18سبتمبر 2023
انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بمقدار 4 نقاط، ويتم تداوله بالقرب من مستوى ثابت منذ بداية تعاملات اليوم الاثنين عند 34637 دولار، وكذلك انخفضت العقود الآجلة لمؤشر S&P500 صباح اليوم حيث يترقب المستثمرون قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. كما انخفضت العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر ناسداك 100 بنحو 0.2%.
تزامناً مع توقعات شبه أكيدة بأن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه هذا الأسبوع. كما ستحاول الأسواق الحصول على فكرة أوضح عن توقعات البنك المركزي بشأن التضخم من خلال مؤتمر باول اللاحق للقرار. وأعتقد إن الطريقة التي سينفذ بها بنك الاحتياطي الفيدرالي الإيقاف المؤقت لرفع الفائدة أمر بالغ الأهمية لتوقعات نوفمبر وديسمبر فلهجة الفيدرالي المتشددة أو المتساهلة هو الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للأسواق المالية.
ذلك لأن بيانات التضخم الأخيرة جاءت متوافقة إلى حد كبير مع توقعات الاقتصاديين. فبينما ارتفع مؤشر أسعار المنتجين أكثر من المتوقع جاءت قراءة مؤشر أسعار المنتجين الأساسي الذي يستثني الغذاء والطاقة مطابقة للتقديرات. كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بشكل طفيف أعلى من المتوقع في أغسطس بنسبة 0.3٪ على أساس شهري مقابل التقديرات البالغة 0.2٪.
لكن من رأيي أن بقاء أرقام البيانات المرتفعة مع بقاء سوق العمل قوياً، قد تكون في المستقبل سبب لمزيد من رفع أسعار الفائدة والتشديد النقدي أو إبقاء الفائدة مرتفعة لوقت أطول من المتوقع على الأقل. حيث سيعتمد الفيدرالي على صدور المزيد من البيانات الاقتصادية لتحديد سياسته المستقبلية. مما يزيد احتمالات أن تشهد الولايات المتحدة انخفاضًا في التضخم دون التسبب في ركود كبير.
ذلك لإن الولايات المتحدة تستعد لرؤية ركود ناعم ومتواصل، وذلك عندما تشهد قطاعات مختلفة فترات ركود في أوقات مختلفة. حيث يحاول بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي سيعقد اجتماعه المقبل للسياسة هذا الأسبوع خلال الأشهر القليلة الماضية خفض التضخم دون دفع الاقتصاد إلى فترة ركود كبيرة ومؤذية للاقتصاد.
فلابد أن يكون الركود الناعم متزامناً مع مرونة سوق العمل، وانخفاض التضخم، وانخفاض توقعات التضخم الأساسي، للخروج من الأزمة الحالية دون خسائر اقتصادية كبيرة، لكن أرى أن حركة سعر مؤشر داو جونز لا تزال ضمن نطاق محدد على الرغم من هبوط المؤشرات الأخرى بقوة، وفي هذه المرحلة قد يكون السبب هو الاقتراب من قرار الفيدرالي بشأن سعر الفائدة. حيث إن حالة عدم اليقين ستُسيطر على الأسواق بقوة حيث أن المشهد الاقتصادي العام لايزال بين توقعات الركود الناعم أو الصعب ذلك لأن الضعف في الاقتصادات الكبرى الأخرى مثل منطقة اليورو والصين يذهب بالتوقعات نحو السيناريو الأسوأ من وجهة نظري.
وإلى جانب قرار الفيدرالي يوم الأربعاء سيصدر خلال هذا الأسبوع عدد من الأرقام الاقتصادية المهمة، أبرزها المؤتمر الصحفي لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول والذي من المرجح أن يكرر أن الفيدرالي سيظل يعتمد على البيانات. كما سيصدر تقريرًا آخر لمطالبات البطالة الأمريكية يوم الخميس، بينما نختتم الأسبوع يوم الجمعة ببيانات مؤشرات مديري المشتريات الأمريكية، التي ستكون مهمة جداً لتسعير حركة الأصول في الأسواق المالية خاصة مؤشرات الأسهم
تحليل الاسواق اليوم عن وائل حماد، المدير التجاري الدولي لمجموعة إكس أس العالمية