء تأثير الذكاء الاصطناعي على مجالات الطيران والمناظر الطبيعية الحضرية وحتى الإنسانية، وذلك في يومه قبل الأخير ضمن مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات. وتتشارك الفعالية الموقع مع مؤتمر ليب، الفعالية التقنية الأبرز في العالم، وتحظى بدعم من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي. ومن المقرر أن يشهد ديب فيست مشاركة أكثر من 150 خبير رائد في مجال الذكاء الاصطناعي و120 شركة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي مع حضور ما يزيد على 20 ألف شخص.
البشرية هي معيار الحكم النهائي على الذكاء الاصطناعي
في كلمته على مسرح ديب ميديا، أكّد محمد جودت، كبير مسؤولي الأعمال السابق لدى جوجل إكس ومؤلف كتاب حل من أجل السعادة، أن البشرية، وليس التكنولوجيا، هي معيار الحكم النهائي على نتائج الذكاء الاصطناعي، إن كان خيراً للإنسان أم دماراً للعالم.
وفي جلسة حوارية بعنوان “السعادة القائمة على الذكاء الاصطناعي ومستقبل البشرية”، تناول جودت السيناريوهات المتعددة لاستخدام الذكاء الاصطناعي على حساب المجتمع، متوقعاً بأن الأفراد هم من يقررون في النهاية التأثير الدائم للتكنولوجيا.
ولدى سؤاله عن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحويل العالم إلى بيئة أكثر سعادة، أجاب جودت بأن الأمر يتعلّق بالمحتوى والقيم التي يتلقاها من الإنسان: “إذا علّمنا التكنولوجيا مبادئ القتل والسرقة وكسب المال لمجموعة صغيرة من الأفراد، فذلك يعني هلاك البشرية، أمّا عند تغذيتها بمعلومات تتعلق بالتغير المناخي وعلاج السرطان والتفاصيل التي تمنح العالم السعادة، فهذا من شأنه تحسين حياة البشرية بأسرها”.
وتابع جودت: “الإنسان هو من يعلّم الذكاء الاصطناعي، فالخوارزميات الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً تتم برمجتها بناءً على تفضيلات كل مستخدم، أي أن المحتوى الذي لا ينال إعجابنا يتلاشى من قائمة الاقتراحات المقدمة من تلك المنصات، وهذا ما يقوم به الذكاء الاصطناعي تماماً، فهو يمنحنا الأشياء التي تعكس اهتماماتنا”.
ويعتقد جودت بأن “هذه المنهجية لا تتعلق فقط بعالم التكنولوجيا، لأن النظام الرأسمالي، على سبيل المثال، هو من علّمنا المبالغة في التوقعات، لذلك ينبغي عدم تكرار نفس الخطأ مع العالم الرقمي، تماماً كما حصل مع نظرتنا إلى الجمال، والتي بدأ تضخيمها بشكل مبالغ فيه منذ ظهور المجلات، حيث تم تجميل مشهد الموضة من خلال الصور النموذجية لعارضات وعارضي الأزياء بقوامهم الرياضي الممشوق. ولكن هل تتطابق حقيقة الأمر مع واقعه، وهل هذا ما يمنحنا السعادة؟”.
“علينا التعلّم من أخطائنا السابقة وعدم المبالغة في تقديراتنا لنتائج الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وأعتقد بأنه ينبغي علينا التعاطي مع التكنولوجيا والإنسان وفق المنطق القائل، عامل الناس كما تريد أن تُعامل. وهذا ما يمكن إسقاطه على منصة إكس على سبيل المثال، والتي تدعو المستخدمين إلى التعامل باحترام ولطف وعدم الانتقاد والتجريح كي ينعم الجميع ببيئة محترمة تمنحهم السعادة”.
جهود التشجير في السعودية تهدف إلى تطوير مدن نظيفة وخضراء وآمنة
شرح الدكتور سطام السبيعي، الرئيس التنفيذي لمركز تميز المدن الذكية في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا، دور منصة المدن الذكية الوطنية سمارت سي، في تحسين المشهد الحضري في مراكز مدن المملكة من خلال الكشف عن أماكن الحفريات وتتبع تقدم حملات التشجير، ما يتيح المساهمة في تحقيق رؤية المملكة لرفع نسبة الغطاء النباتي لتصل إلى 9 بالمئة بحلول عام 2030.
وتتبع منصة سمارت سي منهجاً متكاملاً ومتعدد التخصصات بهدف الارتقاء مستوى السلامة والنظافة في المدن الكبرى، وتعتمد تحقيق ذلك باستخدام كاميرات متنقلة مثبتة في 22 سيارة لتفحّص طرق الرياض بشكل أسبوعي؛ حيث يتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتحديد أماكن الحفريات أو تجمع الرمال، بالإضافة إلى مناطق التلوث البصر من حاويات القمامة الممتلئة واللافتتات الطرقية القديمة. كما تم وظيف هذا النظام على نطاق أصغر في مدن أخرى بما فيها جدة والمدينة المنورة والدمام.
وبالرغم من أن نسبة الغطاء النباتي في الرياض عام 2020 لم تتجاوز واحد بالمئة، إلا أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تطمح خلال السنوات الستة القادمة إلى رفعها لتصل إلى 9 بالمئة، بالإضافة إلى العمل على تشجير سبعة ملايين شجرة. كما توفر منصة سمارت سي وسيلة لاستعراض البيانات بشكل مفصل ومتابعة التقدم من خلال صور الأقمار الصناعية وبشكل ربع أو نصف سنوي، الأمر الذي يتيح تحديد الأماكن التي نجحت فيها عمليات التشجير والأماكن التي تحتاج إلى مزيد من العناية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال الدكتور سطام السبيعي: “يكمن دور منصة سمارت سي في تقديم الدعم للوكالات الحكومية المختصة في هذا المجال من أجل تحسين آلية سير العمليات، بالإضافة إلى مساعدة القائمين على تخطيط المدن على فهم الظواهر التي تحدث في مدننا، وتمكين المسؤولين عن إدارة المدن ووضع الاستراتيجيات من مراقبة مؤشرات الأداء الرئيسية في مجالات مختلفة”.
تقبل الرأي العام يتيح للذكاء الاصطناعي الارتقاء بقطاع الطيران
في ظل تزايد عدد سكان العالم وتنامي متطلبات السفر، إلى جانب توفر إمكانية استكشاف الفضاء، أشار جريج أومباتش، نائب الرئيس الأول ورئيس قسم الأبحاث والتكنولوجيا المتقدمة في شركة إيرباص، إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على تجاوز العديد من التحديات التي تواجه قطاع الطيران الحديث.
وفي كلمته الرئيسية التي ألقاها على منصة ديب فيست بعنوان “ريادة الحياد الكربوني في قطاع الطيران بحلول عام 2050: تأثير الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة”، أوضح أومباتش أنه خلال العشرين عاماً القادمة سيكون هناك 46 ألف طائرة تحلق بانتظام على مستوى العالم، فضلاً عن الحاجة إلى وجود 600 ألف طيار، مما يسط الضوء على قدرة الذكاء الاصطناعي على لعب دور محوري في تعزيز الكفاءة التشغيلية وضبط التكاليف.
وقال أومباتش” تولد طائرة A350 الواحدة 2.5 تيرابايت من البيانات كل يوم، ونعمل على جمع هذه البيانات لتمهيد الطريق أمام هذه الثورة الرقمية في قطاع الطيران”.
وأوضح أومباتش سبل استخدام الذكاء الاصطناعي في المستقبل لتعزيز السلامة وتحسين خدمة العملاء وخطط الطيران ومساراته. وستكون التكنولوجيا قادرة على فهم أنظمة التحكم في الحركة الجوية والطقس والتعامل معها. كما يمكن أن تساهم في تحقيق الكفاءة التشغيلية وتعزيز القدرة على توقع متطلبات مراقبة الحركة الجوية. وأكد أومباتش أن نجاح التكنولوجيا في القيام بذلك يرتبط بمدى تقبل خبراء الطيران والمسافرين على حدٍ سواء، حيث قال: “”يتعلق الأمر إجمالاً بمدى تقبل الرأي العام، بدءاً من الطيارين الذين يقودون تلك الطائرات ووصولاً إلى المسافرين، وهو ما أكده مقطع فيديو لاختبار الإقلاع الذاتي، حيث ظهر الطيار متردداً في التوقف عن التحكم بمقود التحكم. وعلينا أن نتقبل تماماً إمكانات التكنولوجيا وقدرتها على تسهيل حياة الجميع”.
وأثنى مايكل تشامبيون، الرئيس التنفيذي لشركة تحالف، المشروع المشترك بين شركة إنفورما العالمية والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز وصندوق الفعاليات الاستثماري ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، على الإمكانات المتميزة التي تحملها فعالية ديب فيست للارتقاء بمستقبل الذكاء الاصطناعي.
وصرّح تشامبيون: “قدمت النسخة الثالثة من ديب فيست للعام الثالث على التوالي نقاشات بارزة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الطريقة التي نعيش ونعمل بها، وقد أكد مؤيدو الذكاء الاصطناعي حول العالم بأننا لا نزال في بداية هذه الرحلة التكنولوجية، وسيستمر ديب فيست في النمو ليكون منصة أساسية لرسم آفاق الذكاء التوليدي واستكشاف أفضل الممارسات وتحقيق نتائج مثلى. ويُمكن القول بأنّ المملكة العربية السعودية هي الموطن الأمثل لفعاليات مماثلة لديب فيست”.