الهيئة تطلق ورشة إقليمية في الكويت لبحث إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تعزيز تنافسية قطاع الطاقة الخليجي على الخارطة العالمية للدول المصدرة للكهرباء
مدينة الكويت، إمارة الكويت، 29 أبريل 2025: أطلقت هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالتعاون مع معهد أبحاث الطاقة الكهربائي (EPRI)، اليوم (الثلاثاء، 29 أبريل 2025) ورشة عمل محورية تحت عنوان “تمكين شبكة المستقبل: استكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في أنظمة الطاقة بدول مجلس التعاون الخليجي”.
وتستمر الورشة حتى يوم غد الأربعاء (30 أبريل 2025) في فندق هيلتون جاردن إن، بمشاركة قادة قطاع الكهرباء الخليجي إلى جانب رواد التكنولوجيا العالميين من شركات مايكروسوفت وأوراكل وإنفيديا.
وفي ظل التحولات الجذرية التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي بفضل الذكاء الاصطناعي، تبرز منطقة الخليج في طليعة هذا التغيير. ووفقًا لدراسات حديثة، من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 150 مليار دولار أمريكي في اقتصادات دول مجلس التعاون، أي ما يمثل نحو 9% من إجمالي الناتج المحلي للمنطقة.
وتُعّد مؤسسات الكهرباء الخليجية اليوم من بين الأكثر جاهزية عالميًا لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، مدفوعةً بالاستثمار الاستراتيجي والرؤية المستقبلية. ومن خلال مبادرات مثل هذه الورشة، تواصل هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي أداء دورها المحوري في تعزيز التكامل والتعاون والتنافسية بين أنظمة الكهرباء في المنطقة.
وتؤمن الهيئة بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيكون حجر الزاوية في تعزيز مرونة الشبكات الكهربائية واستدامتها وقدرتها التنافسية عالميًا، بما يدعم الربط الداخلي بين دول المجلس ويُمهّد لخطط طموحة للربط مع أوروبا والأسواق العالمية.
وفي هذا السياق، صرح المهندس أحمد الإبراهيم، الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية: ” نجتمع اليوم عند تقاطع الابتكار والضرورة. ومع تطور مشهد الطاقة نحو مستقبل أنظف وأكثر تعقيدًا، يجب أن تتطور كذلك مناهجنا وتقنياتنا لشبكات المستقبل. يمثل الذكاء الاصطناعي التوليدي آفاقًا جديدة قادرة على تحويل شبكاتنا الكهربائية إلى أنظمة أكثر مرونة وكفاءة وذكاءً”.
وأضاف سعادته: ” انطلاقًا من هذا الإدراك، أطلق معهد أبحاث الطاقة الكهربائية (EPRI) مؤخرًا اتحاد Open Power AI، في خطوة مهمة إلى الأمام نحو تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتحويل قطاع الطاقة. ومن خلال تعزيز التعاون بين قادة التكنولوجيا وشركاء قطاع الطاقة، يهدف الاتحاد إلى إنشاء صناعة كهرباء أكثر كفاءة وموثوقية واستدامة للمستقبل، عبر تنفيذ تطبيقات الذكاء الاصطناعي بدءًا من التعزيز، مرورًا بالقيادة الذاتية الجزئية (Auto-piloting)، وصولًا إلى التشغيل والصيانة الذاتية الكاملة (Autonomous application). لقد بدأنا للتو هذه الرحلة، والإمكانات التي يفتحها الذكاء الاصطناعي في إدارة الطاقة وتحسينها لا حدود لها.”
وتضمن جدول أعمال الورشة، الذي تم إعداده بقيادة نشطة من هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي وشركات الكهرباء الإقليمية، جلسات حول دراسات حالة حقيقية وأفضل الممارسات وجلسات عصف ذهني يقودها خبراء قطاع الطاقة في الخليج.
وقد شهد اليوم الأول من الورشة مشاركة فعّالة من ممثلي أنظمة الطاقة الكهربائية في دول مجلس التعاون، حيث تبادلوا المعارف والخبرات خلال مناقشات تفاعلية مكثفة. وقد أكدت هذه المشاركات عزم القطاع الخليجي المشترك على الاستفادة القصوى من إمكانات الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع رؤى قيادات دول المجلس في تحقيق أهداف الاستدامة وتعزيز التنافسية الإقليمية والعالمية.
وبالإضافة إلى استعراض الابتكارات، تناولت الورشة أيضًا الدروس المستفادة من إخفاقات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في بعض الأسواق العالمية، حيث أظهرت الدراسات أن 35% فقط من المؤسسات كانت واثقة بقدرة بنيتها التحتية على دعم حلول الذكاء الاصطناعي. ومن خلال هذه التجارب، يسعى قطاع الطاقة الخليجي إلى بناء أنظمة ذكية قادرة على تحقيق قيمة مستدامة.
وعلى مدار يومين، تستعرض الورشة كيفية إحداث الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحولات نوعية في تخطيط الشبكات الكهربائية وتشغيلها وإدارة أصولها. ويقدم قادة مايكروسوفت رؤيتهم حول كيفية الاستفادة من منصة “Copilot” في العمليات الكهربائية، فيما تستعرض شركتا أوراكل وإنفيديا أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع. كما يسهم خبراء معهد أبحاث الطاقة الكهربائية (EPRI) بتقديم رؤى تقنية متقدمة بالتعاون مع شركات الكهرباء الخليجية لتطوير خطط عمل تنفيذية لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ومن خلال قيادتها لهذه المبادرة، تؤكد هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي على الفرصة الكبيرة المتاحة أمام شركات الكهرباء للاستثمار في الذكاء الاصطناعي لدعم أهداف الاستدامة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الترابط الشبكي الإقليمي، وزيادة مرونة وكفاءة أنظمة الطاقة في المنطقة.
ومن خلال تمكين شركات الكهرباء الخليجية بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، تسهم هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي في ترسيخ مكانة المنطقة كنموذج عالمي للشبكات الذكية المستدامة والمتكاملة، مما يضمن استدامة وكفاءة وأمن الشبكات الكهربائية لعقود قادمة.