أبوظبي، 27 مايو 2025: نشرت شركة “إي آند الإمارات” تقريراً استراتيجياً جديداً بعنوان «صياغة المستقبل: رؤية “إي آند الإمارات” لعصر شبكات الجيل السادس»، والذي يقدم إطاراً استشرافياً للجيل المقبل من تقنيات الاتصال. ونظراً لتقدمها في مجال شبكات الجيل الخامس، بما في ذلك تسجيل سرعة قياسية في تقنية الجيل الخامس المتقدمة (5G-Advanced) بلغت 62 جيجابت في الثانية، فإن التقرير يرسم خارطة الطريق الاستراتيجية نحو اعتماد الجيل السادس، والتي ستعمل كمنظومة شبكات مستقبلية تهدف إلى ربط كل شي بالإنترنت، وتمكين الجميع من الحصول على تجربة إنترنت غامرة، بالإضافة إلى تسريع التحول الرقمي الذكي على نطاق واسع.
وقال مروان بن شكر ، الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالإنابة في “إي آند الإمارات”: «لا تمثل شبكات تقنية الجيل السادس مجرد تطور تكنولوجي فحسب، بل هي ثورة في كيفية الاتصال والمعالجة والتعاون. نحن على أعتاب مستقبل أسرع، والأهم من ذلك أننا نساهم في تطوير البنية الأساسية اللازمة لبناء دولة رقمية ذكية وآمنة. تتمثل رؤيتنا في تمكين بنية تحتية ذكية تدعم كل شيء من الواقع الممتد والتنقل الذاتي، وصولاً إلى الشبكات المعتمدة على الذكاء الصناعي والاتصالات الشاملة».
ويتجاوز التقرير مجرد الإشادة بالقفزة التكنولوجية المحققة على مستوى الاتصال، حيث يقدّم تقنية الجيل السادس كنسيج ذكي مستشعر ومستدام من شأنه تمكين المجتمعات الرقمية والحكومات وقطاعات الأعمال. ومع توقع بلوغ معدلات نقل البيانات ذروتها في نطاق التيرابت في الثانية، وانخفاض زمن الاستجابة إلى ما دون الملي ثانية، ستدعم شبكات الجيل السادس تجارب الإنترنت الغامرة وحلول التنقل الذاتي، فضلاً عن الصناعات الذكية والخدمات الرقمية الشاملة، وذلك بدقة غير مسبوقة وعلى نطاق واسع.
“إي آند الإمارات” ترسم مساراً طموحاً نحو الجيل السادس
يسلط التقرير الضوء على المستقبل الذي تتحول فيه شبكات الاتصالات إلى بنية تحتية ذكية وقادرة على التكيف، تتخذ قرارات ذاتية وتؤمن المصالح الوطنية، وتجعل الجيل المقبل من الخدمات ممكناً.
وبدعم من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية وتعاون دولي واسع، ستشكل تقنية الجيل السادس منظومة رقمية معرفية وآمنة ومستدامة، تمزج بين الذكاء الاصطناعي، وأجهزة الاستشعار، والأمن الكمي للشبكات، وطيف الترددات دون التيراهيرتز، والشبكات غير الأرضية.
وفي قلب هذه الرؤية تقع الشبكات المبنية علي للذكاء الاصطناعي، والتي تعد تحولاً جذرياً تدمج الذكاء الصناعي مباشرة في صميم بنية الشبكة، بدلاً من إضافته كطبقة لاحقة. وتعتمد “إي آند الإمارات” في هذا الإطار على تضمين تقنيات التعلم الآلي عبر جميع مستويات الشبكة، من إدارة البيانات إلى التنسيق، وهو ما يتيح تحسين الأداء الذاتي وإدارة الأعطال بشكل استباقي وتقديم خدمات مستقلة بالكامل، الأمر الذي يعد بالغ الأهمية لتلبية متطلبات المدن الذكية فائقة السعة والتنقل الذاتي والأنظمة الصناعية الحساسة.
يتناول التقرير أيضاً دور الاتصالات المتكاملة مع الاستشعار كإحدى الركائز الأساسية لشبكات الجيل السادس، حيث يتم تحويل الشبكات إلى حساسات موزعة قادرة على استشعار البيئة المحيطة ورصد الحركة ورسم خرائط دقيقة للتضاريس وتتبع الأصول، بالإضافة إلى تقييم الحالة الهيكلية للمباني. وهو ما يجعل الشبكة بمثابة مرصد بيئي فوري يفتح آفاقاً جديدة في مجالات السلامة العامة والنقل والحوكمة والتخطيط الحضري.
ومع ظهور الحوسبة الكمّية، يسلّط التقرير الضوء على الحاجة الملحة لوجود بنية تحتية مؤمنة ضد التهديدات الكمّية. وتدمج استراتيجية “إي آند الإمارات” لشبكات الجيل السادس التشفير ما بعد الكمِّي ومبادئ التصميم الآمن في المراحل الأولى من تخطيطها، وذلك بهدف حماية البيانات والخدمات الحيوية من التهديدات المستقبلية، وضمان مرونة الأنظمة الحكومية والقطاعات الخاصة على المدى الطويل.
ومن الركائز التحولية الأخرى دمج الشبكات غير الأرضية، التي من المتوقع أن تصبح عنصراً أساسياً في بنية الجيل السادس. ما يتيح تغطية غير منقطعة عبر الصحاري والمحيطات والمجالات الجوية والمناطق النائية، كما يعزز ذلك الاتصال في كل الأماكن ويفتح الباب لتطبيقات مثل التوصيل عبر الطائرات بدون طيار والعمليات الصناعية عن بُعد والاتصال في خلال الرحلات الجوية.
كما يستعرض التقرير حالات استخدام ثورية لتقنية الجيل السادس في مختلف القطاعات، تشمل تقنية الهولوجرام والتوائم الرقمية الصناعية والممرات الذاتية والسياحة الغامرة، والتي بدأ تطبيق العديد منها بالفعل في دولة الإمارات.
وتساهم الشركة بفاعلية في صياغة المعايير وحالات الاستخدام وسياسات الطيف الترددي التي ستُشكّل مشهد الجيل السادس عالمياً.
وأضاف مروان بن شكر: «تمثل تقنية الجيل السادس قفزة من الاتصال إلى الإدراك، حيث تصبح الشبكات ذكية وواعية بيئياً وقادرة على التصرف ذاتياً. وسيكون لهذا التطور تأثيرٌ عميق على كيفية تقديم الدول للخدمات العامة، وحماية البنية التحتية الحيوية، ودفع عجلة النمو الاقتصادي. نحن ننظر إلى الشبكة كأحد الأصول الاستراتيجية القادرة على التفكير والتكيّف والارتقاء بجميع جوانب الحياة الرقمية. ومن خلال مشاركتها النشطة في وضع المعايير الخاصة بشبكات الجيل السادس والتجارب الواقعية للتقنيات الناشئة، تلتزم “إي آند الإمارات” بالمشاركة في تصميم الشبكات المستقبلية.»