إذا كنت تنتقل إلى العمل مستقلاً سيارة، من المؤكد أنك ستتوقع وقوع هذه الحوادث في ساعات الذروة أو في الصباح أو في فترة المساء عندما يكون الجميع خارج منازلهم يقودون سياراتهم وتكون حركة المرور غالبًا مختنقة، إلا أن الحقيقة ليست كذلك، وفقًا لما جاء في دراسة قائمة على بيانات محددة أجرتها شركة عمان للتأمين، إحدى شركات التأمين على السيارات الرائدة في الدولة.
وفي واقع الأمر وطبقًا لبيانات المطالبات التأمينية المقدمة لشركة عمان للتأمين، وقَّعَ العدد الأكبر من حوادث السيارات المُبلغ عنها شركة عُمان للتأمين بين الساعة الواحدة ظهرًا والخامسة مساءً. وتشير الدراسة إلى أن فرص تعرُّض الأشخاص لحوادث خلال هذه الأوقات تزيد بنسبة 20% مقارنة بساعات الذروة.
وقد تبدو هذه النتائج غير متوقعة وغير منطقية، ففي ظل وجود عدد أكبر من الأشخاص داخل أروقة المكاتب وعدد أقل من السيارات على الطرق، ينبغي أن تكون الحوادث أقل في فترة ما بعد الظهر. وعلى الرغم من أن بيانات المطالبات التأمينية لدى شركة عُمان للتأمين لا تفسر زيادة وتيرة الحوادث في تلك الفترة، يمكن التكهن بأن نهاية اليوم الدراسي قد تكون سببًا لذلك، حيث يسارع الأشخاص لاصطحاب الأطفال وإعادتهم إلى منازلهم. وقد يتمثل السبب الآخر في فقد سائقي السيارات تركيزهم بسبب الحرارة وأشعة الشمس العمودية فترة بعد الظهر، وأخيرًا ومع هدوء حركة المرور، يميل الناس إلى القيادة بشكل أسرع وهو ما يسفر غالبًا عن المزيد من الحوادث.
كما كشفت الدراسة الخاصة بالمطالبات التأمينية للمركبات أن نمط توقيت وقوع الحوادث مشابه لكل من الرجال والسيدات وعلى مدار جميع أيام الأسبوع باستثناء يوم الجمعة، حيث تكون الفترة الممتدة من الساعة السابعة إلى التاسعة مساءً هي وقت الذروة للحوادث. وقد يكون هذا بسبب الخروج من المنزل للاستمتاع بإجازة نهاية الأسبوع.
وفي معرض تعليقه على هذه الدراسة، قال جوليان أودريري، رئيس قسم خطوط المستهلكين في عُمان للتأمين: “تتبنى شركات التأمين إعداد هذه الأفكار والرؤى بصورة تقليدية لفهم أنماط الحوادث وتحديد السعر. ويتمثل هدفنا في عُمان للتأمين في توصيل هذه المعلومات بصورة مسؤولة إلى عامة الجمهور في الإمارات العربية المتحدة والارتقاء بالسلامة على الطرق للجميع. إذ إن الفكرة الجوهرية هنا تتمثل في الحفاظ على التركيز طوال الطريق، خاصة خلال فترة ما بعد الظهر”.
كما توضح الدراسة التي أجريت على بيانات المطالبات التأمينية على مدار عامين أنه من المرجح أن يتعرض السائقون لحوادث يومي الأحد والخميس. إذ يبدو أننا جميعًا نندفع للعودة إلى المنزل بعد العمل الشاق يوم الأحد الذي يُعد بداية الأسبوع ولا نطيق صبرًا لمغادرة مقار المكاتب يوم الخميس للاسترخاء خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وبالنسبة لمن يتساءلون حول الوقت الأكثر أمانًا للقيادة، توصي الدراسة بأخذ جولة بالسيارة بين الواحدة صباحًا والخامسة صباحًا حيث الأمان والهدوء، وعلى الرغم من روعة هذه النصيحة إلا أن الكثيرون يفضلون النوم في هذا الوقت.