دبي، الإمارات العربية المتحدة، 14 فبراير 2023: في كلمة بعنوان “ما نقدمه لــ”كوب 28” خلال فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات 2023، سلط معالي سعيد محمد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، الضوء على جهود دبي في دعم مسيرة التصدي لتحديات التغير المناخي، وذلك بحضور عدد كبير من كبار الشخصيات والمسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص من مختلف أنحاء العالم.
في بداية كلمته، أكد معالي الطاير أن القمة العالمية للحكومات أصبحت حدثاً عالمياً مميزاً على أجندة الفعاليات العالمية ومنصة معرفية شاملة لاستشراف وصنع المستقبل، معرباً عن سعادته أن تكون هيئة كهرباء ومياه دبي “شريك الطاقة المستدامة” للقمة التي تعقد تحت شعار “تشكيل حكومات المستقبل”.
دعم القيادة الرشيدة
قال معالي الطاير: “برؤية وتوجيهات والدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، تستعد دولة الإمارات العربية المتحدةلاستضافة أكبر حدث دولي في مجال العمل المناخي، ألا وهي الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (28COP) في مدينة إكسبو دبي خلال العام الجاري، وستستكمل هذه الدورة، من خلال تعزيز العمل مع كافة الأطراف والشركاء، البناء على نتائج ومخرجات الدورات السابقة. وقد جاء إعلان سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» عام 2023 عاماً للاستدامة في دولة الإمارات تحت شعار “اليوم للغد”، ليؤكد الأهمية الكبرى التي توليها القيادة الرشيدة لتحقيق التوازن بين التنمية واستدامة البيئة التي أرسى دعائمها الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وتعد الركيزة الأساسية لجميع الخطط التنموية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بما جعل دولة الإمارات ضمن أكبر دول العالم استثماراً في مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة.”
وأوضح معالي الطاير أن دولة الإمارات كانت أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطلق مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050. وتعمل هيئة كهرباء ومياه دبي على تعزيز الريادة في مجالات الاستدامة والابتكار وصناعة المستقبل في جميع مشاريعها ومبادراتها لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحیاد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفیر 100% من الطاقة النظیفة بحلول العام 2050، مع التركيز على الابتكار وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي والاقتصاد الدائري كممكنات رئيسة لتحقيق الاستدامة. وتتواءم استراتيجية هيئة كهرباء ومياه دبي مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وقد حددت ثلاثة مستويات رئيسة طبقاً لأولوية الأهداف بالنسبة للهيئة.
وتابع معاليه: “ضمن مساعينا لدعم الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، اعتمد مجلس الوزراء انضمام دولة الإمارات للتحالف العالمي للاقتصاد الأخضر، الذي تقوده المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والتي تهدف إلى إطلاق البرامج والمشاريع والمبادرات ذات الصلة بالاقتصاد الأخضر وخلق نموذج للتمويل المستدام وإقامة شراكات للبلدان النامية لتحقيق انتقال فعال إلى الاقتصاد الأخضر. كما اعتمدنا الابتكار أساساً في منظومة العمل وأنشأنا مركزاً للبحوث والتطوير ومركزاً للابتكار لإيجاد حلول فاعلة تتصدى للتغير المناخي من خلال خفض الانبعاثات الكربونية، وأطلقنا عدداً من المشاريع التي نقوم بتنفيذها في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم وفق نظام المنتِج المستقل، بتكلفة تصل إلى 50 مليار درهم. وعند اكتماله، سيسهم المجمع في خفض أكثر من 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً. ووصلت قدرته الإنتاجية من الطاقة النظيفة إلى 2027 ميجاوات حيث تُشَكِّل القدرة الإنتاجية للطاقة النظيفة في دبي نحو 14% من القدرة الإنتاجية الإجمالية للطاقة الكهربائية. ونستخدم في المجمع أحدث تقنيات الألواح الشمسية الكهروضوئية ثنائية الأوجه، مع نظام تتبع شمسي أحادي المحور، وتنظيفها باستخدام الروبوتات، مما ساهم في رفع كفاءة الطاقة الشمسية من 11% سابقاً إلى نحو 27% اليوم.”
مشاريع ريادية في الطاقة النظيفة
وأشار معالي الطاير إلى أن الطاقة الشمسية تعتمد على حالة المناخ، مع عدم توافرها خلال الفترة الليلية، ومن هنا برزت الحاجة الماسة لإيجاد وسائل لتخزين الطاقة الشمسية وضمانها على مدار الساعة، وأطلقت الهيئة عدداً من المبادرات والمشاريع في مجال تخزين الطاقة، حيث اشتملت المرحلة الرابعة من المجمع على تقنيتي الطاقة الشمسية المركّزة، بأعلى برج شمسي في العالم بارتفاع يتجاوز 260 متراً بقدرة 100 ميجاوات بتقنية الملح المنصهر، و600 ميجاوات بتقنية مرايا القطع المكافئ بأكبر قدرة تخزينية للطاقة الشمسية في العالم لمدة 15 ساعة. كما تقوم الهيئة بتنفيذ مشروع محطة كهرومائية بتقنية الضخ والتخزين في حتا بقدرة 250 ميجاوات، تعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج وستنتج الكهرباء بالاستفادة من المياه المخزنة في سد حتا، وتصل سعتها التخزينية إلى 1,500 ميجاوات ساعة. ونظرً لأهمية الهيدروجين الأخضر في التحول إلى الحياد الكربوني، قامت الهيئة بتنفيذ مشروع “الهيدروجين الأخضر” في المجمّع، ويعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية، وتخزينه ثم إعادة تحويله إلى طاقة كهربائية بالإضافة للاستخدامات الأخرى في قطاعات النقل الجوي والبري والبحري والصناعة. كما تقوم الهيئة بإعداد ملامح خارطة طريق لاستراتيجية الهيدروجين الأخضر يتم تنفيذها على مراحل. كما دشنت مشروعاً تجريبياً في المجمع لتخزين الطاقة باستخدام بطاريات الليثيوم –أيون وبطاريات الصوديوم الكبريتية لتخزين الطاقة.
وأضاف معالي الطاير: “أسسنا شركة لخدمات الطاقة بهدف تعزيز كفاءة الطاقة في دبي، ونجحنا في إعادة تأهيل ما يقارب ثمانية آلاف مبنى قائم في دبي. كما شجعنا المتعاملين ضمن مبادرة شمس دبي على تركيب الألواح الشمسية الكهروضوئية على الأسطح في مبانيهم ومنشآتهم لتلبية جزء من احتياجاتهم من الطاقة، وبنهاية عام 2022، وصل إجمالي القدرة المركّبة للمبادرة إلى خمسمائة ميجاوات. وشاركت هيئة كهرباء ومياه دبي في تأسيس أكبر شركة تبريد مناطق في العالم، حيث يسهم تبريد المناطق في خفض أكثر من 40% من استهلاك طاقة التبريد. ولتحفيز التنقل الأخضر، أطلقنا مبادرة “الشاحن الأخضر”، لإنشاء بنية تحتية متطورة للسيارات الكهربائية تتضمن حالياً نحو 350 محطة شحن تعتمد أحدث التقنيات الذكية والمبتكرة لتوفير تجربة سلسة للمستخدمين. وأسهم تطبيق استراتيجية دبي لإدارة الطلب على الطاقة والمياه في تقليل استهلاك الكهرباء في دبي بنسبة 17% للفرد، وتقليل استهلاك المياه بنسبة 21% للفرد مقارنة بعام 2010. وتم تجنب ما يزيد عن 14 مليون طن من الانبعاثات الكربونية خلال الفترة من 2011 -2021. ولتعزيز الكفاءة والفعالية التشغيلية لشبكات الكهرباء والمياه والتحول الرقمي، أطلقنا القمر الاصطناعي النانوي “ديوا – سات 1” ضمن برنامج هيئة كهرباء ومياه دبي للفضاء (سبيس دي)، وخلال العام الجاري، سنطلق القمر الاصطناعي النانوي “ديوا – سات 2″، حيث تعتبر الهيئة أول مؤسسة خدماتية على مستوى العالم تستخدم الأقمار الاصطناعية النانوية في عملياتها. كما نستفيد من البيانات الضخمة من خلال أجهزة استشعار موزعة في محطات الطاقة الشمسية لجمع بيانات آنية وتحليلها بالتزامن مع بيانات الأقمار الاصطناعية.
دعم الابتكار
وتابع معالي الطاير: “استوحينا من الكلمات الملهمة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله “المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه” وضمنّاها في المراحل الرئيسية الثلاث لــ”إطار الابتكار وصناعة المستقبل” الخاص بالهيئة لتصبح: “تخيل المستقبل؛ وتصميمه؛ وتنفيذه”، وبهذا تكون الهيئة أول جهة حكومية تعمل على تضمين وإدراج كلمات صاحب السمو في إطار عملها الخاص بالابتكار وصناعة المستقبل. وضمن مبادرة “ديوا الرقمية”، الذراع الرقمي لهيئة كهرباء ومياه دبي، نعمل على إعادة صياغة مفهوم المؤسسات الخدماتية والمساهمة في بناء مستقبل رقمي جديد لإمارة دبي، حيث ترتكز “ديوا الرقمية” على أربعة محاور: إطلاق تقنيات متطورة للطاقة الشمسية، وتشغيل شبكة طاقة متجددة تستخدم تقنيات تخزين مبتكرة، والتوسع في استخدام حلول الذكاء الاصطناعي وتوفير خدمات رقمية تخدم المدن المستدامة الذكية مع ضمان أمنها واستمراريتها في الفضاء الرقمي السيبراني. ونظراً لأهمية البيانات كمحرّك للتوسع والتنوّع الاقتصادي المستدام، أطلقنا أكبر مركز بيانات أخضر في العالم محايد للكربون يعمل بالطاقة الشمسية بنسبة 100% بحسب موسوعة غينيس، وتنفذه شركة مركز البيانات للحلول المتكاملة “مورو” التابعة لـ “ديوا الرقمية” في مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية. ولدينا أكثر من 150 شريك ومتعامل محلي وعالمي في مجال الاستدامة والتبني الذكي لخدمات المتعاملين الذي وصل إلى 99% وتطوير أحدث التقنيات الإحلالية للثورة الصناعية الرابعة. وحافظت الهيئة على مركزها الأول ضمن المؤسسات الخدماتية العالمية في تقرير النضج الرقمي للعام 2022 الذي أصدرته جهة استشارية عالمية.”
وضمن التحول الرقمي، أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي موظف الهيئة الافتراضي “رمّاس”، المعتمد على الذكاء الاصطناعي في إطار استراتيجيتها لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع عملياتها وخدماتها، حيث أجاب “رمّاس”، على أكثر من 6.8 مليون استفسار من المتعاملين منذ إطلاقه في الربع الأول من عام 2017 حتى نهاية ديسمبر 2022. ويسهم رماس في تشجيع المتعاملين على استخدام القنوات الذكية وتقليل عدد الزيارات إلى مراكز إسعاد المتعاملين التابعة للهيئة. وسجلت الهيئة 98% في مؤشر السعادة اللحظي لحكومة دبي الذي تتولى قياسه هيئة دبي الرقمية.
وأشار معالي الطاير إلى أن الهيئة أطلقت استراتيجية الشبكة الذكية بإجمالي استثمارات تصل إلى 7 مليارات درهم حتى عام 2035، لتوفير مزايا متطورة من بينها ميزات متقدمة لتحسين العمليات وإدارة الأصول والعدادات الذكية والخدمات المبتكرة ذات القيمة المضافة والارتقاء بتجربة المعنيين وتعزيز سعادتهم، كما نجحت الهيئة في تقليل نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء في دبي إلى 2.2%، ونسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع المياه إلى 4.5% وحققت أدنى معدل انقطاع لكل مشترك سنوياً على مستوى العالم بلغ 1.19 دقيقة. وفي محطات الإنتاج، نجحت في الوصول لنسبة الاستخدام الأمثل للوقود 90%.
واختتم معالي الطاير كلمته بالقول: “مع تزايد التحديات المصاحبة للتغير المناخي، تبرز أهمية التعاون العالمي الجاد لمكافحته ومضاعفة الجهود لضمان الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية والاستمرار في النمو الاقتصادي المستدام لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في دفع أجندة الاستدامة العالمية وتحفيز التنمية المستدامة، ونعاهدهم ببذل قصارى جهدنا لدعم مبادرات ونشاطات “عام الاستدامة” لتحقيق الأهداف المرجوة وليكون “كوب 28″ حدثاً فارقاً في مسيرة التصدي لتحديات التغير المناخي، من أجل مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة لنا ولأجيالنا القادمة.”
مبادرة جديدة
في ختام كلمة معالي سعيد الطاير، أعلن “رماس”، موظف هيئة كهرباء ومياه دبي الافتراضي، أن الهيئة تعمل على إثراء خدماتها بتقنية “تشات جي بي تي” (ChatGPT) بالتعاون مع شركة مايكروسوفت العالمية، لتكون الهيئة بذلك أول مؤسسة خدماتية على مستوى العالم وأول مؤسسة حكومية في دولة الإمارات تستخدم هذه التقنية الحديثة، ضمن جهودها المستمرة لتعزيز ريادتها محلياً وعالمياً.