ازدياد عدد الكوارث الناجمة عن رداءة الطقس أو المناخ على نحو كبير على مدى السنوات الخمسين الماضية
وفقا للأمم المتحدة، فإن طبقة الأوزون التي هي جزء من الغلاف الجوي للأرض في طريقها للالتئام خلال أربعة عقود.
هذا التقدم هو نتيجة عقود من التعاون الدولي للتخلص التدريجي من المواد الكيميائية الضارة التي تستنفد طبقة الأوزون.
تعد طبقة الأوزون ومشكلة استنزافها من أهم المشكلات البيئية، التي تهدد كوكب الأرض وسكانه، لأن هذا الاستنزاف أو التآكل يسمح بتسريب جزء كبير من الأشعة الضارة للأرض، مما ينعكس سلباً على الإنسان والحيوان.
حيث ازداد عدد الكوارث الناجمة عن رداءة الطقس أو المناخ على نحو كبير على مدى السنوات الخمسين الماضية وتسبب في مزيد من الأضرار لكن عدد الوفيات تراجع بفضل تحسن أنظمة الإنذار، وفق ما أفاد تقرير عرضته الأمم المتحدة 01 سبتمبر 2021.
وبناء على أطلس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الذي يحصي عدد الوفيات والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الظواهر الجوية والمناخية والهيدرولوجية الشديدة من 1970 إلى 2019، فقد تضاعفت هذه الكوارث خمس مرات خلال هذه الفترة.
وقال الأمين العام للمنظمة الأممية بيتيري تالاس في بيان صحافي “إن عدد الظواهر القصوى الجوية والمناخية والهيدرولوجية آخذة في الازدياد. ونتيجة لتغير المناخ، ستصبح أكثر تكرارا وأكثر عنفا في أجزاء كثيرة من العالم”.
فقد رُصدت في الإجمال أكثر من 11000 كارثة منسوبة إلى هذه الظواهر على مدار العقود الخمسة الماضية في كل أنحاء العالم، ما تسبب في أكثر من مليوني وفاة وفي أضرار مادية بلغت 3640 مليار دولار.
وإعصار ايدا الذي ضرب أخيرا لويزيانا وميسيسيبي، هو حالة نموذجية. وبحسب تالاس، يمكن أن يكون هذا الإعصار الكارثة المناخية الاكثر كلفة في التاريخ متجاوزا إعصار كاترينا الذي أغرق نيو أورلينز عام 2005 مخلفا أضرارا بقيمة 163,6 مليار دولار، لكنه تسبب فقط في حفنة من الوفيات وفقا لتقييم أولي.
وقالت رئيسة مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث مامي ميزوتوري “ما أحدث الفرق هذه المرة” هو الوقاية، مشيرة إلى أنه بعد كاترينا، استثمرت نيو أورلينز 14,5 مليار دولار في أنظمة التحكم في الفيضانات والسدود.
– كارثة واحدة يوميا –
وفي المتوسط، سُجلت كارثة واحدة يوميًا على مدار الخمسين عامًا الماضية، مما أدى يوميًا إلى وفاة 115 شخصًا وخلف أضرارًا يبلغ مجموعها 202 مليون دولار.
وسُجلت أكثر من 91% من هذه الوفيات في البلدان النامية. وكان الجفاف مسؤولاً عن أكبر الخسائر في الأرواح في الخمسين عامًا الماضية إذ خلف نحو 650 ألف وفاة، تليه العواصف (أكثر من 577 ألف قتيل) والفيضانات (58700 قتيل) ودرجات الحرارة القصوى (زهاء 56 ألف وفاة).
ولكن أدى تحسين أنظمة الإنذار المبكر وإدارة الكوارث إلى انخفاض كبير في عدد الوفيات. فقد انخفض عدد القتلى من أكثر من 50 ألف شخص سنويًا في السبعينات إلى أقل من 20 ألفًا في عام 2010.
وقال تالاس “نحن ببساطة مجهزون على نحو أفضل من أي وقت مضى لإنقاذ الأرواح”.
ولكن ما زال ينبغي بذل المزيد من الجهود إذ لا يملك سوى نصف أعضاء المنظمة البالغ عددهم 193 عضوا أنظمة إنذار مبكر متعددة الأخطار.
كذلك، دعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى تحسين شبكات الأرصاد الجوية والهيدرولوجية في إفريقيا وأجزاء من أميركا الجنوبية ودول جزر المحيط الهادئ والبحر الكاريبي.
خسائر اقتصادية
أما بالنسبة للخسائر الاقتصادية، فقد قفزت من متوسط 49 مليون دولار يوميًا في السبعينات إلى 383 مليون دولار يوميًا من 2010 إلى 2019. وكانت العواصف السبب الأكثر شيوعًا للتسبب بأضرار في الممتلكات وهي مسؤولة عن أكبر الخسائر الاقتصادية في العالم، وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وقعت سبع من الكوارث العشر الأكثر تكلفة في الخمسين عامًا الماضية ابتداء من عام 2005 وبينها ثلاث في عام 2017 وحده: وهي أعاصير هارفي (الذي تسبب في أضرار بنحو 97 مليار دولار) ، وماريا (ما يقرب من 70 مليار دولار) وإيرما (ما يقرب من 60 مليار دولار).
إجراءات دولية للحد من تآكل الأوزون
قال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، في بيان صدر في 9 كانون الثاني/يناير: “إن الإجراءات التي اتُخذت بشأن الأوزون تمثل سابقة للعمل المناخي. فنجاحنا في التخلص التدريجي من المواد الكيميائية التي تسبب تآكل طبقة الأوزون يوضح لنا ما يمكن وما يجب القيام به – على سبيل الاستعجال – للانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وتقليل غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، وبالتالي الحدّ من زيادة درجة الحرارة “.
اتخاذ المزيد من الخطوات
من جهتها، تتخذ الولايات المتحدة خطوات إضافية لمعالجة الآثار الضارة لبعض الغازات في طبقة الغلاف الجوي العليا للأرض من خلال التصديق على تعديل كيغالي لبروتوكول مونتريال، الذي دخل حيز التنفيذ في الولايات المتحدة في 29 كانون الثاني/يناير.
يدعو تعديل كيغالي إلى خفض إنتاج واستهلاك مركبات الكربون الهيدروفلورية، وهي غازات دفيئة أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون وغالبًا ما تستخدم في البخاخات والمنتجات الرغوية والتبريد وتكييف الهواء.
وبصفتها الدولة رقم 140 التي تصدّق على التعديل، تساهم الولايات المتحدة في الجهود العالمية لتجنب ما يصل إلى نصف درجة مئوية من ارتفاع درجات الحرارة العالمية هذا القرن. كما سيجد البلد أيضًا بدائل لمركبات الكربون الهيدروفلورية من خلال الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة ووظائف التصنيع.
قال الرئيس بايدن في 21 أيلول/سبتمبر 2022، بعد أن صوّت مجلس الشيوخ بالموافقة على التعديل: “لقد عادت الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات لتقود مكافحة تغير المناخ. ومع انضمام المزيد من الدول إلى الولايات المتحدة في التصديق على هذا التعديل، يمكننا منع ما يصل إلى نصف درجة مئوية من الاحترار في هذا القرن، وهي مساهمة كبيرة في مكافحة تغير المناخ وحماية المجتمعات من التأثيرات الأكثر تطرفا.”
ما هي طبقة الاوزون؟
لاحظ العلماء لأول مرة أن الأوزون – وهو غاز عديم الرائحة وعديم اللون يمتص الأشعة فوق البنفسجية من الشمس – كان يختفي من طبقة الغلاف الجوي العليا للأرض في عام 1985 عندما تم اكتشاف ثقب كبير في طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية. وسرعان ما اكتشفوا أن المواد الكيميائية المصنعة، مثل مركبات الكربون الكلوروفلورية المنبعثة من البخاخات والثلاجات، تسبب النضوب – ليس فقط في القارة ولكن في أجزاء أخرى من العالم أيضًا.
وبسبب الانزعاج من هذا الاكتشاف، تبنى المجتمع الدولي بروتوكول مونتريال في عام 1987، الذي ألغى إنتاج واستهلاك مركبات الكربون الكلوروفلورية وغيرها من المواد المستنفِدة للأوزون. وقد تم تعديل البروتوكول عدة مرات للتخلص التدريجي من المواد الإضافية المستنفِدة للأوزون. انضمت جميع الدول الـ 197 إلى الاتفاقية، مما جعلها أول معاهدة للأمم المتحدة يتم التصديق عليها عالميًا.
إن الإجراءات التي اتخذها المجتمع الدولي تعني أنه من المتوقع الآن أن يلتئم الأوزون بحلول:
- عام 2066 فوق القطب الجنوبي.
- عام 2045 فوق القطب الشمالي.
- عام 2040 حول بقية العالم.
المصدر: وكالات، ShareAmerica