· “الميتافيرس” و”انترنت الفضاء ” والسيارات الكهربائية الأعلى استثماراً
· احتدام المنافسة بين أمريكا والصين لتصدير التقنيات المتقدمة إلى العالم
الإمارات العربية المتحدة، 21 يناير 2023: يتعاظم دور عدد من التقنيات المتطورة عالمياً ، فيما تواصل شبكات الجيل الخامس والابتكارات المرتبطة بها تصدر مشهد الصراع التقني بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين خلال 2023، في ظل تزايد تأثير قطاع الاتصالات والتقنية الاقتصادي على مستوى العالم، والذي بات من أهم القطاعات مساهمة في إجمالي الناتج ومؤشراً هاماً على تطور الدول.
ومع بدء تطوير شبكات الجيل السادس للاتصالات تبقى شبكات الجيل الخامس للاتصالات والميتافيرس وانترنت الفضاء والذكاء الاصطناعي والروبوتات والتطور المضطرد بصناعة السيارات الكهربائية ضمن أولويات دول العالم المتقدم العام الجاري .
وأشار تحليل أجراه مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” ومقره أبوظبي، إلى أن أبرز ملامح تطورات قطاعي الاتصالات والتقنيات المتوقع التي يتزايد دورها وتأثيرها العالمي خلال 2023؛ سيكون على النحو التالي:
شبكات الجيل الخامس: ترتبط تكنولوجيا الاتصال مصيرياً بشبكات إنترنت الجيل الخامس التي تفوق سرعتها شبكات الجيل الرابع بنحو 100 مرة؛ ومن المتوقع أن يتخطى عدد مشتركي تلك الشبكات عالمياً إلى نحو 1.5 مليار مشترك 2023 و نحو 5 مليارات مشترك 2028، بما يعادل نحو 55% من إجمالي عدد مشتركي شبكات الاتصالات عالمياً.
الاستخدام الفعلي لشرائح وحدات هوية المشترك الإلكتروني (eSIM): سيشهد العام الجاري طفرة على صعيد انتشار شرائح وحدات هوية المشترك الإلكترونية (eSIM)،وتأثيرها الكبير على صناعة الهواتف الذكية؛ والتي تعني أن المستخدم يستطيع اختيار الرقم وتغييره وتغيير مزود خدمات الاتصالات من خلال الإعدادات وكذلك إضافة أكثر من رقم عليها دون الحاجة إلى استبدال شريحة الاتصال على هاتفه.
إنترنت الفضاء: وحظي إنترنت الفضاء بدفعة كبرى، عبر إطلاق العديد من الشركات العالمية عشرات الآلاف من الأقمار الصناعية لتوفير تغطية إنترنت عريضة النطاق، وهو الزخم الذي من المتوقع أن يزداد العام الجاري، والتي سيمكن من نقل كميات كبيرة من المعلومات بسرعة إلى أي نقطة على الأرض.
الذكاء الاصطناعي: يتنامي الاعتماد على هذه التقنيات، لا سيما في مجال المحتوى المرئي، بجانب الروبوتات الشبيهة بالبشر، دون إحلال الذكاء الاصطناعي محل البشر بل تمكين القوى العاملة من أداء وظائفها على نحو أفضل.
الميتافيرس: ومع تنامي الاعتقاد بأن تلك التقنية قد تصبح هي مستقبل الإنترنت، ستتخطى الاستثمارات الدولية في تلك التقنية في العام الجاري حاجز الـ 150 مليار دولار، ليصل حجم التجارة الإلكترونية في “الميتافيرس” إلى نحو 2.6 تريليون دولار بحلول 2030 كما يتراوح السوق ،على اختلاف الصناعات المرتبطة به، بين 8 و13 تريليون دولار بحلول العام ذاته.
الحوسبة الكمومية: تستخدم هذه التقنيات الجسيمات دون الذرية لإنشاء طرق جديدة لمعالجة المعلومات وتخزينها، على نطاق واسع؛ وتُعد قفزة تكنولوجية تفوق في سرعتها المعالجات التقليدية بتريليون مرة؛ لذلك تتزايد أهمية مراقبة الاستثمارات الدولية في هذا المجال؛ حيث تضخ دول مثل أمريكا وبريطانيا والصين وروسيا مليارات الدولارات لتطويرها، لا سيما مع تعدد مجالات استخدامه في الزراعة والتغذية والطاقة وصناعة السيارات الكهربائية والأدوية وغيرها.
التوائم الرقمية: تتجاوز تقنية “التوأمة الرقمية” (Digital Twin): تطبيقاتها الأصلية ذات الصلة بالمنتجات الصناعية، ومحاكاة وتحليل البنية التحتية، ويمكن من خلال تلك التقنية إنشاء نسخة افتراضية طبق الأصل من منتجات الشركات لتحليلها وتحسينها.
السيارات الكهربائية: تشهد تلك الصناعة، احتدام المنافسة قبل شركات منافسة لـ “تيسلا” وفي مقدمتها “كيا” و”جنرال موتورز” وغيرها.
منافسة دولية محتدمة
وذكر تحليل “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” أنه مع احتدام الصراع العالمي على شبكات الجيل الخامس؛ بدأ السباق على شبكات الجيل السادس مبكراً، لا سيما مع سرعته الفائقة وإمكانياته الهائلة والتنافس بين الصين وأمريكا للفوز بالسبق العالمي فيه.
وتعكس التطورات التكنولوجية خلال 2023 تنامي حجم وقوة وتأثير عمالقة التكنولوجيا، وخاصةً في ظل حجمها الاقتصادي المتنامي وضخامة ميزانياتها واستحواذها على عدد كبير من الشركات الناشئة والمتوسطة، واستخدامها كميات هائلة من بيانات المستخدمين، وعظم سيطرتها على الأسواق الجديدة.
ومن المتوقع أن يشهد القطاع التكنولوجي معدلات تضخم قياسية، وانخفاضاً في أسعار الأسهم، وهو ما يعني انخفاض الإيرادات والأرباح وتقويض دورة الأعمال بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية للمستهلكين وفي المقابل، فإن من المتوقع أن تسهم التطورات التكنولوجية في مجملها في مساعدة الاقتصاد العالمي على التعافي.
وتعكس التطورات التكنولوجية المتوقعة 2023 هيمنة العلامات التجارية الأمريكية والأوروبية على الأسواق التكنولوجية، فيما تسعى الصين إلى اقتحام سوق السيارات الكهربائية وامتلاك الريادة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية.