الإمارات العربية المتحدة، 18 فبراير 2023:
تواجه الشركات الناشئة عالمياً صعوبات وتحديات كبيرة خلال العام الجاري، تتمثل أبرزها في الأزمات الاقتصادية الناجمة عن تحديات التضخم والأزمات والتوترات الدولية، بالإضافة إلى تحديات :التمويل والمنافسة والإجراءات القانونية الضاغطة وغيرها من التحديات التقليدية، بعدما كانت تمثل هذه الشركات الجانب الابتكاري للأعمال مقابل الشركات التقليدية ووجهة مفضلة لملايين من الشباب الباحثين عن وظائف خارج الإطار الحكومي والشركات الكبرى المتكدسة بالموظفين.
وتؤكد دراسة أجراها مركز “انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية”، ومقره أبوظبي أنه وفي ظل عالم تتسارع فيه التطورات التكنولوجية، وتتعاظم فيه التحديات الاقتصادية الناجمة بفعل التوترات الجيوسياسية، يصبح الاعتماد على الأعمال التقليدية لدى الكثيرين حلاً غير فعال وأن ثمة احتياجاً مُلحاً إلى إنشاء مشروع ناشئ مرتبط باهتمام الشخص ويُدر له الربح.
ويتلاقى هذا الاتجاه بشكل كبير مع سعي الحكومات حول العالم نحو دعم الشباب والخريجين وتشجيع مشروعاتهم الناشئة؛ لما يتيحه ذلك من فرص اقتصادية واجتماعية كبيرة، كتقليص معدلات البطالة وخلق وظائف جديدة بعيداً عن القطاع الحكومي المتخم بالموظفين، فضلاً عن تعزيز الناتج الوطني الإجمالي للدولة.
وذكرت الدراسة أن التوجه الحكومي العالمي تجاه مساندة ودعم الشركات الناشئة بات توجهاً راسخاً خلال السنوات الماضية وسيواصل مساره عالمياً في الوقت الذي يصل فيه عدد الشركات الناشئة حول العالم إلى نحو 150 مليون شركة حالياً.
تحديات مصيرية
وأجملت الدراسة عدداً من التحديات المصيرية التي تُواجِه الشركات الناشئة وتحدد مدى قدرتها على الاستمرار وإثبات وجودها ضمن سوق شديد التنافسية للحصول على عقود أعمال أو الفوز بالمناقصات أو اكتساب العملاء الجدد دون رصيد أعمال أو خبرة سابقة وغيرها من المعايير اللازمة للفوز بالعقود والأعمال.
ومن أهم هذه التحديات: المنافسة الشرسة لاسيما مع الشركات الكبرى ومدى القدرة على تحقيق شراكات ناجحة من حيث صعوبات العثور على شركاء جديرين بالثقة، وأن أحد أهم التحديات التي تواجها الشركات الناشئة تتمثل كذلك في مخاطر استدامة التمويل للقدرة على الاستمرار إضافة إلى مخاطر توافر السيولة وإدارتها بصورة صحيحة ، كما تواجه الشركات إشكالية البيئة القانونية المتمثلة في فرض العديد من الشروط التي تُقيِّد عمل المشروع وتحمله مصروفات إدارية وتراخيص وإجراءات مُكبِّلة من شأنها تقييد نطاق عمله.
وأشارت الدراسة كذلك إلى تحدي تهديدات الأمن السيبراني المتصاعدة ، الذي يجعل الشركات الناشئة النشطة عبر الإنترنت عرضة لتهديدات معلوماتية دائمة ، بالإضافة إلى التحدي الكبير المتمثل في كسب ثقة العملاء والتي بدونها لن تتمكن الشركة الناشئة من النجاح والتوسع وإحراز تقدم .
إدارة إبداعية
وانطلاقاً من كون الإدارة هي السبب الرئيسي في إنجاح المشروع الناشئ أو إفشاله، أكدت الدراسة على ضرورة قيام صاحب المشروع بتبني أفكار إدارية إبداعية تتيح له تنمية فرص إنجاح المشروع ومن بينها: إدارة وتوليد الأفكار الجديدة و التخطيط الجيد قبل البدء في المشروع و فَهْم حاجة السوق إلى المنتج أو الخدمة والتسويق الفعَّال له والتغلب على أي فجوات في المعرفة والمهارات و الإدارة المالية والتخطيط المالي السليم.
فرص ممكنة
وأشارت الدراسة إلى أنه وبالرغم من المشكلات التي واجهتها بعض الشركات الناشئة خلال السنوات الأخيرة بفعل الأزمات الاقتصادية التي مرت بها العديد من الدول، فإن ثمة فرصاً لا تزال متاحة أمام هذه الشركات لتطوير حضورها.
فرص متاحة
وأكدت دراسة “انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” على انه وفي ظل العصر الرقمي الذي نعايشه، فإن هناك أفكاراً يمكن أن تكون مناسبة للمشروعات الناشئة خلال عام 2023، في بعض الفرص مثل: البيع عبر الإنترنت و تأسيس مركز تعليم عن بعد وإقامة مركز لتقديم استشارات وإنشاء علامة تجارية خاصة وتسويقها عبر الإنترنت و الانخراط في أعمال صناعة المحتوى والنشر وإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية وتقديم استشارات ودورات تدريبية حول توظيف الذكاء الاصطناعي.