دبي، الإمارات العربية المتحدة، بيزنس نيوز، 19 مايو 2022: كشف كابسات 2022، الفعالية الأبرز في المنطقة والمتخصصة في قطاعات اتصالات الأقمار الاصطناعية والبث وتصوير المحتوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في يومه الثاني عن إطلاق جلسات حوار حول دور نماذج الاشتراك في الوسائل الإعلامية في الشرق الأوسط وضرورة إنشاء محتوى أصلي للأطفال، بالإضافة إلى استعراض أفكار ورؤى نخبةٍ من أبرز المؤثرين في هذا القطاع على مستوى العالم.
مجموعة من أبرز المؤثرين في القطاع يركزون على تطوير قدرات صنّاع المحتوى
ناقشت كلٌ من كندة إبراهيم، مديرة الشراكات الإعلامية في تويتر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ ومون باز، مديرة شراكات المبدعين في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا لدى شركة ميتا، ازدهار الاقتصاد الإبداعي ودور وسائل التواصل الاجتماعي في هذا النجاح، وذلك خلال جلسة حوار أقيمت على هامش مؤتمر المحتوى ضمن فعاليات كابسات الذي يستضيفه مركز دبي التجاري العالمي، حيث كشفت الخبيرتان عزم المنصتين على زيادة التركيز على صناع المحتوى والاقتصاد الإبداعي الذي بلغت قيمته أخيرا 100 مليار دولار أمريكي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت كندة إبراهيم: “يسعى جيل الشباب لتحقيق الاستقلال الكامل، إذ يعتمد جيل ما بعد الألفية وجيل ألفا على الهاتف المحمول في جميع أنشطتهم الاستهلاكية والإبداعية، حيث يمكنهم من خلال استخدامه إنشاء محتوى تفاعلي يتميز بالواقعية والأصالة، ويجذب اهتمام الجمهور ويبني معهم روابط وثيقة، ولا سيما العملاء المحتملين للعلامات التجارية”.
ومن جانبها، أشارت مون باز إلى أن مشاهدات الفيديو تشكل نسبة 50% من وقت المستخدمين على فيسبوك؛ و20% على إنستاجرام، حيث قالت: “حان الوقت الآن للتركيز على صناع المحتوى وتعويض تقصيرنا في هذا الجانب، حيث يؤكد استثمارنا في ميزتي فيسبوك ووتش وريلز على التزامنا الكبير تجاه صناع المحتوى، علماً أننا نمتلك أدوات تحقيق الأرباح مثل الإعلانات والاشتراكات والفعاليات الإلكترونية المدفوعة وغيرها. ونقوم حالياً باختبار برنامج ريلز بونس في الولايات المتحدة ضمن استثمار بقيمة مليار دولار أمريكي، حيث نعتزم إطلاق البرنامج عالمياً في الوقت المناسب”.
الآفاق المستقبلية لخدمة البث التلفزيوني التقليدية في مجال الأخبار
ناقش مجموعة من أبرز صناع محتوى الأخبار في المنطقة تحديات اعتماد نماذج الاشتراك في منطقة الخليج العربي وتأثيرها على الإيرادات في منصات البث التلفزيوني التقليدية. وأوضح رياض حمادة، رئيس قسم الأخبار الاقتصادية في الشرق للأخبار، أن المصداقية تشكل عائقاً يمنع القنوات الإخبارية في المنطقة من تطبيق نظام الاشتراك المدفوع.
وقال حمادة: “لم يستطع معظمنا حتى الآن بناء الثقة والمصداقية، وهو ما يستغرق وقتاً طويلاً. وبالنظر إلى الوسائل الإعلامية الغربية الشهيرة، مثل ذا نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال وبلومبيرغ، نرى حجم النجاح الذي حققوه بفضل باقات الاشتراك لديهم، ولكنّ ذلك يحل في المرتبة الثانية بعد المصداقية التي تُعد عماد الصحافة والتحليل الإخباري. ويتعين علينا كوسائل إعلام عربية تقديم خدمات ممتازة تتيح لنا كسب ثقة المتابعين بالنموذج القائم على الاشتراك”.
وتحدثت لبنى فواز، مديرة المحتوى التلفزيوني والرقمي في قناة سي إن بي سي عربية، حول إيرادات المنصات وهيمنة التلفزيون التقليدي على الوسائل الإعلامية حتى الآن. حيث قالت: “يُعد التلفزيون التقليدي مصدر الدخل الرئيسي لدينا رغم إدراكنا لاحتياجات الجمهور وسعينا لتلبيتها دوماً من خلال بناء علاقات قائمة على الثقة مع المشاهدين. كما نسعى لتنويع وسائل نقل المحتوى بما يلبي مختلف تطلعات جمهورنا الجديد”.
وأضاف حمادة: “لا تزال خدمة البث التلفزيوني التقليدية الخيار الأبرز لنا، غير أننا نبحث عن مصادر إيرادات أخرى، مثل الفعاليات الحية، والتي تُعد وسيلة للحصول على المعلومات والاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي. ويجب علينا أن نتقبّل وجود قنوات متعددة للوصول إلى الجمهور، لذا لا يمكننا أن نحصر أنفسنا في إطار القناة التلفزيونية أو الموقع الإلكتروني. واستثمرنا موارد كثيرة في هذا المجال، ونهدف للوصول إلى الشريحة الشابة والمتخصصة من الجمهور”.
المحتوى الأصلي والناجح المخصص للأطفال يفرض تحديات عديدة كما يدرّ أرباح كبيرة، بحسب بعض الخبراء
وناقش خبراء من استوديوهات رائدة في مجال المحتوى الموجه للأطفال الزخم المتواصل الذي تكتسبه موضوعات وتقنيات محددة في مجال إنشاء المحتوى، مضيفين أن النجاح في عملية إنشاء مادة أصلية مع امتلاك حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها يمكن أن يعني مزيداً من المرونة عند اتخاذ قرار حيال كيفية تحقيق الأرباح من الأنشطة المختلفة التي تضم شخصيات البرامج المعروضة.
وفي هذا الصدد، قال كامل ويس، المدير العام لخدمة سبيستون غو، ورئيس تطوير الأعمال في قناة سبيستون: “يفتقر السوق لجهات بث تركز على إنشاء أعمال أصلية مميزة. ونعمل في سبيستون على بث المحتوى وترخيصه، فضلاً عن التوسع في مجال الألعاب، وهو ما أدى إلى زيادة الإيرادات وتقديم باقةٍ واسعة من المحتوى للمستهلكين. وتُعد الأعمال الأصلية الطريقة الأفضل لتأسيس علامة وتحقيق الربح، بفضل الحد من المعوقات الناجمة عن امتلاك العلامات الأخرى للملكية الفكرية”.
وبدورها، قالت مريم السركال، مديرة منصات ماجد في شركة أبوظبي للإعلام: “استغرقنا بعض الوقت لإدراك العناصر التي تجعل المحتوى مميزاً. ويكمن جمال المحتوى الموجه للأطفال في مرونته الكبيرة وإمكانية دبلجته للغات كثيرة. واتخذنا قرار تأسيس استوديوهات خاصة بنا مسبقاً، والتي توظف اليوم فريقاً يضم أكثر من 40 شخصاً، في خطوة موفّقة ساعدتنا على التعامل مع أعمالنا الأصلية وملكياتنا الفكرية بمهارة أكبر”.
وتنطلق فعاليات كابسات 2022 بين 17-19 مايو الجاري من 11 صباحاً ولغاية 5 مساءً في قاعات 5-8 في مركز دبي التجاري العالمي.