⦁ استثمارات بقيمة 540 مليار دولار أمريكي في الذكاء الاصطناعي منذ 2016، أقل من 1% منها خُصِّصت للمبادرات الاجتماعية
دافوس، 24 يناير 2025 – ضمن المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، اجتمع قادة عالميون في الأعمال والعمل الخيري والسياسات، للمشاركة في جلسة رفيعة بعنوان “الذكاء الاصطناعي والقطاع الاجتماعي: ضمان الاستمرارية في تأثير الابتكارات الذكية”، أدارَها مركز شؤون التنمية في ديوان الرئاسة بدولة الإمارات مع سعادة بدر جعفر، المبعوث الخاص لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية بدولة الإمارات. وناقش المتحدثون قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين جهود المبادرات الخيرية والقطاع الاجتماعي الأوسع لمعالجة التحديات العالمية، وسلطوا الضوء على التفاوت الملحوظ في تطور الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته من منطقة جغرافية إلى أخرى.
وشارك في حلقة النقاش أكثر من 75 قائداً مؤثراً، منهم جون كيري، وزير الخارجية ال68 للولايات المتحدة الأمريكية؛ ومعالي ثاني أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية بدولة الإمارات؛ وسعادة هدى الهاشمي، مساعدة وزير شؤون مجلس الوزراء للشؤون الاستراتيجية في دولة الإمارات؛ وسعادة منصور المنصوري، رئيس دائرة الصحة-أبوظبي؛ والبروفيسور مجيري وودز، عميد كلية بلافاتنيك للإدارة الحكومية؛ وديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ورئيسها التنفيذي؛ وآنجيلا ويليامز، رئيسة يونايتد وي وورلد وايد ورئيستها التنفيذية؛ وكاثرين راسل، مديرة تنفيذية في اليونيسف؛ وشيري بلير، CBE، KC، المؤسسة المشاركة ورئيسة لأمنية استراتيجي؛ ود. فلاديمير كليتشكو، مؤسِّسَة شركة كليتشكو؛ وهناء الرستماني، الرئيسة التنفيذية لمجموعة بنك أبوظبي الأول؛ وجاغان تشاباغين، الأمين العام والرئيس التنفيذي للجمعيات الدولية للصليب الأحمر؛ وفرانسوا بونيتشي، مدير مؤسسة شواب لريادة الأعمال الاجتماعية ومدير المؤسسات؛ وأوليفير شواب، العضو المنتدب للمنتدى الاقتصادي العالمي؛ والبروفيسور ديب سايني، رئيس جامعة ماكغيل؛ والبروفيسور موسى موشابيلا، نائب العميد ومدير جامعة كيب تاون؛ ويان ليكون، نائب الرئيس وكبير علماء الذكاء الاصطناعي في ميتا؛ ويوسف علي، الرئيس والعضو المنتدب في مجموعة لولو الدولية.
وألقى سعادة بدر جعفر كلمةً افتتاحيةً أشار فيها إلى قدرة الذكاء الاصطناعي الهائلة على إحداث تغييرات جذرية، ملحاً على الحاجة إلى ضمان انتشار فوائد هذه الابتكارات بصورة عادلة تشمل جميع الفئات والمجتمعات والأفراد. وقال: “ستخلِق ثورة الذكاء الاصطناعي، مثلما فعلت الثورة الصناعية سابقاً، فِئتَيْن: إما فائزين أو خاسرين. واليوم، تتدفق غالبية استثمارات الذكاء الاصطناعي بنسبة 90% إلى الشمال العالمي، رغم أن العديد من المبتكرين الاجتماعيين في الجنوب العالمي – حيث يقطن 85% من سكان العالم – يُقاسون شح الموارد ومصادر الدعم. هذه ثغراتٌ غائرة علينا حلُّها، والسبيل الأنسب لذلك هو اتباع نهج شامل تشترك به جميع القطاعات، من حكومات ورواد خيريين وقادة أعمال في جميع أنحاء المعمورة.”
وبَحَث النقاش في الطرق التي يغير الذكاء الاصطناعي بها حياة الناس. ففي الإمارات العربية المتحدة مثلاً، أُنشئت منصة عنايتي التي توظف الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأزمات الصحية واتخاذ ما يلزم للوقاية منها. ورغم الاستثمارات الضخمة التي تُضَخ في الذكاء الاصطناعي، التي وصلت إلى 540 مليار دولار منذ 2016 عالمياً، لم تحصل المبادرات الاجتماعية سوى على 0.5% أو أقل حتى من هذه الاستثمارات.
وتعليقاً على هذه التحديات، أكد سعادة بدر جعفر على الحاجة إلى استجابة جماعية قائلاً: “تقدم الإمارات نموذجاً ناجحاً، ليس بالضرورة كمثال للتطبيق بل كشريك في التقدم. كانت الإمارات من أُولى الدول التي تبنت استراتيجية مخصصة للذكاء الاصطناعي، تُمكّنها من توظيف هذه الابتكارات للتقدم اقتصادياً واجتماعياً بالاستثمار في تعزيز المواهب والأبحاث والبنية التحتية. والشراكات العالمية مهمة جداً لمدّ المبتكرين الاجتماعيين في كل مكان بالأدوات والمعارف والبيانات التي يحتاجونها لإحداث التغيير المستدام.”
واستطلعت الجلسة أيضاً قدرة الذكاء الاصطناعي على تحقيق نتائج اجتماعية مذهلة، مُركزة على الحلول الفعالة المرنة في الصحة والتعليم والاستدامة. وشددّت كذلك على الدور القيادي للمنظمات الخيرية والاجتماعية في تحريك التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وضمان شمولها وعدالة تطبيقها. وسلطت الضوء على أهمية الشراكات المتعددة القطاعات لتسريع حلول الذكاء الاصطناعي التي تخدم المجتمعات.
يقدم الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس منصةً حيويةً لتعاون أبرز القادة والجهات الفاعلة في إيجاد الحلول للتحديات العالمية. وبرهنت البصمة القوية لموضوع الذكاء الاصطناعي في مناقشات هذا العام التزامَ المنتدى بتشكيل مستقبل تُسخَّر فيه التكنولوجيا لخدمة الإنسانية وتحقيق العدالة.