بيزنس نيوز: حسين سيد، كبير خبراء استراتيجيات السوق لدى إكسينيتي جروب، أجمعت الأسواق المالية في مختلف أنحاء العالم بأنّ يوم الجمعة الماضي كان أسوأ أيامها منذ بداية عام 2021؛ إذ أسهم العزوف عن المخاطر في تسجيل تراجع حاد في الأسهم العالمية وأسعار النفط والسلع والعملات وعائدات سندات الخزينة، في خطوة ذكّرت المستثمرين بالأيام القاتمة التي مرّت عليهم في بداية عام 2020. وكان مُتحور أوميكرون، أحدث متحورات فيروس كورونا الذي حصل على التسمية من قبل منظمة الصحة العالمية التي رأت فيه مصدراً للقلق، قد غيّر من قواعد اللعبة في الأسواق وسُرعان ما تحوّل إلى واحد من أبرز المخاوف التي تُواجه المستثمرين.
ويتجه المستثمرون عند التعرض لأحد عوامل الخطر الجديدة نحو البيع قبل أن يتبينوا الموضوع بكامل جوانبه. وفاقم انخفاض مستوى سيولة الأسواق بعد عيد الشُكر من عمليات التصفية بالتزامن مع تراجع مؤشر داو جونز الصناعي الوسيط بواقع 905 نقطة مع ارتفاع مؤشر فيكس للتقلب بما يزيد عن 50%. وما زال المتداولون والمستثمرون يُحاولون استيعاب التطورات الأخيرة في أعقاب عطلة نهاية الأسبوع، بينما يُشير التعافي الحاصل هذا الصباح في أصول المخاطر بأنّ الأسواق بالغت في ردة فعلها. ومع ذلك، فإن الخطر لا يزال قائماً.
وأمّا فيما يتعلق بما نعرفه عن المتحور الجديد، فتُشير الأدلة المتوفرة إلى تزايد مخاطر الإصابة بهذا المتحور مُجدداً، ما يعجّل دخولنا في مرحلة جديدة من هذه الأزمة بالتزامن مع دخولنا في موسم الشتاء. وعادت العديد من الدول إلى تطبيق القيود على السفر، ولم تستبعد العودة إلى فرض تدابير الإغلاق أيضاً.
وأشار الأطباء في جنوب أفريقيا بأنّ المصابين بالمتحور الجديد أظهروا أعراضاً خفيفة للغاية وقابلة للعلاج في المنزل. ومع ذلك، كان مُعظمهم من الشباب والأصحّاء، وما زلنا لم نتعرف على أثره على كبار السن أو الفئات الأكثر عرضة للخطر. وقد يتمكّن المتحور الجديد لفيروس كورونا بفضل ما يزيد عن ثلاثين طفرة طرأت عليه في التغلّب على اللقاحات المتوفرة، علماً أنّه لا يُمكننا التأكّد من هذه الفرضيات إلّا بعد عدة أسابيع من الدراسات العلمية.
تتميّز المرحلة الحالية بكثرة التساؤلات المطروحة وقلة الإجابات عليها، علماً أنّ السيناريو قد يأخذ أحد المسارين السلبي أو الإيجابي بحسب النتائج الجديدة المرتقبة. وقرّر المستثمرون من ناحيتهم التهوين من تداعيات أسوأ السيناريوهات المطروحة من خلال شراء الأسهم التي شهدت هبوطاً حاداً في الأسعار. وكان انحسار التوقعات بتوجه واضعي السياسات النقدية في الولايات المتحدة لتخفيف سياسة التيسير الكمي قد ساعد المتداولين على إنعاش الإقبال على المخاطر. وتُشير العقود الآجلة لأسعار الفائدة في الوقت الراهن إلى أنّ أول زيادة في أسعار الفائدة الأمريكية ستحدث في شهر يوليو، بدلاً من يونيو، كما كان متوقعاً بداية الأسبوع الماضي. وتتوقع الأسواق حالياً زيادة أسعار الفائدة مرتين فقط خلال عام 2022، بعد توقعات بتطبيق ثلاث زيادات قبل الأنباء حول متحور أوميكرون. ومع ذلك، فقد تشهد هذه التوقعات تغييرات جذرية على مدى الأسابيع المقبلة بينما نتعرف بشكل أكبر على المتحور الجديد.
وبالمُجمل، لا بد أن يستعد المستثمرون لزيادة التقلبات في السوق بينما تتفاعل مع آخر الأنباء الواردة بشكل يومي. وفي أعقاب أسابيع من الهدوء الذي ساد الأسواق، ندعو الجميع للاستعداد لبعض التحركات الكبيرة التي ستشهدها الأسواق مع دخولنا للشهر الأخير من العام.
الإفصاح: إكسينيتي الشرق الأوسط المحدودة شركة محدودة بالأسهم تأسّست وفقاً لقوانين سوق أبوظبي العالمي (ADGM) ومُسجلة بموجبها تحت الرقم 000004692. وعنوانها المسجل في 16-104، الطابق 16، برج الختم، مربعة سوق أبوظبي العالمي، جزيرة الماريه، أبوظبي، دولة الإمارات. حصلت إكسينيتي الشرق الأوسط المحدودة على الموافقات التنظيمية والرخص من قبل هيئة تنظيم الخدمات المالية في سوق أبوظبي العالمي، وذلك بموجب تصريح الخدمات المالية رقم 200015. وتُعد الشركة مرخصة حسب الأصول كشركة من الفئة 3 إي لتقديم المنتجات والخدمات المالية للأفراد الذين يستوفون مجموعة محددة من المعايير المطلوبة للعملاء المهنيين على النحو المُحدد في القواعد الخاصة بهيئة تنظيم الخدمات المالية. تستهدف الخدمات المالية المقترحة و/أو المواد التسويقية المقدمة أو المنتجات الخاضعة للترويج أو المعلومات المقدمة العملاء المتخصصين حصرياً، ولا يجوز توزيعها على العملاء الأفراد الحاليين أو المحتملين (على النحو المحدد في قواعد هيئة تنظيم الخدمات المالية).
تحذير بخصوص المخاطر: تنطوي أنشطة تداول الأدوات المالية على مخاطر كبيرة ويمكن أن تؤدي إلى خسارة رأس المال المُستثمر. يجب الامتناع عن استثمار مبالغ تفوق قدرتكم على تحمّل الخسائر، كما لا بد من التأكد من فهمكم الكامل للمخاطر التي تنطوي عليها هذه الأنشطة. قد لا يكون تداول منتجات محددة مناسباً لجميع المستثمرين. تقع على عاتق العميل مسؤولية التأكد مما إذا كان مسموحاً له / لها باستخدام الخدمات المقدمة من قبل إكسينيتي الشرق الأوسط المحدودة بناءً على المتطلبات القانونية في بلد إقامته / إقامتها.
بيان إخلاء مسؤولية:بنيت هذه المقالة على آراء وأفكار شخصية. ولا يُمكن بأي حال من الأحوال اعتبار محتوى المقالة على أنه نصائح استثمارية و/أو دعوة لإجراء أي صفقات. ولا ينبغي تفسيرها على أنها إلزام بشراء الخدمات الاستثمارية، ولا تضمن أو تتنبأ بالأداء المستقبلي. لا تضمن إكسينيتي ولا أي من شركائها أو وكلائها أو مديريها أو موظفيها أو مسؤوليها دقة أو صحة أو ملاءمة أو تمام أي من الأفكار أو المعلومات الواردة في هذا المقال، ولا تتحمل أية مسؤولية عن أية خسائر قد تنجم عن قرارات الاستثمار التي يتم اتخاذها من قبل أي مستخدم بناء على هذه المعلومات.