دبي، الإمارات العربية المتحدة،6 يونيو 2023: أعلنت أجيل ديناميكس Agile Dynamics، شركة الخدمات الاستشارية القائمة على الأبحاث التي تساعد الشركات على تعميق معارفها وتحقيق الاستفادة القصوى من التكنولوجيا لترسيخ دعائم التحول الرقمي، عن إطلاق أحدث أبحاثها تحت عنوان “بادر وابتكر: تسخير إمكانات البلوك تشين”. وتخوض هذه الورقة البحثية في سبل تفعيل قدرات النمو عبر بروتوكولات البلوك تشين من المستوى 1، وتركز بالتحديد على مزايا البلوك تشين الهائلة التي يمكن للأسواق الناشئة الاستفادة منها.
وكشفت الورقة البحثية عن الفوائد الكبيرة التي يقدمها بروتوكول البلوك تشين المصمم حسب الطلب من المستوى 1، على غرار تعزيز الشمول المالي، وتقليص تكاليف المعاملات، وتحسين مستويات الشفافية، حيث تنسجم شتى هذه المزايا مع الدور الرئيسي الذي تلعبه التقنيات الحديثة في عالمنا اليوم. كما يمكّن هذا البروتوكول الجهات المعنية من تعزيز ملكية بياناتها والسيطرة عليها بأسلوب عالي الكفاءة، تزامناً مع حماية البيانات وخضوعها للقوانين واللوائح المطبقة ضمن استراتيجياتها، والحد من الاعتماد على جهات خارجية، وتعزيز تنافسيتها على المستوى العالمي، فضلاً عن تشجيع ودعم شركات التكنولوجيا المحلية.
ومع تطبيقاتها العديدة ضمن مختلف القطاعات وباعتبارها القوة الدافعة لتقنيات الويب 3.0، أثبتت تقنيات البلوك تشين قيمتها الثمينة للاقتصاد العالمي. وتشير التقديرات إلى أن تقنيات البلوك تشين ستعزز إجمالي الناتج المحلي العالمي بنحو 2.1 تريليون دولار من الإجمالي المتوقع في عام 2030. وسيأتي نحو نصف هذا الحجم المقدر (49%) من أسواق النمو الواعدة.
وحتى عام 2023، بلغ المتوسط المقدر لمعدلات ملكية العملات الرقمية المدعومة بتقنيات البلوك تشين 4.2%، بوجود أكثر من 420 مليون مستخدم للعملات الرقمية حول العالم. ويتواجد نحو 7.5% منهم في أسواق النمو، بما يشمل دولة الإمارات والهند والصين ومصر.
ووجد تقرير أجيل ديناميكس بأن 73% من المستجيبين للدراسة يعتبرون أن خفض التكاليف التشغيلية سيكون أحد أبرز مزايا البلوك تشين. وحل في المرتبة الثانية بنسبة 67% من المشاركين الإيمان بأن تحسين مستويات السرعة والكفاءة سيكون من المزايا الرئيسية للبلوك تشين. ومن المزايا الأخرى التي ذكرها المشاركون تعزيز مستويات الأمان والخصوصية (بنسبة 55%)، وتبني الابتكار (50%)، والعمليات المالية (44%).
ومن مزايا البلوك تشين الأخرى التي نالت اهتمام المشاركين في الدراسة هو قدرة هذه التقنيات على خلق القيمة من خلال تقليص التكلفة ضمن طيف واسع من العمليات. وظهرت العمليات وتقنية المعلومات كأبرز جوانب تطبيق تقنيات البلوك تشين، والتي تغطي عملياً 30% إلى 50% من هيكلة التكلفة لدى المؤسسات، عبر أقسام عدة مثل العمليات المالية والمبيعات والتسويق وإدارة المخاطر التي ستستفيد أيضاً من مزايا البلوك تشين هذه. ومن الفوائد المرجحة في هذا المضمار تعزيز كفاءة إدارة البيانات، والحد من البنية التحتية غير الضرورية، ودعم كفاءة الأنظمة والعمليات، والتحول نحو حلول الخدمة الذاتية، وتقليص تكاليف معالجة البيانات، وغير ذلك.
ويعتبر خفض التكلفة قيمة استراتيجية رئيسية لتقنيات البلوك تشين، لاسيما على المدى القصير. وجاء بعد ذلك توفير الإيرادات وإنعاش رأس المال. وقادت هذه المزايا أكثر من 90% من البنوك الكبرى في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا لاختبار حلول البلوك تشين والاستثمار فيها. ويعتبر تحقيق قيمة طويلة الأجل مرهون بالقدرة على توظيف حلول على نطاق واسع على أن تكون مجدية تجارياً. ووفقاً لتقرير أجيل ديناميكس، من المحتمل أن يتحقق ذلك في غضون 3 إلى 5 سنوات.
وتواجه تقنيات البلوك تشين تحدياً رئيسياً لإطلاق قيمتها الكاملة، حيث ينطوي هذا التحدي على ثلاثة جوانب تتعلق جميعها بالقدرة على توسيع نطاق الاستخدام، وهو ما يتجلى بحالة نجد فيها ثلاثة خيارات متاحة وهي: الأمان وقابلية التطوير واللامركزية، حيث يجد المستخدمون أنفسهم قادرين على تحقيق اثنين من هذه المزايا فقط. وكما ذكر التقرير، إن لم تتمكن البنية التقنية من معالجة هذا التحدي، سيواجه تطبيق البلوك تشين المستخدم مخاطر الفشل في وقت ما. وتتطلب الاستفادة من المزايا الثلاث معاً وتطبيقها بشكل متزامن وجود شبكة لامركزية تتسم بالأمان وقابلة التطوير.
وتطرقت أجيل ديناميكس ضمن تقريرها هذا إلى استخدامات البلوك تشين المتنامية حول العالم، بما يشمل تحليل منصات البلوك تشين المختلفة. وركز التقرير على عشرة معايير تم تحديدها بناءً على القيمة الإجمالية المقفلة (TVL)، وإجمالي عدد المستخدمين النشطين، وعدد من المقاييس الفنية، والخصائص التقنية، وغير ذلك. وتم الاعتماد على جوانب مثل التصاميم الفنية، وبيانات البلوك تشين والأنظمة، والأفراد والمؤسسات التي تقف وراء كل منصة، لصياغة رؤى واضحة عما سيبدو عليه مستقبل منصات العقود الذكية.
وبينما تتواجد مزايا محددة لكل من المنصات التي تمت دراستها، ويمكن لبعضها تلبية متطلبات واحتياجات الأسواق النامية حول العالم، وجد التقرير أن هذه المنصات بنهاية المطاف لا تلبي بالضرورة كامل احتياجات أسواق النمو. ويترك ذلك مساحة كبيرة للمضي في جهود التطوير ضمن هذا القطاع، الأمر الذي سيقود إلى مخرجات أكبر لملاك المنصات ومستخدميها على حد سواء.
وتستكشف أجيل ديناميكس ما سيبدو عليه مستقبل البلوك تشين، بما يشمل سمات الجيل الجديد من هذه التقنية. ويحدد التقرير ثلاث مراحل لرحلة تطور البلوك تشين، وهي تقنيات البلوك تشين الناشئة، والجيل المقبل من البلوك تشين، والجيل الرابع من البلوك تشين. وفي نهاية المطاف، سيتم الوصول إلى تقنيات بلوك تشين التي تتسم بعدم الحاجة للتفويض، واللامركزية، وقابلية التطوير. وستركز أيضاً على قابلية التشغيل البيني المصمم لتقديم قدرات أسرع وأكثر كفاءة بين مختلف سلاسل البلوك تشين، مع تعزيز مزايا السرعة وقابلية التطوير والأمان. وستقوم أيضاً بتطبيق مزايا المصادقة المصغرة والترميز، إلى جانب تقديم عدد من الفوائد الأخرى.
وحول نتائج التقرير، قال باول لالوفيتش، الشريك الإداري في أجيل ديناميكس: “يشهد عالم البلوك تشين وتيرة تطور متسارعةـ إذ تغدو هذه التقنيات عنصراً أساسياً من عالمنا المتصل بكافة تفاصيله. ويكشف تقريرنا القائم على الدراسة البحثية المذكورة عن كيف يمكن لتقنيات البلوك تشين التحول إلى أكثر الحلول كفاءة لترسيخ كفاءة استخدام التكنولوجيا وانتشارها في عالمنا اليوم، بفضل قدرة تقنيات البلوك تشين على دعم هذا المفهوم من خلال إرساء معايير اللامركزية وملكية البيانات والخصوصية والمصادر المفتوحة والموثوقية والأمان والتوافقية وغير ذلك الكثير. وعبر تسخير كامل إمكانات البلوك تشين، نمتلك القدرة للسيطرة على البنية التكنولوجية والأنظمة وضمان استقلاليتها. ويحد ذلك من الاعتماد على جهات خارجية ويساعد في حماية سيادة الشركات على أعمالها. وتعتبر تقنيات البلوك تشين أيضاً أداة متميزة وذات كفاءة عالية من حيث التكلفة لحفز وتيرة الابتكار وتعزيز زخم النمو، لاسيما ضمن الإطار الاقتصادي. في حين أثبتت هذه التقنيات كفاءتها العالية من حيث التكلفة أكثر من أي تقنية أخرى لتأسيس مشروع يحقق أعلى معدل نمو سنوي مركب متوقع لغاية عام 2030”.
وأضاف لالوفيتش: “تلتزم أجيل ديناميكس بمساعدة المؤسسات على تسخير إمكانات وقدرات التكنولوجيا لتحقيق التحول الرقمي وامتلاك سمات التميز من خلال تطبيق التكنولوجيا في سياق مسارات مزاولة الأعمال بشكل عملي. ونستخدم الرؤى العميقة المستقاة من البيانات، وهو ما بدا جلياً في بحثنا ’بادر وابتكر: تسخير إمكانات البلوك تشين‘، بالتزامن مع التجارب الواسعة ضمن مختلف القطاعات والتطبيقات لمساعدة عملائنا على اغتنام فرص الأعمال وحفز وتيرة النمو”.