استثمارات تصل إلى 2.7 مليار دولار أمريكي لزيادة الطاقة الاستيعابية لمطار دبي الدولي
دبي تستضيف معرض المطارات الأكبر من نوعه في العالم مايو المقبل
أحمد بن سعيد: “المعرض هو الأفضل للحصول على تقنيات متطورة ومنتجات مبتكرة لتعزيز العمليات”
1.1 مليار مسافر عدد المسافرين عبر مطارات المنطقة بحلول العام 2040
151 مليار دولار أمريكي استثمارات متوقعة لتوسيع الطاقة الاستيعابية لمطارات المنطقة
قيمة سوق تشييد المطارات العالمية تصل إلى 1.8 تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2030
الشرق الأوسط أسرع أسواق الطيران نمواً في العالم بحلول العام 2033
دبي، الإمارات العربية المتحدة – 20 فبراير 2024:
تستعد المطارات في كافة أنحاء العالم للتعامل مع طفرة كبيرة في السفر الجوي حتى العام 2030 من خلال التوجه نحو التوسعات وعمليات إعادة التطوير، في ظل التعافي شبه التام لصناعة الطيران المدني بعد الانخفاض الحاد الذي شهدته أعداد المسافرين نتيجة الجائحة الثانية في القرن الحادي والعشرين.
ومن المتوقع لسوق الطيران في الشرق الأوسط التي بلغت قيمتها 60 مليار دولار في العام 2023 أن ترتفع بشكل كبير حتى العام 2030، خاصة بعد ان شهد الربط الجوي في دول المنطقة، نمواً بنسبة تزيد عن 26% في العام 2022 مقارنة بالعام 2019.
ومن المرتقب أن تستقبل مطارات الشرق الأوسط 1.1 مليار مسافر بحلول العام 2040، وهو ما يزيد عن ضعف الرقم الذي تم تسجيله في العام 2019 والبالغ 405 ملايين مسافر. وسوف تحتاج هذه المطارات إلى استثمار نحو 151 مليار دولار أمريكي لتوسيع طاقتها الاستيعابية، في حين تعتبر هذه المنطقة التي تضم 110 مطارات ضمن عداد أسرع أسواق الطيران نمواً في العالم.
ومن المنتظر لمطوري المطارات والمسؤولين والموردين من كافة أنحاء العالم التوافد إلى دبي في منتصف مايو 2024 للمشاركة في أضخم معرض سنوي في العالم مخصص لصناعة المطارات العالمية، حيث ستضم الدورة الثالثة والعشرون من هذا المعرض البيني للأعمال الذي يقام لمدة ثلاثة أيام في مركز دبي التجاري العالمي، أكثر من 150 عارضا من أكثر من 20 دولة، و7,500 زائر من أكثر من 30 دولة. وسيقام ضمن فعاليات معرض المطارات مؤتمرات مهمة هي: منتدى مراقبة الحركة الجوية، ومؤتمر أمن المطارات في الشرق الأوسط، والدورة الحادية عشرة من منتدى قادة المطارات العالمية.
وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الامارات والمجموعة، وراعي معرض المطارات: ” سيوفر هذا المعرض التجاري الفرصة للمهنيين في قطاع الصناعة من منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وإفريقيا لرؤية الابتكارات على صعيد استدامة المطارات، والتحول الرقمي، والتنقل الجوي في المناطق الحضرية.”
وأضاف سموه إن معرض المطارات “سيبقى المكان الأفضل لاختيار واستقدام التقنيات المتطورة وأحدث المنتجات المبتكرة الرامية لتحسين عمليات المطارات.”
ويحظى المعرض الذي تنظمه شركة ار اكس، وهي جزء من شركة ريلكس، المزود العالمي للتحليلات وأدوات صنع القرار المرتكزة على المعلومات، والتي تنظم حوالي 400 معرض في 22 دولة تشمل 42 قطاعا صناعيا، بدعم لاعبين بارزين في صناعة الطيران، بما في ذلك هيئة دبي للطيران المدني. ومؤسسة مطارات دبي، ومؤسسة دبي لمشاريع الطيران الهندسية، ووكالة دبي الوطنية للسفر الجوي.
ومن جانبها، قالت مي إسماعيل، مديرة المعرض في شركة ار اكس: ” عندما نلتقي في العام 2024، ستكون صناعة المطارات قد عادت إلى العمل بشكل تام ذلك أن وتيرة النمو والتوسع التي توقفت قد عادت بمعدل هائل، حيث أن المشاريع التي أقلعت مجدداً تشير بوضوح إلى أنه لا نهاية للتوسع والنمو، وأن ما تم وضعه من أجل التنفيذ قد أصبح الآن في المقدمة.”
ووفقاً لتقرير صادر عن مركز المحيط الهادئ للطيران، فقد كان هناك 425 مشروع بناء رئيسي في المطارات القائمة في كافة أنحاء العالم، بإجمالي استثمارات تبلغ 450 مليار دولار أمريكي. إضافة إلى 225 مشروعا جديدا للمطارات تركز أكثر من 70% من الاستثمار فيها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. كما كان هناك 1,074 مستثمر للمطارات، 258 منهم من مشغلي المطارات أو المجموعات أو الاتحادات، في حين ارتكزت حوالي 68% من كافة المشاريع على مباني المسافرين بهدف توسعتها أو تنفيذ عمليات تطوير جديدة فيها. وكشف تقرير أن سوق تشييد المطارات العالمية قد نمت إلى نحو 1.14 تريليون دولار أمريكي في العام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 1.8 تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2030.
ويعمل مطار دبي الدولي، أكثر المطارات ازدحاماً في العالم لتسع سنوات متتالية بالنسبة للمسافرين الدوليين ، أيضاً على رفع طاقته الاستيعابية وتعزيز مرافقه لجعل المركز أكثر إثارة، حيث يمتلك مطار دبي الدولي الذي يخدم الآن 250 وجهة في 104 دولة عبر 95 شركة طيران، خطط توسعة ضخمة تستوجب استثمارات تصل إلى 2.7 مليار دولار أمريكي. وتأتي الحاجة إلى التحسينات على صعيد الطاقة الاستيعابية ومستويات الخدمة خلال السنوات العشر القادمة بالنظر إلى أن الناقلات العاملة فيه قد طلبت 120 طائرة أخرى – 90 من طراز بوينج 777 لشركة طيران الإمارات و30 من طراز بوينج 787 لشركة فلاي دبي.
ومن جانبها، فقد بدأت الشارقة التي تعتبر موطن أول مطار في الخليج العربي، العمل على توسيع مبنى المسافرين بتكلفة 1.2 مليار درهم (327 مليون دولار أمريكي)، الأمر الذي من شأنه أن يرفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 20 مليون مسافر سنوياً. وسيعمل مشروع التوسعة على الفصل بين مناطق الوصول والمغادرة وسيعزز أنظمة المطار ومرافقه. ويعتبر هذا المشروع المرحلة الأكبر من أعمال التوسعة التي يتم تنفيذها بتكلفة إجمالية تبلغ 2.4 مليار درهم، حيث من المتوقع الانتهاء منه في العام 2027. وسوف تشمل التحسينات إضافة أكشاك لتسجيل الوصول بشكل ذاتي، وبوابات مغادرة إلكترونية، ومنطقة انتظار واسعة، ومرافق لتناول الطعام، وفندق لمسافري الترانزيت. وكان مطار الشارقة، موطن أكبر شركة طيران منخفضة التكلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهي شركة “العربية للطيران”، قد أضاف في العام 2023 ست وجهات جديدة للمسافرين وثلاث مسارات جوية للشحن، في حين استقبل المطار حوالي 13.1 مليون مسافر في العام 2022 وسيكون قادراً على استيعاب ما يصل إلى 25 مليون مسافر بحلول العام 2026.
وهناك خطة يجري العمل عليها لتحويل مطار الملك عبد العزيز الدولي في المملكة العربية السعودية إلى أحد أضخم المطارات في العالم عبر خطة توسعة بقيمة 115 مليار ريال سعودي من شأنها أن ترفع طاقته الاستيعابية إلى 114 مليون مسافر سنوياً. وتغطي أكبر مكونات هذه الخطة تصميم وتوسعة مبنى المسافرين رقم 1 وإنشاء مبنى مسافرين جديد سيحمل اسم مبنى المسافرين 2، حيث من المتوقع إنجاز مشروع التوسعة في العام 2031.
وسوف يستقبل مبنى المسافرين الجديد الخاص بالحج والعمرة في مطار جدة ما يصل إلى 15 مليون مسافر سنوياً، والذي من المتوقع له أن يكتمل بحلول العام 2025. ويهدف المطار إلى استيعاب ما يصل إلى 120 مليون مسافر بحلول العام 2030 و185 مليوناً بحلول العام 2050، في حين يتمثل الهدف على صعيد الشحن بمناولة ما يصل إلى 3.5 مليون طن سنوياً.
ومن المخطط له أيضاً إنشاء مطار رئيسي آخر في مدينة نيوم، بالقرب من نهاية تبوك لمشروع الخط قيد التطوير الذي يبلغ طوله 170 كيلومتراً، حيث سيكون مطار نيوم الدولي قادراً في مرحلته الأولى على استقبال 25 مليون مسافر سنوياً، فيما يمكن لطاقته الاستيعابية أن تصل في المرحلة الثانية إلى 50 مليون مسافر سنوياً. وهناك طموح لأن يصبح المطار الأضخم في العالم بطاقة استيعابية تصل إلى 100 مليون مسافر سنوياً. وبدوره، سيخضع مطار أبها الدولي لعملية تجديد من شأنها أن تفضي إلى نمو مساحته من 113,000 قدم مربع إلى 700,000 قدم مربع.
ويمكن للمطار الحالي استقبال 1.5 مليون مسافر سنوياً، في حين سيكون المبنى الجديد قادراً على استقبال 13 مليوناً عند اكتمال المرحلة الأولى من تطويره في العام 2028. وسيشمل التوسع إنشاء ممرات مؤدية للطائرات، ومرافق خدمة ذاتية لتسجيل وصول المسافرين ومناولة الأمتعة، ومرافق عالية السعة لركن السيارات. وتعمل المملكة العربية السعودية حالياً على تشييد أحد أكبر المطارات في العالم وذلك في مدينة الرياض، حيث سيكون للمطار ستة مدارج متوازية، مما يساعد على رفع الحركة السنوية إلى 120 مليون مسافر بحلول العام 2030 و185 مليوناً بحلول العام 2050.
ومن المتوقع لمطارات عمان أن تشهد استقبال نحو 40 مليون مسافر بحلول العام 2030. وتستقطب السلطنة حاليا 18 مليون مسافر، في حين يمكن لها حالياً استقبال حوالي 24 مليون مسافر. وكان المسؤولون قد افتتحوا مطارين جديدين في مسقط والدقم في العام 2019، بالإضافة إلى مبنيين جديدين للشحن الجوي، في حين يتم إنشاء مطار مسندم بتكلفة 250 مليون دولار أمريكي. ومن المتوقع أن يكون جاهزاً بحلول الربع الرابع من العام 2026، حيث يتضمن العمل إنشاء مدرجين ومبنى مسافرين بسعة 250 ألف مسافر سنوياً.
ولدى لبنان خطط حالية لبناء مبنى مسافرين بقيمة 122 مليون دولار أمريكي في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، على أن يتم الانتهاء منه في غضون أربع سنوات، حيث سيساعد المبنى الجديد على استقبال نحو 3.5 مليون مسافر سنوياً لدى انطلاق عملياته المقرر في العام 2027، وفي حين يستقبل المطار حالياً زهاء 8 ملايين مسافر سنوياً، فإن الخطط ترمي للوصول إلى 20 مليوناً في العام 2030.
وتعمل البحرين حالياً على استكشاف خطط لتشييد مطار ثانٍ بحلول العام 2034. وكان مطارها قد خضع لعملية توسعة ضمن استثمار بقيمة 13 مليار دولار أمريكي في صناعة السياحة، حيث ادى مبنى المسافرين الجديد إلى مضاعفة الطاقة الاستيعابية لمطار البحرين الدولي. وسيحل المطار الجديد في نهاية المطاف محل مطار البحرين الدولي الحالي، وذلك بالنظر إلى قصور البنية التحتية الحالية عن تلبية الاحتياجات المتنامية للمملكة لجهة المطارات.
وتخطط الكويت لتوسيع الطاقة الاستيعابية لمبنى المسافرين في مطارها من ستة إلى 20 مليون مسافر سنوياً بحلول العام 2030، وتحويل مطار الكويت الدولي إلى مركز رئيسي للمسافرين والبضائع. وكان مبنى المسافرين الجديد (T2) أحد المشاريع التي تهدف إلى تحديث بنيتها التحتية لخدمة رؤية 2035، حيث ستؤدي توسعة مبنى المسافرين 2 في مطار الكويت بقيمة 4.36 مليار دولار أمريكي الى تعزيز القدرة السنوية لجهة استقبال المسافرين لتصل إلى 13 مليون مسافر سنوياً بحلول العام 2025.
وتعمل مصر على توسيع وتحسين مرافق الطيران مع الأخذ في الاعتبار خططها لاستقبال ما يصل إلى 30 مليون زائر بحلول العام 2028، فيما من المتوقع لقطاع الطيران في الإمارات العربية المتحدة أن يشهد نمواً في ظل استراتيجية الإمارات للسياحة التي تهدف إلى استضافة 40 مليون زائر بحلول العام 2031.
وفي الهند من المتوقع أن يتم إنجاز المرحلة الأولى من مطار نافي مومباي الدولي بحلول ديسمبر 2024، في حين سيكون للمطار بحلول العام 2032 القدرة أيضاً على مناولة 2.5 مليون طن من البضائع. ومن المقرر افتتاح مطار نويدا الدولي بحلول سبتمبر 2025، بتكلفة تبلغ 3.8 مليار دولار أمريكي.
وتعمل جزر المالديف على تطوير المطارات في جزرها الستة، حيث تعمل حكومتها الجديدة على سياسة ترمي إلى إنشاء مطار على بعد 30 دقيقة من كل جزيرة سكنية. وسيكون لعاصمتها ماليه مبنى مسافرين جديد بحلول العام 2025. وبدورها، تهدف الصين إلى بناء 216 مطاراً جديداً بحلول العام 2035 لتلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي.
وكان تقرير صدر في أكتوبر 2023 عن مؤسسة ستاتيستا قد ذكر أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ كانت المنطقة التي تضم أكبر عدد من مشاريع البنية التحتية بالنسبة للمطارات قيد الإنشاء، حيث يتم إنشاء أكثر من نصف المطارات الجديدة في هذه المنطقة، كما كانت لها الريادة لجهة مشاريع البناء في المطارات القائمة. وعند النظر في قيمة مشاريع تشييد المطارات في كافة أنحاء العالم، فقد كانت منطقة آسيا والمحيط الهادئ في أعلى المراتب.
وستشكل المطارات المحرك الأساسي للتغيير على مستوى صناعة الطيران، في حين ستخضع بذاتها للتحول في هذا السياق. هذا ما أشارت إليه دراسة بعنوان “تطور المطارات – اتجاهات السفر في الثلاثين عاماً القادمة” صدرت عن كل من مؤسسة أوليفر وايمان الاستشارية العالمية، ومجلس المطارات العالمي، والمركز العالمي للسياحة المستدامة.