يواجه قطاع الزراعة في الولايات المتحدة، الذي يعتمد بشكل كبير على العمالة المهاجرة، تحديات كبيرة إذا قام الرئيس المنتخب ترامب بتنفيذ خطة الترحيل الجماعي. يحذر الخبراء من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى نقص في العمالة، وانخفاض غلات المحاصيل، وزيادة أسعار المواد الغذائية، مما يؤثر في النهاية على سلسلة الإمداد الغذائي في البلاد.
يشدد ديفيد أورتيغا، الاقتصادي المتخصص في الغذاء وأستاذ في جامعة ولاية ميشيغان، على الدور الحيوي للعمال المهاجرين. حيث يقول: “يملأ هؤلاء الأفراد أدوارًا حاسمة لا يستطيع أو لا يرغب العديد من العمال الأمريكيين في شغلها”. بدونهم، قد يواجه قطاع الزراعة صعوبة في حصاد المحاصيل، خاصة في القطاعات التي تتطلب العمالة المكثفة مثل الفواكه والخضروات.
يتفق المزارعون مثل كارسن جورجنسن، الذي ينحدر من عائلة مزارعين في ولاية يوتا، مع هذا الرأي. ويقول: “الأمريكيون لا يقبلون هذه الوظائف”، مشيرًا إلى الطبيعة الشاقة للعمل في الزراعة. حتى مع الأجور التنافسية، يبقى من الصعب العثور على عمال محليين. غالبًا ما تصبح العمالة المهاجرة، سواء كانت قانونية أو غير قانونية، الخيار الوحيد للمزارع لكي يستمر في عمله بشكل فعال.
يعتمد العديد من المزارعين على برنامج تأشيرات H-2A، الذي يسمح لهم بجلب العمال الأجانب لأداء وظائف زراعية مؤقتة. ومع ذلك، فإن الإجراءات البيروقراطية المعقدة تزيد من معاناة القطاع. يصف جورجنسن العملية بأنها “كابوس”، مشيرًا إلى التأخيرات التي قد تصل إلى ثمانية أشهر، وهو ما يتعارض مع احتياجات الزراعة السريعة.
تثير وعود ترامب في حملته الانتخابية بالقضاء على الهجرة غير الشرعية القلق بين المزارعين. فقد تزيد عمليات الترحيل الجماعي من نقص العمالة، مما يدفع المزارعين إلى زيادة الأجور، وهو ما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية للمستهلكين. علاوة على ذلك، قد تؤدي التعريفات الجمركية على الواردات إلى تقليص مصادر الغذاء البديلة، مما يفاقم المشكلة.
على الرغم من هذه التحديات، لا يزال المزارعون يأملون في إصلاحات توازن بين احتياجات العمالة وسياسات الهجرة. يعتمد قطاع الزراعة بشكل كبير على العمال المهاجرين، مما يبرز أهميتهم ليس فقط للمزارع، بل للاقتصاد بشكل عام، حيث يساعدون في الحفاظ على استقرار أسعار المواد الغذائية وضمان توفر المنتجات الطازجة.
في النهاية، سيكون من الضروري إيجاد توازن بين تطبيق قوانين الهجرة ودعم قوة العمل الزراعية لضمان استدامة إمدادات الطعام في أمريكا والحفاظ على أسعار معقولة للمستهلكين.
المصدر: فوكس بزنس