التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي يثير العديد من التحديات والتساؤلات، بما في ذلك تأثيره على سوق العمل والاقتصاد، وتطويره بشكل أخلاقي ومسؤول، والتحكم فيه وتوجيهه نحو تحقيق الفوائد الكاملة للإنسانية حيث برز مؤخراً اختلاف الاراء بين مؤيد له وبين معارض حيث طفا على أبرز عمالقة التكنولوجيا في العالم بيل جيتس وألون ماسك تباين في وجهات النظر حول الموضوع . علماً أن الذكاء الاصطناعي (AI) هو فرع من العلوم الحاسوبية التي تهدف إلى تطوير أنظمة تستطيع التعلم واتخاذ القرارات بشكل ذاتي، مماثلة للطريقة التي يتعلم بها الإنسان. يعتمد الذكاء الاصطناعي على استخدام البيانات والخوارزميات والنماذج الرياضية وغيرها من الأدوات والتقنيات الحاسوبية للتعرف على الأنماط واستخلاص المعلومات من البيانات.
يستخدم الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات مثل التجارة والصناعة والطب والزراعة والسيارات والطاقة وغيرها، ويمكن أن يكون له تأثير كبير على المجتمع والاقتصاد والحياة اليومية.
وتتنوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تصميم الأنظمة الذاتية القائمة على القواعد والتعلم الآلي، ومنصات التحليل البياني والتعلم العميق، والتحكم الآلي في العمليات الصناعية، والذكاء الاصطناعي في الروبوتات والسيارات الذاتية القيادة، وتحسين تجربة المستخدم في الخدمات الإلكترونية والتجارة الإلكترونية.
بيل جيتس الذكاء الاصطناعي يعيد كتابة المستقبل
يعتبر بيل جيتس أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير هائل على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العمل والتعليم والصحة والزراعة والطاقة وغيرها. كما يعتبر أن الذكاء الاصطناعي سيحل العديد من المشكلات التي تواجه البشرية، مثل الفقر والمرض وتغير المناخ. ويحث على ضرورة توجيه الاهتمام والاستثمار في البحث والتطوير لتطوير التكنولوجيا اللازمة للتعامل مع التحديات المستقبلية. كما يرى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تغيير شامل في طريقة عمل المؤسسات والشركات، ويعتبر أنه سيساعد في تحسين الإنتاجية وزيادة الكفاءة في جميع المجالات.
ألون ماسك الذكاء الاصطناعي أكبر خطر على البشرية
بالمقابل فأن رائد الأعمال والمهندس الأمريكي الشهير ألون ماسك، يحذر من أن استخدام التكنولوجيا يجب أن يكون مسؤولاً، ويجب أن نتخذ التدابير اللازمة لحماية البيانات الخاصة والحفاظ على خصوصيتنا.
كما أطلق ماسك العديد من التحذيرات حول الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على المجتمع، حيث يرى أن الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدًا كبيرًا على المستوى العالمي، حيث يمكن أن يؤدي إلى تدمير البشرية. كما حذر من تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل غير مسؤول، حيث يمكن أن يتحول إلى سلاح قوي يستخدم ضد الإنسانية.
علاوة على أنه يعتبر الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدًا للوظائف البشرية، حيث يمكن أن يحل محل العمال في العديد من المجالات.
ودعى إلى تطوير معايير وقوانين للتحكم في استخدام التكنولوجيا الذكية والحفاظ على الأخلاق والقيم الإنسانية.
جيتس الذكاء الاصطناعي يعيد كتابة المستقبل
بدأ «جيتس» في تخيل كيف يمكن للذكاء الاصطناعى إعادة كتابة المستقبل، وفيما يلى بعض التغييرات التي يتوقعها وما يجب عليك فعله للاستعداد.. فإذا كان تنبؤ «جيتس» صحيحًا، فإن التساؤل عما إذا كنت تحتاج حقًا إلى الذكاء الاصطناعى من أجل إدارة عملك قد يكون مثل التساؤل قبل 20 عامًا عما إذا كنت تحتاج حقًا إلى موقع ويب، نعم أنت كذلك، ورجال الأعمال الذين يكتشفون ذلك عاجلًا ستكون لديهم ميزة عن أولئك الذين يكتشفونها لاحقًا.
وإحدى الطرق الكبيرة التي يغير بها الذكاء الاصطناعى كل شىء بالفعل هي قدرته على مساعدتنا جميعًا على العمل بكفاءة أكبر، وكتب «جيتس» أن العديد من المهام التي يتم التعامل معها حاليًا من قبل البشر، مثل التعامل مع المستندات والمحاسبة، كما سيتم استبدال بعض الوظائف التي تتطلب مهارات ميكانيكية أو مكتبية بأنظمة الذكاء الاصطناعي. ومن بين الوظائف التي يمكن أن تنقرض بسبب تقدم التكنولوجيا واستخدام الذكاء الاصطناعي:
- الأعمال الإدارية والسكرتارية: قد يتم استبدال السكرتيرة والمساعد الإداري بأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتحكم في جداول المواعيد وتوفر الرد على البريد الإلكتروني وإدارة الملفات.
- الخدمة العملاء: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم الردود الآلية على الاستفسارات الشائعة والتوجيهات، مما يعني أن بعض وظائف خدمة العملاء قد تصبح من الماضي.
- الأعمال الميكانيكية: من المرجح أن يحل الروبوتات والآلات المجهزة بالذكاء الاصطناعي محل الأعمال الميكانيكية التي تتطلب قوة بشرية كالحفر والحفاظ على المرافق.
- الأعمال المالية: قد يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الأرقام والمؤشرات الاقتصادية، مما يؤدي إلى تقليل حاجة الشركات للمحاسبين والمحللين الماليين.
- النقل والتوصيل: يمكن للروبوتات المزودة بالذكاء الاصطناعي توصيل الطرود والمنتجات بدلاً من السائقين.
وأحد التنبؤات المثيرة للاهتمام التي قدمها جيتس أنه بمرور الوقت سيكون لدينا ما يسميه «الوكيل الشخصى»، ويشرح «جيتس»: «فكر في الأمر كمساعد شخصى رقمى سيرى أحدث رسائل البريد الإلكترونى الخاصة بك، ويعرف الاجتماعات التي تحضرها، ويقرأ ما تقرأه»، وأولئك الذين يستخدمون Alexa أو Siri أو Google Assistant أو الثلاثة جميعًا لديهم بالفعل فكرة عن كيفية عمل ذلك، لكن ما يتصوره جيتس يجعل هؤلاء المساعدين يبدون بدائيون للغاية. ويقول «جيتس» إنه إذا نجح علماء الكمبيوتر في تطوير ذكاء اصطناعى، فقد تكون هذه الذكاءات قادرة على اختيار أهدافهم الخاصة، ولكن «ماذا ستكون هذه الأهداف؟ ماذا سيحدث إذا كانت تتعارض مع مصالح البشرية؟ هل يجب أن نحاول منع تطوير الذكاء الاصطناعى؟.
أبرز عباقر تطوير الذكاء الاصطناعي
برز العديد من عباقرة تطوير الذكاء الاصطناعي والذين قاموا بإحداث ثورة في هذا المجال وتطوير تقنيات جديدة. ومن بين أبرز هؤلاء العباقرة:
1- أندرو نغ: مؤسس مشروع Google Brain ومنظم بطولة ImageNet، وهو واحد من أهم الأسماء في مجال تعلم الآلة.
2- يوشوا بنجيو: مؤسس مجموعة التفاعلات الحاسوبية (Computer Vision Group) في جامعة نيويورك، ومسؤول عن تطوير خوارزميات تعلم الآلة والشبكات العصبونية العميقة.
3- ديميس حسابيس: مؤسس شركة Numenta، وهو معروف بعمله في مجال تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي، وخاصة في مجال الشبكات العصبونية.
4- جيف هينتون: مؤسس معهد الذكاء الاصطناعي في جامعة كارنيجي ميلون، ويعتبر أحد أبرز الأسماء في مجال تعلم الآلة وتطوير الروبوتات.
5- يوهانن فانج: مؤسس شركة DeepMind التي اشتهرت بتطوير AlphaGo، وهو معروف بعمله في مجال تعلم الآلة والشبكات العصبونية
وظائف الذكاء الاصطناعي
للذكاء الصناعي العديد من الوظائف الجديدة في مختلف المجالات. وهي تتلخص بالتالي:
1- مهندس معالجة اللغات الطبيعية: يعمل على تصميم وتطوير البرامج والتطبيقات التي تساعد في فهم وتحليل اللغة الطبيعية، مثل محركات البحث وتحليل النصوص.
2- مطور تطبيقات الروبوت: يعمل على تطوير البرامج والأجهزة اللازمة للروبوتات والأنظمة الذكية المتصلة بالإنترنت، مثل السيارات الذاتية القيادة والروبوتات الطبية.
3- خبير تحليل البيانات: يستخدم الذكاء الصناعي وتقنيات التعلم الآلي لتحليل البيانات واستخلاص المعلومات الهامة، ويتعامل مع كميات كبيرة من البيانات في مختلف المجالات.
4- مهندس أمن المعلومات: يستخدم الذكاء الصناعي لتحسين أمن البيانات والمعلومات، ويعمل على تطوير البرامج والأنظمة الأمنية لمنع الاختراقات والهجمات الإلكترونية.
5- مطور ألعاب فيديو: يستخدم الذكاء الصناعي وتقنيات التعلم الآلي لتحسين تجربة اللاعبين وتطوير ألعاب فيديو أكثر تفاعلية وذكاء.
6- مهندس تصميم الأجهزة: يعمل على تصميم وتطوير الأجهزة الذكية والأنظمة المتصلة بالإنترنت، ويستخدم الذكاء الصناعي لتحسين أدائها وخفض استهلاك الطاقة.
هذه مجرد بعض الأمثلة على الوظائف الجديدة التي ينتجها الذكاء الصناعي، ومن المتوقع أن يستمر التطور في هذا المجال وظهور المزيد من الوظائف الجديدة في المستقبل.
وظائف بشرية جديدة أيضاً
تتغير الوظائف المطلوبة في المستقبل وتظهر وظائف جديدة تتطلب مهارات وقدرات مختلفة عن الوظائف التقليدية. ومن بين هذه الوظائف الجديدة المطلوبة في المستقبل:
1- خبراء الذكاء الاصطناعي: يحتاج العالم إلى مزيد من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي والتعامل مع البيانات الضخمة والتطبيقات المعقدة للتكنولوجيا.
2- خبراء الأمن السيبراني: يتطلب تزايد استخدام التكنولوجيا والتحول الرقمي زيادة الحاجة إلى خبراء الأمن السيبراني لحماية البيانات والأنظمة الحيوية.
3- مطورو التطبيقات: تزداد حاجة الشركات والمؤسسات إلى مطوري التطبيقات الذين يتمكنون من تطوير تطبيقات جديدة ومبتكرة لتلبية الاحتياجات الجديدة.
4- خبراء التحليلات البيانية: يتطلب الاستفادة الكاملة من البيانات الضخمة توظيف خبراء التحليلات البيانية لتحليل البيانات واستخلاص المعلومات القيمة.
5- مصممو التجربة الاستخدامية: يتطلب تصميم وتطوير تجارب استخدامية مستخدمة وسهلة الاستخدام والتي ترضي توقعات المستخدمين.
6- خبراء تسويق التكنولوجيا: يحتاج المصنعون والموردون إلى خبراء تسويق يتمكنون من التفاعل مع العملاء وتوضيح الفوائد والاستخدامات الممكنة للتكنولوجيا الجديدة.
هذه بعض الوظائف الجديدة المطلوبة في المستقبل، ومن المتوقع أن يتغير السوق العملي ويظهر المزيد من الوظائف الجديدة كلياً.