الدوحة، قطر، 19 مارس 2023 – تقدم متاحف قطر معرض «الصحراء تعانق الخيال»، وهو معرض جديد صممه أولافور إلياسون خصيصًا لموقع صحراوي خارج منطقة الذخيرة ولصالات العرض داخل متحف قطر الوطني في الدوحة. سيفتح المعرض أبوابه للزوار بدءاً من 19 مارس وحتى 15 أغسطس 2023. يتضمن المعرض سلسلة من الأعمال الفنية التي يقدمها الفنان خصيصاً لتلك المواقع الجديدة، وذلك استكمالاً لرحلة استكشاف اهتمامات الفنان بالأضواء والألوان والدراسات الهندسية والوعي بالبيئة والعلاقات بين الكائنات الأخرى غير البشر. ويأتي هذا المعرض في إطار مبادرة قطر تُبدع، وهي حركة ثقافية وطنية على مدار العام ترعى وتروج وتحتفي بتنوع الأنشطة الثقافية في قطر.
وقالت الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر: “معرض «الصحراء تعانق الخيال» يُصور مدى تأثير الفن وقدرته على حل المشاكل، ويشمل ذلك أعمال الفنان الجديدة المنصوبة في الصحراء القطرية التي تفتح باباً للحوار حول البيئة، أحد أشد المواضيع أهمية في عصرنا الحالي، في سياق مشاهد بلدنا الطبيعية. ينفرد هذا المعرض بأسلوب عرض أعماله الفنية، التي تتواجد داخل متحف قطر الوطني وخارجه في الوقت ذاته، ويُقدم برهاناً على أن الفن غير منحصر في صالات العرض، وإنما متواجد حولنا في كل مكان يلهمنا ويثقفنا.”
وعلَّق أولافور إلياسون قائلاً: “إنها لفرصة رائعة أن أقدم أعمال فنية للسبخة الواقعة بالقرب من غابة القرم في منطقة الذخيرة. الشمس، والرياح، ومياه البحيرة المالحة –جميعها عناصر ساهمت في إنتاج الأعمال الفنية التي سيشاهدها الزوار هنا. آمل أن تدفع الأعمال الفنية بدورها الزوار لاستشعار المحيط الطبيعي والعلاقة التعاضدية بين الإنسان والطبيعة في إنتاج الأعمال الفنية. يتمثل الجزء الآخر من معرضي في متحف قطر الوطني، في الأفكار والممارسات المتجسدة منذ أكثر من 25 عاماً من مسيرتي المهنية كفنان. يثري الموقعان الطبيعيان الثقافيان بعضهما البعض – ومعاً يشكلان «الصحراء تعانق الخيال».”
ويتألف العمل الفني الصحراوي المكون من اثني عشر جناحاً مؤقتاً، والواقع على بُعد 64 كيلومتراً شمال شرق الدوحة بالقرب من محمية الذخيرة، داخل سبخة، من أعمال فنية مختلفة في شكل تجارب تستغل العناصر الطبيعية للمنطقة كأشعة الشمس والرياح والمياه.
تستكشف الأجنحة الثلاثة الأولى في المنطقة الخارجية الظواهر البصرية، مستفيدةً من قوس القزح والظلال والمرايا لخلق تأثيرات ساحرة، بينما تستكشف الأجنحة من الجناح الخامس إلى السابع عناصر السبخة لإنتاج أعمال فنية تُعرض لاحقاً في متحف قطر الوطني. أما الأجنحة الثلاثة الأخيرة فتضع هذه البيئة في تناغم مع الأعمال الأخرى، باستخدام مواد مثل الطين الجليدي من آيسلندا. ومن بين المشاريع التي تحتضنها الأجنحة الصحراوية الاثنا عشر ما يلي:
- قوس قزح، 11 موشوراً ضوئياً مرتباً على طول الجزء العلوي من كرة عاكسة وفقاً لمسار الشمس في منطقة الذخيرة، وتنحني هذه المواشير وتكسر ضوء النهار، وفي أوقات مختلفة من العام تُشكل قوس قزح في دائرة مكتملة.
- مرصد رسومات ملح البحر – لوحتان دائريتان على قماش – واحدة بيضاء والأخرى سوداء – تدوران ببطء بواسطة المحركات، حيث تتقطّر المياه، ممزوجة بأصباغ سوداء وبيضاء على التوالي على الأسطح الدوارة. تتسبب الرياح في تحرك أداة الرسم على سطح الصفحة المقلوبة، تاركةً علامات متموجة على السطح. ثم تُعرض الرسوم، وهي صور لأحوال الطقس في الموقع، بشكل دوري في متحف قطر الوطني.
- مبخرة شمسية، كرة زجاجية واحدة تشعل مجموعة مختارة من العطور التي تُعرف بها دولة قطر ودول المنطقة – العود والمسك والعنبر وغيرها – كل منها يحترق لمدة ساعة واحدة بالضبط، بفعل أشعة الشمس، وتعمل المبخرة كساعة تشير إلى أوقات اليوم بروائح متنوعة.
- حديقة حجر السبج، يبرُز حجر السبج الأسود اللامع في هذا الجناح والمستوحى من نزهات إلياسون عبر الحقول البركانية في مرتفعات أيسلندا في تباينٍ واضح مع الأرض الرملية، يظهر وكأنه ينبثق من تحت رمال الصحراء.
عمل إلياسون ومتاحف قطر مع خبير بيئي لإجراء مسح شامل للموقع بالقرب من الذخيرة من أجل ضمان حماية النباتات المحلية والكائنات التي تعيش في المنطقة مثل الثعلب الأحمر العربي.
تدعو مجموعة الأعمال الفنية الموسَّعة داخل متحف قطر الوطن، والتي تعود لفترات مختلفة من مسيرة الفنان المهنية، الزوار لإيجاد رابط يربطهم بالأعمال الضوئية المديدة، والدراسات الهندسية المعقدة، وسلسلة الصور من آيسلندا، والألوان المائية، والأجهزة البصرية، والخريطة البحثية الكبيرة.
تشمل الأعمال المعروضة في متحف قطر الوطني ما يلي:
- المنارة الحية، 2023 يتألف من نطاقات عريضة من الضوء الملون تمتد عبر جدران غرفة دائرية، وتضع الزوار في تركيبات ضوئية نابضة بالحياة ومتغيرة باستمرار.
- خارطة البحث، 2019، جدار مرن وكبير يرسم الأبحاث والأفكار التي ألهمت إلياسون واستوديوه في السنوات الأخيرة. يمكن النظر إلى الخريطة على أنها مساحة صغير لسرد القصص، حيث يتناغم فيها محتوى يبدو غير مترابط بجانب بعضها البعض ليخلق معاني جديدة.
- سلسلة التصوير الفوتوغرافي التي تصور المناظر الطبيعية لآيسلندا – من ضمنها سلسلة ذوبان الأنهار الجليدية، 1999/2019، سلسلة الكهف الداخلي، 1998، وسلسلة الأفق، 2022 – اختارها الفنان مع أخذ المناظر الطبيعية في قطر بعين الاعتبار.
- الأعمال الفنية التي تم إنشاؤها بواسطة آلات الرسم والطلاء المثبتة في الخارج بالقرب من غابة القرم بالذخيرة.
يأتي معرض «الصحراء تعانق الخيال» عقب كشف متاحف قطر في أكتوبر 2022 عن عمل إلياسون في ساحة خارجية، تم تكليفه به ليُنصب في الصحراء بالقرب من موقع عين محمد التراثي في شمال قطر. يواصل العمل الفني «سفر الظلال في بحر النهار» (2022) مسيرة استكشاف الفنان الآيسلندي الدنماركي الطويلة في التفاعل بين الإدراك البشري والطبيعة.
يوثق فيلم من جزأين أنتجته شركة تايغرليلي برودكشن لاستوديو أولافور إلياسون ومتاحف قطر، تطور عمل الفنان «سفر الظلال في بحر النهار» ومعرضه «الصحراء تعانق الخيال». سيُعرض فيلم «سفر الظلال في بحر النهار» في مكتبة محمد جاسم الخليفي في متحف قطر الوطني، إلى جانب قاعة قراءة خاصة مكرّسة لإلياسون، والتي تضم مجموعة واسعة من الكتالوجات التي تتضمن أعمال الفنان، بدءاً من معرضه الفردي الأول في التسعينيات وحتى الآن. سيتم الإعلان عن العرض الأول للفيلم المتعلق بمعرض «الصحراء تعانق الخيال» خلال فترة المعرض.
سيتوفر كتاب ثري بالرسوم التوضيحية – يوثق المعرضَ وتطوره عبر الصور والرسومات التخطيطية للفنان – اعتباراً من نهاية فصل الصيف. سيوضِّح الكتاب سياق المعرض، مركِّزاً بشكل خاص على أعمال إلياسون الخاصة بالمواقع في الصحراء القطرية. وستثير الموضوعات التي يتناولها هذا الكتاب أسئلةً متعلقة بحالة الطوارئ المناخية العالمية، بما في ذلك حساسية البيئة، والمسؤولية تجاهها، والحاجة الماسة للتغيير. وسيكون الكتاب متاحاً باللغتين الإنجليزية والعربية.
لتعريف الجمهور بأحدث معرض لإلياسون، نُظمت جلستان نقاشيتان في متحف قطر الوطني. الأولى كانت حول المعرض وأدارها كل من الفنان إلياسون وسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، وممثلين من معهد الدوحة للأفلام، وأيادي الخير نحو آسيا، ومركز قطر للقيادات، وسعادة الشيخ فالح بن ناصر بن أحمد آل ثاني، وزير البيئة والتغير المناخي، والسيد غانم الغانم، الرئيس التنفيذي لجاليري الحوش. تناولت الجلسة النقاشية متعددة التخصصات، السبل التي يسعى الفن والثقافة من خلالها إلى إحداث تغيير إيجابي في مواجهة أزمة المناخ الطارئة.
الجلسة النقاشية الثانية كانت تحت عنوان “الفن والبيئة: وعي وعمل” أدارها الفنان إلياسون والسيد محمد عمر البدر من إدارة التغير المناخي بوزارة البيئة والتغير المناخي. و د. أسبا تشاتزيفثيميو، خبير بيئي ومستشار بيئي في متحف قطر الوطني؛ والسيدة ريم السهلاوي، المديرة المشاركة لحركة الشباب العربي للمناخ؛ ونيما غيتيري، كاتبة وفنانة ومنظرة شعبية من الولايات المتحدة الأمريكية / كينيا، وقد تمحورت الجلسة حول علاقتنا مع البيئات الطبيعية في سياق حالة الطوارئ المناخية، وتناولت الطرق المعقدة التي يمكننا من خلالها الاستماع والاستجابة لاحتياجات الكثيرين – البشر والكائنات الأخرى والطبيعة على حد سواء.