دبي، الإمارات العربية المتحدة – 6 أكتوبر 2024: اختتمت مؤخرًا الدورة الرابعة لمؤتمر “شعبة الإمارات لاقتصاديات الصحة 2024” الذي عُقد في فندق جميرا أبراج الإمارات بدبي، بمشاركة مجموعة من الخبراء العالميين من مختلف دول العالم. وقد أقيم المؤتمر من 2 إلى 4 أكتوبر، بهدف مناقشة التحديات العالمية والإقليمية في مجال اقتصاديات الصحة، مع التركيز على استراتيجيات التمويل الصحي المستدام وتطوير الأنظمة الصحية المعتمدة على القيمة.
الريادة في اقتصاديات الصحة
أكدت سعادة الدكتورة فاطمة الكعبي، مدير عام مؤسسة الإمارات للدواء، أن الإمارات حققت ريادة في مجال اقتصاديات الصحة على مستوى المنطقة والعالم. وذلك بفضل رؤية ودعم القيادة الحكيمة لتطوير قطاع صحي مستدام ومبتكر. وأشارت إلى أهمية الإصدار المنتظم للحساب الصحي الوطني الذي يساعد في رصد وتحليل التقدم في الإنفاق الصحي، مما يتيح تحسين التخطيط ووضع سياسات قائمة على الأدلة للصحة والتمويل المستدام.
نماذج تمويل مبتكرة للأدوية
وأضافت سعادتها أن مؤسسة الإمارات للدواء تولي أهمية كبيرة لتطبيق مبادئ اقتصاديات الصحة في صناعة القرار وصياغة السياسات. وتعمل المؤسسة على تطوير نماذج تمويل مبتكرة للأدوية والعلاجات الجديدة، مع ضمان الوصول العادل إليها واستدامة النظام الصحي. كما تدعم دراسات اقتصادية دورية لتقييم أثر سياسات التسعير على السوق الدوائي والاقتصاد الكلي، مستفيدة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتنظيم البيانات الصحية.
مناقشة التحديات المستقبلية
أوضحت الدكتورة سارة الدلال، رئيسة شعبة الإمارات لاقتصاديات الصحة، أن المؤتمر يعد منصة استراتيجية تجمع الخبراء لمناقشة التحديات الحالية والمستقبلية في قطاع الرعاية الصحية. وقد ركزت الجلسات على الأنظمة الصحية القائمة على القيمة، بمشاركة وزارات الصحة من دول الخليج وخبراء من الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وفرنسا، إضافة إلى مختصين من دول عربية مثل مصر والجزائر. كما عُرضت دراسات رائدة تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام الميزانيات الصحية، مع التركيز على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في تعزيز جودة الرعاية الصحية.
أبرز الفعاليات
اليوم الأول: تضمنت فعاليات اليوم الأول جلسة رئيسية حول “الاتجاهات العالمية والتحديات في تمويل الرعاية الصحية” قدمها الدكتور أجاي تاندون من البنك الدولي، بالإضافة إلى مناقشات حول تقييم النتائج الصحية وأهمية إشراك المرضى في تقييم التكنولوجيا الصحية.
اليوم الثاني: تم التركيز على التحديات الصحية البيئية وتأثير التغير المناخي على النظم الصحية، حيث قدم البروفيسور أندرو بريغز جلسة حول الاعتبارات البيئية في تقييم الصحة. كما تم تناول الحلول المستدامة لإدارة السمنة وأمراض القلب.
اليوم الثالث: تركزت الجلسات حول إدارة البيانات الصحية والحوكمة، ومناقشة مستقبل تمويل الرعاية الصحية باستخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي. كما تناول المؤتمر أحدث التطورات في مجال الرعاية الصحية من مختلف دول الخليج.
التوجه المستقبلي
قدّم المؤتمر العديد من الأبحاث والدراسات حول تحليل فعالية التكلفة وتحليل تأثير الميزانية. تسعى شعبة الإمارات لاقتصاديات الصحة من خلال المؤتمر إلى توفير منصة لمشاركة أحدث التطورات في البحث العلمي وبناء جسور التعاون بين المختصين في هذا المجال على مستوى دول الخليج. بفضل هذه المبادرات، تصبح الإمارات نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، حيث تلتزم بتحسين نوعية الحياة لمواطنيها والمقيمين فيها من خلال تقديم حلول صحية مبتكرة ومستدامة تلبي الاحتياجات المتزايدة.