الذكاء الاصطناعي يحدث أثرا ملموسا على الحياة المهنية في الإمارات حيث يتوقع ثلثا القوة العاملة (67%) استحداث أساليب جديدة للعمل خلال العام القادم فقط
%59 من المهنيين مهتمون بتعلم المزيد عن الذكاء الاصطناعي و54% بدأوا باستخدام الذكاء الاصطناعي في وظائفهم
%82 من المهنيين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيحسن التوازن بين الحياة العملية والشخصية
علي مطر، رئيس لينكدإن في الشرق الأوسط: “الدمج بين المهارات الناعمة والذكاء الاصطناعي سيرسم ملامح مستقبل الوظائف”
لمساعدة المهنيين على تنمية مهارات الذكاء الاصطناعي، لينكدإن تتيح بشكل مجاني حتى نهاية العام أهم الدورات التعليمية من LinkedIn Learning عن الذكاء الاصطناعي
دبي، 13 سبتمبر 2023: كشف استطلاع جديد صادر عن لينكدإن، أكبر شبكة مهنية في العالم، عن أن القوة العاملة في الإمارات تستعد لتبني أساليب جديدة لأداء الوظائف نتيجةً لتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأعربت أغلبية الموظفين في الإمارات (67%) عن اعتقادها بأن الذكاء الاصطناعي سوف يحدث تغييرات كبيرة على وظائفهم خلال العام القادم، كما تتوقع نسبة أكبر (72%) بأن يؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف إلى حد كبير خلال الأعوام الخمسة القادمة.
كما قال أكثر من ثلاثة أرباع المهنيين (81%) إن الذكاء الاصطناعي سيكون بمثابة “الزميل الخفي” الذي يساعدهم على أداء وظائفهم خلال الخمس سنوات القادمة.
ولطالما استثمرت دولة الإمارات في الذكاء الاصطناعي حتى من قبل تطوير برنامج “تشات جي بي تي” والاهتمام الحالي بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت الدولة استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 في عام 2017، والتي تهدف لجعل الدولة في مقدمة المبتكرين في مجال الذكاء الاصطناعي. وتعتبر هذه المبادرة الأولى من نوعها إقليميًا وكذلك عالميًا.
وينعكس هذا الحماس على سوق العمل في دولة الإمارات، حيث يستخدم بالفعل ما يزيد عن نصف الموظفين (54%) الذكاء الاصطناعي في وظائفهم، ويستخدم 41% منهم تطبيقاته مثل برنامج “تشات جي بي تي”.
إمكانيات لامتناهية للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في العمل
عدم الإلمام الكافي بتقنيات الذكاء الاصطناعي لم يثن المهنيين في الإمارات عن رغبتهم في تجربتها. وعلى الرغم من أن 30% من العاملين أقروا بعدم تقديم شركاتهم لأي نوع من أنواع التدريب الرسمي المتعلق بالذكاء الاصطناعي، إلا أن ما يزيد عن النصف (59%) أبدوا الرغبة في تعلم المزيد عن هذه التكنولوجيا حتى دون معرفتهم كيفية البدء بذلك.
من جهة أخرى أعربت القوة العاملة في الإمارات عن تفاؤلها حيال الإمكانيات التي سوف يجلبها الذكاء الاصطناعي، حيث أبدت الغالبية الساحقة (98%) حماسها لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل، كما قالت نسبة مقاربة (97%) أن الذكاء الاصطناعي سوف يساعدها على تحقيق التطور المهني، و82% أن الذكاء الاصطناعي سوف يحسن من التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.
ويفكر معظم المهنيين الآن في الطرق المختلفة التي يمكن للذكاء الاصطناعي رفع إنتاجيتهم من خلالها، حيث يخطط أكثر من الثلث (67%) لتوظيف الذكاء الاصطناعي للقيام بمهام العمل التي وصفت بالمملة أو الرتيبة ومساعدتهم في الإجابة على الأسئلة التي يشعرون بالحرج من طرحها على زملائهم، بينما يركز 63% منهم على التطور المهني حيث يخططون لاستخدام الذكاء الاصطناعي للحصول على نصائح مهنية.
وتشير نتائج الاستطلاع إلى ضرورة القيام بالمزيد لتعليم المهنيين كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يشعر 45% أن زملاءهم أكثر إلماما بالذكاء الاصطناعي، ويقر نحو النصف (48%) بادعائهم معرفة أكثر مما يعرفون فعلا عن هذه التكنولوجيا أمام زملائهم.
الدمج بين المهارات الناعمة ومهارات الذكاء الاصطناعي سيشكل مستقبل العمل
يظهر الاستطلاع الذي أجرته لينكدإن بما لا يدع مجالا للشك أن هناك ترحيبا عاما في الدولة بتبني الذكاء الاصطناعي في عالم العمل، وهي نتيجة طبيعية لريادة دولة الإمارات في هذا المجال. وبالتزامن مع ذلك فإن العاملين يظهرون تركيزا متزايدا على المهارات التي يعتقدون أنها ستكمل الدور الذي ستلعبه تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث قالوا إن المهارات الشخصية مثل حل المشكلات (66%)، وإدارة الوقت (69%)، والمرونة والتفكير الاستراتيجي (67%) سوف تتزايد أهميتها مع نمو أهمية الذكاء الاصطناعي.
من جهة أخرى كشفت بيانات منصة لينكدإن عن نمو بمقدار 21 ضعفًا في عدد الوظائف المفتوحة عالميا التي تذكر مهارات الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي” منذ شهر نوفمبر 2022، مما يظهر أن تعلم مهارات الذكاء الاصطناعي سيصبح محوريا للباحثين عن التطور الوظيفي.
وقال علي مطر، رئيس لينكدإن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق الأوروبية الناشئة: “بعد اجتياز مرحلة التغيير التي نتجت عن الوباء العالمي، يجد المهنيون أنفسهم مرة أخرى بحاجة إلى التكيف مع موجة جديدة من التغييرات وذلك مع تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي في عالم العمل والوظائف. في الإمارات، حيث أسست الدولة مفاهيم الابتكار التكنولوجي وتبني أحدث التقنيات،نلاحظ أن هذا التوجه نحو الريادة قد انتقل للأفراد أيضا. والأهم من ذلك أن بياناتنا تكشف بشكل واضح تركيز القوة العاملة في الدولة على المنافع التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفرها للحياة المهنية، بما في ذلك توفير مزيد من الوقت للتركيز على جوانب العمل التي يهتمون بها وتنمية مساراتهم الوظيفية.
كما رصدنا أيضا رغبة هؤلاء العاملين في تعلم المزيد عن الذكاء الاصطناعي، حيث نشهد زيادة ملحوظة في المحتوى المتعلق بهذا الموضوع على منصة لينكدإن وزيادة في معدل إضافة مهارات الذكاء الاصطناعي إلى حسابات الأعضاء. كما أن هناك تركيزا متناميا على المهارات الشخصية والناعمة بالموازاة مع تعلم الأشخاص كيفية الشراكة مع الذكاء الاصطناعي، وهي الشراكة التي سترسم ملامح مستقبل العمل”.
نصائح للقوة العاملة:
أصبح الإلمام بالذكاء الاصطناعي عاملا أساسيًا لدعم المسار الوظيفي والمهني. واليكم بعض النصائح فيما يخص التعامل مع هذا التطور التكنولوجي من نجاة عبد الهادي، خبيرة التطور المهني في لينكدإن:
إتقان “لغة” الذكاء الاصطناعي: يعزز إتقان مفاهيم لغة الذكاء الاصطناعي فهمك له ويمنحك أفضلية في العمل. يمكن التثقف عن أبرز مهارات الذكاء الاصطناعي باستخدام مصادر موثوقة مثل منصة لينكدإن للتعلم (LinkedIn Learning) التي ستوفر دورات الذكاء الاصطناعي التعليمية الأكثر شيوعًا مجانا حتى نهاية العام الجاري مثل How to Research and Write using generative AI و What is generative AI، وغيرها. الرجاء الضغط هنا لمعرفة تفاصيل لائحة الدورات التعليمية الكاملة.
التعلم من الخبراء في شبكة معارفك: تواصل مع شبكة معارفك المهنية لمشاركة وتعلم أحدث المعلومات حول الذكاء الاصطناعي من خلال متابعة قادة الرأي والخبراء المتخصصين على منصة لينكدإن مثل آلي ميلر وغريغ كوكيلو.
تعزيز المهارات الناعمة: لا تستهن بأهمية إبراز مهاراتك الشخصية في عالم تشكله التكنولوجيا لكن يبقى الإنسان محوره. يُظهر تقرير الذكاء الاصطناعي في العمل الذي أصدرته لينكدإن بأن المهارات المطلوبة للوظائف نفسها قد تغيرت بنسبة 25% منذ عام 2015. ومع تسريع الذكاء الاصطناعي لهذا التحول، فمن المتوقع أن تبلغ نسبة التغيير 65% على الأقل بحلول عام 2030. ويتوقع أن تتصدر مهارات حل المشكلات، والتفكير الاستراتيجي، وإدارة وتنظيم الوقت قائمة أهم المهارات المطلوبة.
استخدام التطبيقات المتاحة: تقدم منصة لينكدإن للمنتسبين أدوات خاصة بالذكاء الاصطناعي مثل المقالات التعاونية التي تتناول مواضيع شتى ينشرها لينكدإن ويقوم أعضاء المنصة بإضافة خبراتهم وآرائهم إليها. يطلق هذه المقالات في البداية الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع فريق التحرير في لينكدإن، ومن ثم يقوم الفريق – بمساعدة الرسم البياني للمهارات – بربط كل مقالة بالخبراء الذين يضيفون نصائحهم وأفكارهم إليها.
الإقرار بالهواجس: يعد التوتر أو الخوف تجاه التقنيات الحديثة أمراً طبيعياً، تماما كما انتاب المستخدمين شعور بالقلق عندما ظهرت الإنترنت للمرة الأولى. ومن الجدير بالذكر أن هذه التغيرات لا تحدث بشكل سريع أو مفاجئ، بل تتشكل على المدى الطويل بما يسمح لك بأن تكون جزءا من التغيير، لا شاهدا عليه فحسب.