دبي، بيزنس نيوز: أكد المشاركون في الجلسة الحوارية التي حملت عنوان “السياسات الوطنية للغة العربية”، أهمية العمل المشترك لتطوير استراتيجيات وسياسات تحقق نتائج عملية في تمكين اللغة العربية لغة قابلة للتجدد ومواكبة لمتطلبات العصر.
كما بين المشاركون إمكانات اللغة العربية وقابليتها لترسيخ مكانتها العالمية، وتخطي العقبات ومواجهة التحديات التي تفرض عليها نتيجة تسارع المتغيرات التي تشهدها جميع القطاعات وتترك تأثيراتها المصيرية على اللغة العربية، والذي يتطلب معه العمل لإيجاد الحلول المبتكرة والملموسة التي تعود بنتائج إيجابية وتمكن من استشراف مستقبل اللغة العربية وتعزيز قدراتها في أن تفرض حضورها لغة للعلم والمعرفة والتواصل الحضاري.
تحدث في الجلسة كل من معالي الدكتور سالم بن محمد المالك، مدير عام منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وسعادة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد أبانمي، مستشار مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وسعادة الدكتور كامل العبد الجليل، أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، وسعادة السفير خالد فتح الرحمن، المشرف على قطاع الشراكات والتعاون الدولي مدير إدارة الحوار الحضاري بالإيسيسكو.
وقال معالي الدكتور سالم بن محمد المالك: “إنه من الواجب علينا كمهتمين ومتخصصين باللغة العربية اعتماد سياسة لغوية للوصول بها إلى العالمية واستشراف مستقبلها؛ فنحن متأخرون على نحو كبير بجوانب عديدة كالترجمة وصناعة المحتوى الجديد، ولذلك يتوجب أن نعمل جميعًا على ترسيخ الهوية العربية في مجتمعاتنا وتعزيزها لدى جيل الشباب القادم”.
وأشار سعادة الدكتور علي بن تميم: “إن التحديات التي تواجه اللغة العربية ليست بسبب عدم قدرتها على مواكبة التطورات التي تحدث في العالم، بل التحدي الرئيس الذي يواجه اللغة العربية هي عدم القدرة على التفاعل والانفتاح على الثقافات الأخرى، والذي يعد نتيجة لعدم وجود سياسات تأتي بنتائج فعلية تدعم اللغة وتقويها وتعزز اندماجها بالثقافات الأخرى، ومن هنا تبرز أهمية دعم اللغة العربية لتكون لغة عالمية”.
وقال سعادة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد أبانمي: “إن الوضع الحالي للغة العربية هو بسبب سوء التواصل من مجتمعنا العربي فلم تتوفر لدينا الإمكانيات الكافية لمواجهة التطور الحاصل في العالم وتحديث سياساتنا اللغوية، وما علينا فعله لتخطي التحديات التي نواجها هو التخطيط اللغوي وهو قائم على تعديل التوجهات كاملة لتدعم اللغة العربية”.
فيما قال سعادة الدكتور كامل العبد الجليل: “إن علينا تشجيع البيئات الشبابية التي تولد أجيالًا قادرة على حمل مسؤولية اللغة العربية على أكتافهم والانطلاق بها واستشراف المستقبل اللغوي، فما نملكه هي ثروة علينا الحفاظ عليها والاستثمار بها ولغتنا ليست الملامة على ما يحدث بها إنما جهودنا تجاهها”.
كما قال سعادة خالد فتح الرحمن: “إن من أهم التحديات التي تواجهنا هي في عدم وجود مراصد لغوية قادرة على التخطيط والتقويم والقدرة على استشراف المستقبل اللغوي للعالم التي بدورها ستساعدنا على التشارك وفهم ثقافاته المختلفة، ولذلك علينا البدء بالعمل على بناء تلك المراصد التي ستعمل بتناغم على وضع سياسات تقوم اللغة العربية وتعود بها إلى واجهة لغات العالم “.