دبي، بيزنس نيوز: بصفتها رابع أكبر دولة في مجال النشر الأوروبي، شهدت إيطاليا نموًا كبيرا في هذا المجال بنسبة 2.4% في عام 2020، أي ما يعادل 1.54 مليار يورو. وانطلاقا من توجهها نحو القراءة الرقمية (الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية)، تستثمر إيطاليا بقوة في التقنيات الحديثة لرقمنة العديد من الأعمال الأدبية الهامة، بما في ذلك أكثر من 2,500 مخطوطة عربية نادرة.
لقد دار موضوع سلسلة حوار الابتكار التي استضافتها وكالة التجارة الإيطالية (ITA) مؤخراً بالتعاون مع سفارة إيطاليا في الإمارات العربية المتحدة، القنصلية العامة في دبي ومكتب المفوض الإيطالي في جناح إيطاليا بمعرض إكسبو 2020 دبي، حول رقمنة الأعمال الأدبية وتبادل المعرفة في هذا القطاع لتعزيز أواصر التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف بين إيطاليا ودولة الإمارات العربية المتحدة.
كما عُقدت محاضرة بعنوان “من الفسيفساء العتيقة إلى الكتب الإلكترونية: استعادة ذكريات الماضي لخلق مساحات ثقافية جديدة للمستقبل” في يوم الخميس الموافق 4 نوفمبر في مدرج الجناح الإيطالي بمعرض إكسبو 2020 دبي وكانت هذه المحاضرة هي الرابعة ضمن سلسلة جلسات حوار الابتكار التي ستعقد حتى مارس 2022 والتي ستطرح التحديات العالمية الحالية والكشف عن الحلول المبتكرة. يأتي ذلك بالتزامن مع معرض الشارقة الدولي للكتاب (SIBF) في دورته الأربعين، إلى جانب استكشاف آلية تمكن معارض الكتاب الإيطالية والإماراتية من ضم مجموعة واسعة من الناشرين والمؤلفين والأسماء البارزة.
افتتحت جلسة حوار الابتكار رسميا من قبل باولو جليسنتي، المفوض العام للجناح الإيطالي في إكسبو 2020دبي، وبحضور نخبة من الخبراء يرأسهم كارلو فيرو، رئيس وكالة التجارة الإيطالية، وباولا كاريدي، عضو هيئة تحرير معرض تورين الدولي للكتاب؛ والبروفيسور إيمان ماجد ابو شلبي، مدير المكتبات العامة بالشارقة؛ وإلينا باسولي، مدير معرض بولونيا لكتاب الطفل؛ ومحمد كامل؛ مدير عام مركز جمعة الماجد؛ وماركو سبانيولي، مندوب جمعية صناعات الأفلام السمعية والبصرية والوسائط المتعددة الإيطالية (ANICA) ورئيس شعبة النصوص غير الكتابية في السوق الدولي للمنتجات السمعية والبصرية (MIA) والمدير المرشح لجائزة الأكاديمية الإيطالية؛ وكريستينا موسينيللي، الأمين العام لمؤسسة ليا – قسم الكتب الإيطالية المتاحة.
وأثناء حديثه خلال الفعالية، صرح كارلو فيرو، رئيس وكالة التجارة الإيطالية، قائلًا “تعتبر إيطاليا أحد الدول المبتكرة وهي الأولى في الاتجاهات الحديثة، ويعتمد ذلك على قرون من التراث الثقافي. مما يجعل إيطاليا شريكاً مثالياً لدولة الإمارات العربية المتحدة في الأعمال التجارية والشراكات الثقافية. كما يشكل التحول الرقمي في جميع أنحاء إيطاليا جزءاً مهماً من خطتنا الوطنية لأن ذلك يحقق التواصل بين الأفراد ويساعد في التعاون عبر الحدود”.
كما صرحت البروفيسور إيمان ماجد أبو شلبي، مدير المكتبات العامة بالشارقة قائلة: “لدينا أكثر من 6 ملايين كتاب إلكتروني وكتاب صوتي في مجموعتنا. وأواصر التعاون التي تربطنا بدول أخرى، مثل إيطاليا، تساعدنا على إثراء مكتباتنا بشكل أكبر وبناء مجتمع معرفي في الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة على نطاق أوسع. يعود تاريخ المخطوطات البالغ عددها 2,500 التي نسهم في رقمنتها إلى قرون، ونحن نعمل على تصنيفها وفهرستها لأننا نريد أن يتمكن الأفراد من الوصول بسهولة إلى هذه القطع الأدبية المهمة”.
وأضاف محمد كامل، مدير عام مركز جمعة الماجد “تمت ترجمة المخطوطات العربية عبر عدة وسائط على مر القرون: أولاً المخطوطات على الرق، ثم على الورق، ثم المطبوعة. ولكن لأسباب كثيرة تم نشر نسخ محرّفة للمخطوطات والنصوص أحيانا، فظهرت بأكثر من عنوان ونبست إلى أكثر من مؤلف واحد، مما أثر على نتائج الأبحاث المترتبة عليها. وهنا قدمت التكنولوجيا الحلول من خلال تقديم المسح الإلكتروني وبرامج الفهرسة الآلية وتوحيد النصوص التي وفرت قدرات بحثية هائلة أكبر من القدرة البشرية. إضافة إلى الذكاء الاصطناعي الذي دخل في مجال تحديد أسلوب كل مؤلف وتحديد قاموسه اللغوي، وهو الأمر الذي سيحسم المؤلفين الحقيقيين للكتب المختلف بشأنها. مما وفر الكثير الوقت والجهد والمال، فيسر إمكانية ضبط المتون بشكل أكبر وأسرع. ونالت هذه القيم اهتمام مركز جمعة الماجد، حيث قام بعمليات الرقمنة للمخطوطات والمطبوعات والوثائق الرقمية منذ العام 1995 حتى وصل اليوم إلى 800,000 مخطوطة و 250,000 كتاب و 700,000 وثيقة. وعمل على تقديم هذه الأعمال للباحثين حول العالم”.