١٦ فبراير ٢٠٢٤
تراجع زوجEUR/USD بعد يومين من المكاسب ليبدأ تعاملات اليوم الجمعة عند 1.0760، بسبب تفاؤل السوق بشأن الدولار على الرغم من بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية المخيبة للآمال وسط ترقب أرقام بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي(PPI) ومؤشر ميشيجان لثقة المستهلك المقرر صدورهما اليوم.
كما يحافظ مؤشر الدولار (DXY) على تحيز ايجابي مبني على أن الفيدرالي الأمريكي سوف يتجنب تخفيضات أسعار الفائدة في مارس ومايو. مع احتمالية بنسبة 52% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يونيو. كما لم تظهر بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأخيرة لمنطقة اليورو للربع الرابع أي تغيير. وعلقت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، بأن البيانات الأخيرة تشير إلى استمرار النشاط الاقتصادي الضعيف على المدى القريب. وشددت على أهمية تحقيق هدف التضخم الذي عند 2٪ مع التأكيد على استمرار انخفاض التضخم.
تتميز الآفاق الاقتصادية للاتحاد الأوروبي بالنمو المعتدل وانخفاض التضخم وسط التحديات الداخلية والضغوط الجيوسياسية الخارجية. ويتم دعم الانتعاش الاقتصادي التدريجي من خلال التوقعات التي تشير إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي سيتحسن قليلاً إلى 0.8٪ في عام 2024، ويصل إلى معدل نمو أكبر يبلغ 1.5٪ في السنوات التالية.
وعليه من المتوقع أن ينخفض التضخم، وهو مصدر قلق أساسي للأسواق، من 5.4% في عام 2023 إلى 2.7% في عام 2024 قبل أن ينخفض إلى 2.1% بحلول عام 2025، مما يشير إلى مرونة الاتحاد الأوروبي في مواجهة صدمات الطاقة والضغوط التضخمية وقدرته على تجنب الركود.
وفي نفس الوقت تواجه ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، تحديات اقتصادية خطيرة، بما في ذلك الركود وارتفاع معدلات التضخم. حيث ترتفع التوقعات بحدوث انخفاض بنسبة 0.6% في الناتج المحلي الإجمالي هذا العام وسط تباطؤ الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار الفائدة التي ستستمر حتى العام المقبل.
لكنني أتوقع أن يتعافى الاقتصاد الألماني بشكل معتدل، وأؤيد توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.8٪ في عام 2024 و 1.2٪ في عام 2025. ويدعم ذلك التحسن الملحوظ في الطلب المحلي، مدفوعاً بارتفاع الأجور الحقيقية، و انتعاش الطلب الخارجي على الرغم من التحديات التي يفرضها التضخم وتباطؤ الاقتصاد العالمي.
أعتقد أن الأثر الكبير في أسعار اليورو دولار سيبقى للسياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي وقدرة الاتحاد الأوروبي على التعامل مع قضايا السياسة الخارجية. خاصة ما يتعلق بالعلاقات التجارية والتوترات الجيوسياسية، مما سيؤثر حتماً على التوقعات الاقتصادية ومعنويات المستثمرين تجاه اليورو. فبينما يتعامل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، وخاصة ألمانيا، مع هذه التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، فإن نجاحهم في الحفاظ على الاستقرار وتحفيز النمو سوف يلعب دورًا رئيسيًا
في تشكيل زخم ايجابي لزوج يورو/دولار على المدى الطويل.
كما يبقى توقيت ووتيرة تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية في المستقبل متوقفين على التقدم المستمر في خفض التضخم والأداء الاقتصادي.مما سيجعل القضايا المحلية والخارجية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تؤثر بشكل كبير على اليورو مقابل الدولار الأميركي، وهو ما يتم تأكيده بانتظام من خلال تحركات الأسعار. لذا أعتقد أن حركة زوج العملات في المستقبل ستعتمد على مدى نجاح حكومات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حل المشكلات المتراكمة بشكل فعال.
فبينما يتخذ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نهجا حذرا تجاه تخفيضات أسعار الفائدة، مع إعطاء الأولوية لانخفاض مستدام في التضخم، فإن قرارات البنك المركزي الأوروبي مدفوعة بحالة اقتصاد منطقة اليورو . حيث يؤكد هذا التوازن الدقيق على أهمية مراقبة المؤشرات الاقتصادية وقرارات السياسة والتطورات العالمية بدقة لتوقع آثارها على اليورو مقابل الدولار في المدى المتوسط والبعيد.
تحليل سوق لليوم عن رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com