27 سبتمبر 2024 –بزنس نيوز: في يوم واحد، واجه الملياردير الفرنسي برنارد أرنو، رئيس مجموعة “LVMH”، تقلبات دراماتيكية في ثروته، حيث خسر جزءاً كبيراً منها ليعود ويستعيدها بسرعة فائقة. بعد أن فقد أرنو أكثر من 24 مليار دولار من ثروته منذ بداية العام بسبب تراجع الطلب على السلع الفاخرة، جاء يوم الخميس بفرصة جديدة لإعادة بناء ثروته، بفضل قرارات صينية حاسمة.
ففي تحرك مفاجئ، منح قادة الصين الضوء الأخضر لمزيد من التحفيز الاقتصادي، مما أشعل الآمال في استعادة شهية المستهلكين الصينيين للسلع الفاخرة. هذا التحرك رفع من قيمة أسهم “LVMH” بنسبة 9.9%، وزاد صافي ثروة أرنو بمقدار 17 مليار دولار في يوم واحد، لتصل إلى 201 مليار دولار، محققاً ثالث أكبر زيادة في ثروته خلال يوم واحد على الإطلاق، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
مع هذه القفزة، أصبح أرنو، الذي يبلغ من العمر 75 عاماً، رابع أغنى شخص في العالم، رغم أن القيمة السوقية لشركته تراجعت بنسبة 7.5% منذ بداية العام بسبب ضعف الطلب في الصين وتراجع الإنفاق الاستهلاكي. لكن مع إشارات واضحة من المسؤولين الصينيين نحو تحفيز الاقتصاد وتحقيق الاستقرار في قطاع العقارات، عاد الأمل بأن السوق الصينية قد تعيد الزخم لصناعة السلع الفاخرة.
الآثار الإيجابية للتحفيز الصيني لم تقتصر على أرنو فقط؛ فقد شهد كولين هوانغ، مؤسس شركة “PDD Holdings”، انتعاشاً مماثلاً، حيث أضاف 5 مليارات دولار إلى ثروته مع ارتفاع أسهم شركته للتجارة الإلكترونية بنسبة 14% في يوم واحد، بعد أن فقد لقبه كأغنى شخص في الصين الشهر الماضي بسبب توقعات بنمو ضعيف في المبيعات.
أرنو، الذي يملك 48% من “LVMH”، يعتمد بشكل كبير على السوق الآسيوية التي شكلت 38% من مبيعات الشركة في 2023، مع تمثيل الصين جزءاً كبيراً من تلك النسبة. هذه الأرقام تبرز أهمية السوق الصينية لشركات السلع الفاخرة، وأهمية التغيرات الاقتصادية والسياسية في تلك المنطقة على ثروات كبار رجال الأعمال العالميين.
باختصار، ما حدث مع أرنو هو تذكير دراماتيكي بمدى تداخل الثروات العالمية مع القرارات السياسية والاقتصادية في الأسواق الكبرى، وكيف يمكن لملياردير أن يخسر ثروته في يوم ويستعيدها في اليوم التالي بفضل تحرك سياسي بعيد عن موطنه.