تقرير- بزنس نيوز: تسارع الشركات التكنولوجية الكبرى في جميع أنحاء العالم في سباقها نحو السيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى تحول جذري في الطريقة التي نتفاعل بها مع التكنولوجيا. يُعد هذا المجال، الذي يكتسب زخماً متزايداً، محور اهتمام كبار اللاعبين في الصناعة، بما في ذلك “ميتا”، “جوجل“، “مايكروسوفت”، و”أبل”.
استثمارات هائلة في الذكاء الاصطناعي
أظهرت الشركات في السنوات الأخيرة التزامًا كبيرًا بالاستثمار في الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، استثمرت “مايكروسوفت” حوالي 10 مليارات دولار في شراكتها مع “OpenAI”، مما أتاح لها تحسين منتجاتها وخدماتها بشكل ملحوظ. وتعتبر هذه الشراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرتها التنافسية في السوق التكنولوجي.
في السياق نفسه، عملت “جوجل” على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطبيقاتها التجارية، مما ساهم في تعزيز قدرات خدماتها السحابية وتقديم حلول مبتكرة لعملائها. وفقًا لتقرير صادر عن شركة “Gartner”، من المتوقع أن تتجاوز عائدات سوق الذكاء الاصطناعي 200 مليار دولار بحلول عام 2025، مما يعكس أهمية هذا المجال في المستقبل القريب .
أداة “موفي جن” من ميتا
في خطوة لتعزيز المنافسة، طرحت شركة “ميتا بلاتفورمز”، الشركة الأم لـ”فيسبوك”، أداة جديدة تُعرف باسم “موفي جن” (Movie Gen). تمكّن هذه الأداة المستخدمين من إنشاء أو تحرير مقاطع فيديو بناءً على تعليمات نصية بسيطة. الأداة قادرة على إنتاج مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 16 ثانية، أو استخدام التعليمات لإنشاء مقاطع صوتية أو تعديل مقاطع فيديو موجودة. حاليًا، الأداة متاحة لبعض موظفي “ميتا” وشركائها الخارجيين، مع خطط لدمجها في تطبيقات الشركة الأخرى مثل “إنستغرام” و”واتساب” في السنة المقبلة .
التحديات أمام ميتا
رغم الإيجابيات، تواجه “ميتا” تحديات في كفاءة التكنولوجيا. حاليًا، يستغرق توليد فيديو استنادًا إلى التعليمات النصية مدة تتراوح بين 20 إلى 90 دقيقة، وهي فترة تعتبر طويلة جداً بالنسبة للمستخدمين، خصوصًا أولئك الذين يرغبون في استخدام الأداة على هواتفهم. كما تسعى “ميتا” إلى معالجة قضايا السلامة والمسؤولية المرتبطة بإنشاء مقاطع الفيديو، مثل تجنب إنتاج محتوى غير لائق أو مسيء .
المنافسة مع الشركات الكبرى
تتنافس “ميتا” أيضًا مع “أوبن إيه آي”، التي أطلقت أداة “سورا” (Sora) لإنشاء الفيديو، وهي قادرة على إنتاج مقاطع تصل مدتها إلى دقيقة، لكنها ليست متاحة للجمهور حتى الآن. كما أعلنت شركة “ديب مايند”، التابعة لـ”ألفابت” المالكة لـ”جوجل”، عن أداة جديدة تُعرف باسم “فيو” (Veo) أيضًا، مما يزيد من حدة المنافسة في هذا القطاع .
آفاق المستقبل
يتوقع المحللون أن يستمر التنافس في تصاعده، مع مزيد من التعاون بين الشركات الكبرى. يُتوقع أن تساهم هذه الديناميكية في تعزيز إمكانيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، مما يقدم فوائد جديدة للأعمال والمستهلكين. هذه الصناعة تُعتبر واحدة من أسرع المجالات نموًا في العالم، مما يفتح آفاقًا جديدة للابتكار والتقدم في مختلف التطبيقات التكنولوجية .