- نقاشات تناولت دور الاقتصاد البيولوجي الذي يعتبر من أبرز قطاعات الاقتصاد الجديد
- تغيير الجينات والخلايا والجزيئات عن طريق الاستفادة من الطبيعة بحيث تؤدي التطورات التي أنجزها العلماء إلى التوصل لإمكانيات جديدة
- اكتشاف العقاقير عن طريق تطوير التكنولوجيا الحيوية يمكن أن يتحقق عبر فهم أفضل لعلم الوراثة
- توسع هائل لفكرة تحديد ماهيّة العلاج، حيث يساعد ذلك في التوصل إلى علاجات جينية يمكنها تصحيح الخلايا وإرسال أوامر برمجيّة جديدة إليها لتغيير سلوكها
- في ظل وجود تنبؤات عالمية بأن يكون الطب الدقيق هو الاقتصاد الجديد في مجال التكنولوجيا الحيوية، تحدث المشاركون في الجلسة الحوارية عن دور الاقتصاد البيولوجي في الأنشطة البحثية
أبوظبي – الإمارات العربية المتحدة، 5 مارس 2023
ناقش رواد أعمال وأكاديميون ومسؤولون تنفيذيون الآفاق المستقبلية للابتكار في علوم الحياة، وذلك في جلسة بعنوان “الابتكارات في مجال الرعاية الصحية”، تم تنظيمها خلال مؤتمر إنفستوبيا السنوي 2023.
وقال المشاركون إن الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية تشهدان حالياً موجة من الابتكار السريع، مع التنويه إلى أن الذكاء الاصطناعي قد وصل أيضاً إلى قطاع الرعاية الصحية، وأتاح فرصاً واعدة، كما أسهم في تقليل التكاليف، والارتقاء بجودة حياة الناس في نفس الوقت.
وفي ظل وجود تنبؤات عالمية بأن يكون الطب الدقيق هو الاقتصاد الجديد في مجال التكنولوجيا الحيوية، تحدث المشاركون في الجلسة الحوارية عن الاقتصاد البيولوجي الذي يعتبر من أبرز قطاعات الاقتصاد الجديد ويشمل جميع الأنشطة الاقتصادية المرتكزة على الأنشطة البحثية والعلمية الرامية إلى فهم الآليات والعمليات التي تتم على مستوى الجينات والجزيئات.
ولتوضيح هذه التطورات والفرص، تولت أريانا ثاكر، الشريك المؤسس لشركة “كونسيانس في سي” إدارة الجلسة التي شارك بها عدد من رواد الأعمال والخبراء، لمناقشة أهمية الابتكار التكنولوجي، ودوره المحتمل في إحداث ثورة في النهج الذي نتبعه حالياً في علوم الحياة. وكان من بين المتحدثين الدكتور جيانفيتو مارتينو، أستاذ البيولوجيا التجريبية في جامعة سان رافاييل، ومايكل سيفيرينو، الرئيس التنفيذي لشركة “تيسيرا ثيراباتكس”، والدكتور آشيش جوزيف، رئيس الإستراتيجية والاستثمارات في شركة ” جي 42 هيلث كير”.
وقام كل من الدكتور جيانفيتو مارتينو وأشيش جوزيف بتسليط الضوء على إمكانات الطب الدقيق في إحداث ثورة في قطاع وعمليات الرعاية الصحية، وذلك بالاعتماد على الابتكار التكنولوجي، إلى جانب خفض التكاليف والارتقاء بجودة الحياة في جميع أنحاء العالم. وتناول الدكتور مارتينو في مشاركته الاتجاهات الحالية في تطوير الطب الدقيق، مشيراً إلى “أننا قد وصلنا الآن إلى فترة من الطب الطبيعي يتم فيها تكرار استراتيجيات الطبيعة، ويحدث هذا عن طريق تغيير الجينات والخلايا والجزيئات، عن طريق الاستفادة من الطبيعة، بحيث تؤدي التطورات التي أنجزناها إلى التوصل لإمكانيات جديدة“.
وركز الدكتور مايكل سيفيرينو على تأثير تحسين الرؤية في علم الوراثة والتدخلات العلاجية الأكثر فاعلية من أجل التوصل إلى نتائج أفضل لجميع الأطراف المعنية. وأضاف: “لقد اتسع نطاق ما يمكننا القيام به بشكل كبير بالتوازي مع التوسع الهائل للابتكارات التكنولوجية”. أما الجانب الأكثر أهمية في نظره، فهو أن اكتشاف العقاقير عن طريق تطوير التكنولوجيا الحيوية يمكن أن يتحقق عبر فهم أفضل لعلم الوراثة، علماً أن هذه التكنولوجيا لم تكن متاحة في الماضي للتوصل إلى هذه الإنجازات.
ويتمثل الاتجاه الثاني والأفضل في التوسع الهائل لفكرة تحديد ماهيّة العلاج، وساعد ذلك في التوصل إلى علاجات جينية يمكنها تصحيح الخلايا وإرسال أوامر برمجيّة جديدة إليها لتغيير سلوكها. وأضاف أن هذا القطاع اليوم قد بات على أتم جاهزية لإحراز المزيد من التقدم في مجال الجسيمات النانوية لمواجهة التحديات الجديدة. ويعدّ الاستكشاف من هذا النوع امتداداً للإنجازات التي قادت إلى تطوير لقاحات فيروس “كوفيد – 19″، وكان لقاحاً قوياً بالفعل. يمكن إعطاء جرعات وإعادة تناولها بما يسمح بالوصول إلى العديد من الأنسجة. ولتقديم عرض عملي آخر على ذلك، قال أشيش جوزيف إن الشركات توفر منصات بيانات قوية وفريدة من نوعها للحصول على مجموعات البيانات وتوظيفها في التعلم الآلي، ويؤدي ذلك بدوره إلى خلق ذكاء عملي يصب في مصلحة المرضى.
وتعمل تكنولوجيا الرعاية الصحية على تغيير عالمنا الذي نعرفه بسرعة، ومن شأن ذلك أن يوفر إنجازات غير مسبوقة في العلاجات لمنع تفشي الأمراض الخطيرة، وتحليل البيانات بصورة أكثر شمولاً للرعاية الشخصية. ومع ذلك فقد أكد جميع المتحدثين على أن اتباع القيادة القوية واستراتيجيات إدارة البيانات الفعالة، وقدرات تنفيذ الرؤية الموثوقة، تعتبر مجتمعة ضرورية لضمان تحقيق النجاح، وذلك بالتزامن مع معالجة التحديات العلمية، مثل فهم الآليات الجزيئية المتعلقة بالمرض بتكلفة أقل عند مقارنتها بتقنيات البحث التقليدية التي تستخدمها الأوساط الأكاديمية.
تجدر الإشارة إلى أن النسخة الثانية من مؤتمر إنفستوبيا 2023 جاءت هذا العام تحت عنوان “استشراف الفرص في عصر التغيرات”، وناقشت ثلاثة محاور وهي: استشراف الفرص في اقتصاد اليوم، ومستقبل ثروات الدول، وفرص النمو للاقتصاد منخفض الكربون. وتضمن المؤتمر 35 جلسة وطاولة مستديرة، بمشاركة أكثر من 2,000 مندوب من الشخصيات المحلية والعالمية البارزة من مستثمرين ومسؤولين حكوميين وصانعي القرار ورواد الأعمال الذين ينتمون لأكثر من 40 دولة.