30 أكتوبر 2023
عند النظر في حركة السوق اليوم نرى أن مؤشر داو جونز ينتعش بنشاط منذ الافتتاح ويتداول الآن عند 32690.5 نقطة، بعد أن شهد المؤشر إغلاقًا سلبياً الأسبوع الماضي خاصة بعد هبوط يوم الجمعة الحاد، مما تسبب برفع المخاوف والقلق بين المستثمرين والمتداولين في أسواق الأسهم الأمريكية. فقبل هذا الانخفاض الحاد كان مؤشر داو جونز متمسكًا مستوى الدعم الرئيسي عند 38.2% من تصحيح فيبوناتشي، ويتداول بشكل ثابت أعلى مستوى 32900 نقطة وكان هذا المستوى يُمثل دعم قوي تزيد احتمالات ارتداد السعر منه لكنه أغلق أدناه بثبات.
وأعتقد أن أحداث يوم الجمعة الماضي المضطربة غيرت قواعد اللعبة في سوق الأسهم الأمريكية خاصة بعد اختراق السعر لمستوى الدعم المذكور، مما دق أجراس الخطر في سوق الأسهم الأمريكية وتفعيل إشارة بيع اتجاه هابط قوي على المستوى الأساسي والفني. وحتى الآن وعلى الرغم من محاولة الانتعاش يبقى الهبوط مسيطراً على تداولات مؤشر داو جونز، فمع انخفاض المؤشر إلى مستويات غير مسبوقة منذ مارس 2023 يكون السؤال هنا: هل تغيرت قواعد اللعبة في سوق الأسهم الأمريكية بالفعل؟
وللإجابة أقول نعم، فمع نهاية الأسبوع الماضي بدأت الرغبة في المخاطرة بالتحسن في بداية هذا الأسبوع ذلك بسبب عدم وجود هجوم بري حقيقي على غزة. وكانت قد هبطت أسواق الأسهم اعتبارًا من يوم الأربعاء الماضي، حيث ألقى رئيس الوزراء نتنياهو خطابًا قال فيه إنهم يستعدون لغزو بري، وخلال عطلة نهاية الأسبوع حصلنا على تقارير عن هجوم بري يجري بالفعل لكنه باء بالفشل. لذا سنرى كيف ستتطور الأمور خلال الأسبوع الحالي، وتزامناً مع ذلك سيكون لدى السوق أيضًا الكثير من البيانات الاقتصادية المهمة التي يجب استيعابها وتسعيرها قبل الاستقرار.
أيضاً أظهرت بيانات مطالبات البطالة الأمريكية يوم الخميس الماضي ارتفاعاً كبيرًا في الأرقام الاقتصادية وجاءت قريبة من التوقعات مما قد يكون مؤشرًا على ضعف سوق العمل. وفي يوم الجمعة تدهورت معنويات المخاطرة بشكل أكبر حيث من المحتمل أن المشاركين في السوق لم يرغبوا في الاحتفاظ بمراكز شراء حتى نهاية الأسبوع، خاصة بعد التقارير المعلنة عن بداية الغزو البري لغزة.
حركة أسواق العقود الآجلة للأسهم الأمريكية 30.10.2023
وبعد الأحداث الأخيرة وكما نرى من الرسم أعلاه انتعشت العقود الآجلة للأسهم مع بداية تعاملات اليوم الاثنين وأعتقد أن سبب ذلك هو اقتراب نهاية الاغلاق الشهري وسط إعلان المزيد من نتائج الشركات، في حين نرى بوضوح ضعف مؤشر S&P 500 ومؤشر Nasdaq في منطقة التصحيح مما يعني احتمال مواصلة الانخفاض الذي وصل الى نسبة 10٪ عن القمة الأخيرة.
والآن تستعد الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لتحقيق نمو في أرباح الربع الأول خلال أربعة أرباع، لكن ذلك لم يفعل الكثير لرفع الأسهم، حيث ظل المستثمرون يركزون على تراجع السندات الذي أدى لفترة قصيرة إلى ارتفاع العائد لأجل 10 سنوات فوق 5٪ وهذا ما يُقلق الأسواق بشكل عام.
وأعتقد أن أرباح شركة أبل يوم الخميس المقبل ستكون محور التركيز الرئيسي هذا الأسبوع خاصة إذا استمر فشل الاجتياح البري لـ غزة. كما ستقدم شركتا Caterpillar و Pfizer من تقاريرها في الأيام المقبلة. غير أن الأسواق تترقب باهتمام بالغ قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة يوم الأربعاء المقبل، والذي من المتوقع أن يبقي فيه المسؤولون أسعار الفائدة دون تغيير، وتترقب الاسواق أيضاً تقرير الوظائف لشهر أكتوبر يوم الجمعة المقبل.
ومن رأيي فإن هذا الأسبوع سيكون مصيري بالنسبة لأسواق الأسهم الأمريكية التي بدأت الهبوط بالفعل، حيث سنحصل على الكثير من أرقام البيانات من المستوى الرفيع مع التركيز على سوق العمل الأمريكي وقرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. مؤشر تكلفة التوظيف الأمريكي وتقرير ثقة المستهلك غداً. وفي يوم الأربعاء سيتم إعلان ADP الأمريكي ومؤشر مديري المشتريات التصنيعي ISM قرار سعر الفائدة من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. أما يوم الخميس فستكون أرقام بيانات مطالبات البطالة الأمريكية، ويختتم الأسبوع يوم الجمعة تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية ومؤشر مديري المشتريات للخدمات من ISM. كل هذه الأرقام ستلعب دوراً هاماً في قرار تثبيت الفائدة المرتفعة لوقت أطول من المتوقع وبالتالي تضغط على أسواق الأسهم وتدعم قوة مؤشر الدولار من وجهة نظري.
تحليل الاسواق اليوم عن رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com