إطلاق أول إعلان عالمي لمبادئ السلامة الصناعية لإنقاذ حياة 3 ملايين عامل من ضحايا الحوادث المهنية سنويًا

  • المبادرة العالمية لمستقبل السلامة الصناعية تطلق الإعلان المبادئ العالمي للسلامة الصناعية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) ومؤسسة لويدز ريجستر والقمة العالمية للصناعة والتصنيع ومركز السياسات الصناعية في جامعة كامبريدج
  • إعلان المبادئ خطوة تاريخية في إطار الجهود العالمية للتصدي لمخاطر السلامة المهنية التي تهدد العمال حول العالم
  • إعلان المبادئ يحدد أفضل الممارسات والإجراءات التي يتوجب على الشركات الصناعية والحكومات والجهات التنظيمية والمجتمع الأكاديمي والمؤسسات الدولية تبنيها لإيجاد حلول فعالة لتحديات السلامة في القطاع الصناعي العالمي
  • إعلان المبادئ يكرس حق القوى العاملة في بيئة عمل آمنة، وضرورة أن تكون السلامة على قمة أولويات التحول التكنولوجي، وضرورة الاستفادة من حلول السلامة الحديثة التي تعتمد على التكنولوجيا، وتعزيز تبادل أفضل تطبيقات السلامة بين القطاعات، ودعم جهود تحسن ظروف السلامة الصناعية في البلدان النامية
  • إعلان المبادئ يمثل أول إنجاز عالمي في مسيرة المبادرة العالمية للسلامة الصناعية

دبي، الإمارات العربية المتحدة، 10 سبتمبر 2024: أطلقت اليوم المبادرة العالمية لمستقبل السلامة الصناعية إعلان المبادئ العالمي للسلامة الصناعية الأول من نوعه عالميًا، وذلك في إطار جهودها لبناء قطاع صناعي أكثر سلامة عبر تبني أرقى التطبيقات التكنولوجية التي تساهم في خفض مستوى مخاطر الحوادث المهنية. وجاءت صياغة إعلان المبادئ بالتعاون ما بين كل من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) ومؤسسة لويدز ريجستر والقمة العالمية للصناعة والتصنيع ومركز السياسات الصناعية في جامعة كامبريدج، ليشكل أول جهد عالمي موحد لمعالجة مخاطر السلامة الصناعية التقليدية والناشئة التي تهدد حياة وصحة العمال حول العالم.

وحسب تقديرات منظمات العمل الدولية، تتسبب إجراءات السلامة غير الكافية وبيئات العمل الخطرة في وفاة نحو 3 ملايين عامل سنوياً حول العالم، ما يؤدي لخسارة نحو 3.9 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وفي ضوء هذه المعطيات، تتزايد أهمية الدور الذي تلعبه التقنيات المتطورة، بما في ذلك إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والروبوتات، في توفير بيئة عمل آمنة في القطاع الصناعي وذلك مع تزايد أعداد المصانع الذكية وسلاسل الإمداد المتطورة. وبينما تلعب هذه الابتكارات دوراً هامًا في تحسين مستويات السلامة في بيئة العمل الصناعية، إلا أنها تعرض العمال بدورها إلى مخاطر صحية جديدة. ولذلك، يركز إعلان المبادئ العالمي للسلامة الصناعية على توفير أطر استراتيجية فعالة تشجع جميع الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي على الاستفادة من القدرات التكنولوجية والتعامل بكفاءة مع مخاطر السلامة التقليدية والناشئة.

ويحدد إعلان المبادئ خمس قواعد إرشادية ويسلط الضوء على الخطوات التي يجب على كافة الأطراف ذات العلاقة بالقطاع الصناعي والحكومات والجهات التنظيمية والمجتمع الأكاديمي والمؤسسات الدولية اتخاذها لتسريع وتيرة التوظيف الآمن للتكنولوجيا في العمليات الصناعية، وتطبيق حلول السلامة المدعومة بالتكنولوجيا في المصانع التقليدية.

وفي هذا السياق، قال سيونج زو، نائب المدير العام والعضو المنتدب لمديرية التعاون الفني والتنمية الصناعية المستدامة في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو): “تساهم التقنيات المتطورة في رسم ملامح جديدة لمختلف القطاعات الصناعية. ومع دورها الكبير في ابتكار حلول جديدة للسلامة الصناعية، إلا أنها تفرض أيضًا الكثير من التحديات الناشئة المرتبطة بسلامة القوى العاملة في القطاع الصناعي. ولذلك، سعت المبادرة العالمية لمستقبل السلامة الصناعية، عبر إطلاق إعلان المبادئ العالمي للسلامة الصناعية، إلى تقديم منهجية موحدة تستهدف معالجة تحديات السلامة المعقدة، وتسلط الضوء على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لبناء مستقبل أكثر سلامة وأمنًا. وندعو كافة الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي والجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والهيئات التنظيمية والمنظمات الدولية على دعم الامتثال لإعلان المبادئ لضمان التنمية الصناعية النوعية والمستدامة.”

ويركز إعلان المبادئ على  توفير ظروف عمل آمنة في القطاع الصناعي باعتباره من الحقوق الأساسية للقوى العاملة، مع التأكيد على أهمية مراعاة اعتبارات السلامة عند اتخاذ أي قرار متعلق بتوظيف تقنية جديدة، والعمل على تحسين التعاون بين مختلف القطاعات لتطوير حلول السلامة القائمة على التكنولوجيا، وتبادل أفضل الممارسات السلامة المهنية بين مختلف القطاعات. كما يؤكد الإعلان على الحاجة الماسة إلى دعم جهود تحسين ظروف السلامة الصناعية في الدول النامية التي تشهد حوادث مهنية ناجمة عن انخفاض مستويات السلامة في بيئات العمل، وحشد الدعم اللازم وتكثيف الجهود لمعالجة التحديات الفريدة التي تواجهها هذه الدول خصوصًا في النشاطات الاقتصادية غير الرسمية، مثل عمالة النساء والمهاجرين في القطاع الصناعي.

ومن جانبه قال ديفيد ريد، مدير حملات الدعم والشراكات العالمية في مؤسسة لويدز ريجستر: “تدفع التقنيات الجديدة مثل البيانات الضخمة والحوسبة السحابية والروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد نحو تبدل سريع في المشهد الصناعي. وبينما تقدم هذه التقنيات الثورية فرصاً هائلة، إلا أنها تتسبب بمخاطر جديدة على سلامة العمال، خصوصاً في البلدان النامية. لذلك يأتي إعلان المبادئ العالمي للسلامة الصناعية الصادر عن المبادرة العالمية لمستقبل السلامة الصناعية كدليل موثوق لضمان تطبيق التقنيات الجديدة في العمليات الصناعية بسلامة وأمان. ونأمل أن تعتمد الجهات الحكومية والتنظيمية وقادة الأعمال مبادئ هذا الإعلان سعياً لتأسيس بيئة عمل أكثر سلامة واستدامة للجميع.”

ويمثل إطلاق إعلان المبادئ للسلامة الصناعية العالمية أول إنجاز عالمي موحد في إطار الجهود المبذولة لتوفير بيئة عمل صناعية آمنة على المستوى العالمي. كما يعتبر دعوة شاملة لجميع الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي للعمل على وضع سلامة العمال على رأس أولوياتهم وضمان انسجام التطور التكنولوجي مع معايير السلامة والاستدامة. ويوفر الإعلان للشركات والمؤسسات فرصة غير مسبوقة لإثبات التزامها العميق بالسلامة الصناعية، ومشاركة المعلومات وأفضل الممارسات لصياغة سياسات أكثر استدامة وسلامة، كما يحشد الإعلان الجهود التعاونية لكافة الأطراف ضمن مبادرات قادرة على احداث أثر إيجابي ملموس على بيئة العمل الصناعية حول العالم.

ومن جانبه، قال الدكتور كارلوس لوبيز، رئيس وحدة مجموعة سياسات الابتكار الصناعي في معهد التصنيع في جامعة كامبريدج (CIIP): “تتيح لنا التقنيات المتطورة تقديم منتجات مبتكرة، وتأسيس مصانع ذكية وسلاسل إمداد مرنة. وتمهد هذه التقنيات أيضاً لنشوء فرص جديدة لمواجهة تحديات السلامة الصناعية العالمية. لذلك تطلق المبادرة العالمية لمستقبل السلامة الصناعية إعلان المبادئ الجديد في وقت مثالي لتفعيل العمل الجماعي العالمي الهادف إلى معالجة تحديات السلامة الناشئة والاستفادة من قدرات التكنولوجيا لإيجاد حلول فعالة لهذه التحديات.”

وساهمت العديد من المؤسسات في صياغة إعلان المبادئ، بما في ذلك منظمة العمل الدولية، والمجلس الوطني للسلامة، وجامعة كرانفيلد، وسيفتي تيك أكسيليريتر ليمتد، ومعهد السلامة والصحة المهنية، ومعهد المعايير البريطانية، والعديد من مؤسسات القطاعين العام والخاص من مختلف القطاعات الصناعية حول العالم.

وأشار نمير حوراني، المدير العام للقمة العالمية للصناعة والتصنيع: “لا يقتصر إعلان المبادئ الذي أطلقته المبادرة العالمية لمستقبل السلامة الصناعية على مجرد مجموعة من المبادئ الإرشادية للقطاع الصناعي، بل يعتبر دعوة شاملة للعمل لمعالجة تحديات السلامة الصناعية الراهنة، عبر حشد جهود جميع المعنيين بأسلوب مبتكر وبنّاء لتحقيق تغير إيجابي في المعايير الصناعية وتطبيق أفضل الممارسات على المستوى العالمي. ولا بد أن تضع كافة الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي سلامة ورفاه القوى العاملة في قمة أولوياتها لنستطيع تحقيق هذا التغير الإيجابي. وبالتعاون مع نخبة من الشركاء الرئيسيين بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ومؤسسة لويدز ريجستر ومركز السياسات الصناعية في جامعة كامبريدج، نهدف لتعزيز الوعي العالمي حول أهمية السلامة الصناعية وضرورة وضع حد للحوادث المهنية التي تتسبب بخسارتنا المؤسفة لملايين الأرواح سنويًا.”

ويمثل إعلان المبادئ أول إنجاز للمبادرة العالمية لمستقبل السلامة الصناعية، التي تم إطلاقها كأحد مبادرات دورة العام 2021 من القمة العالمية للصناعة والتصنيع خلال فعالية رفيعة المستوى جمعت قادة عالميين بهدف تعزيز التنمية الصناعية المستدامة والشاملة بما يعود بالنفع على العالم بأسره. ويمكن تحميل إعلان المبادئ العالمي للسلامة الصناعية من خلال الموقع الإلكتروني: https://www.industrialsafetyinitiative.com/storage/GIFISManifesto2024.pdf