35% من الشركات في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية تخطط لاستخدام الأتمتة والخدمات اللوجستية المتقدمة لتعزيز كفاءة التجارة
33% من قادة الأعمال يعتقدون أن توسيع العمليات في الأسواق الجديدة سيكون المحرك الرئيسي لنموّ الصادرات في كلا الاقتصادين.
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، 22 فبراير 2024: أشارت دراسة بحثية جديدة لتقرير “التجارة في مرحلة انتقالية” أجريت بتكليف من مجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد”، وبإشراف مجلة “إيكونوميست إمباكت”، أنّ المسؤولين التنفيذيين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية يتوقعون نمواً مضاعفاً في الصادرات في عام 2024 على الرغم من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، وأنهم يعملون على توظيف الابتكار والتكنولوجيا لمواجهة تحديات سلسلة التوريد.
وتتناول الدراسة السنوية لـ “التجارة في مرحلة انتقالية”، التي أعدتها موانئ دبي العالمية وأشرفت عليها مجلة “إيكونوميست إمباكت”، وجهات نظر خبراء التجارة وكبار المسؤولين التنفيذيين على مستوى العالم.
وتوصلت الدراسة إلى أنه في ظلّ التحوّل الجذري الذي تشهده دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، تركز الشركات على تنويع شبكاتها بعيداً عن الوقود الأحفوري، وعلى زيادة الصادرات إلى أسواق جديدة في عام 2024. وتسعى هذه الشركات إلى جعل شبكاتها أكثر تنوعاً، وإلى بيع المزيد من المنتجات في أسواق جديدة، بما يساعدها على معالجة المشكلات، وتقليل المخاطر وتسريع بدء البيع في الأسواق الجديدة، حيث يُعتقد أن حوالي 57% من الشركات ستزيد مبيعاتها بنسبة 10% أو أكثر في عام 2024. كما تعتقد نسبة 40% من الشركات أن ّعمليات الشراء ستزيد بنسبة 10% أو أكثر.
ويأتي هذا النموّ من بيع المنتجات للهند ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر. واستجابة للأحداث الجيوسياسية التي يشهدها العالم ، تفكر الشركات بجدية في المخاطر التي تواجهها سلاسل التوريد الخاصة بها، ومعالجتها باستخدام تقنيات جديدة؛ مثل الروبوتات والأتمتة، بالإضافة إلى التغيير في كيفية إدارة سلاسل التوريد بالاعتماد على استراتيجيات ذكية؛ مثل التحالفات المتبادلة والموارد الثنائية.
ابتكارات تكنولوجية كبيرة في سلسلة التوريد خلال عام 2023 تعزّز التفاؤل بتحقيق نتائج إيجابية في عام 2024
وجد الاستطلاع العالمي أن التقنيات التي تعمل على تحسين كفاءة سلسلة التوريد ومرونتها هي مصدر التفاؤل الرئيسي لدى ثلث قادة الأعمال عند تقييمهم لمستقبل التجارة العالمية. وتشمل النقاط الرئيسية الأخرى لدراسة “التجارة في مرحلة انتقالية” ما يلي:
اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع: تستفيد الشركات من الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف التجارة، وتمكين موارد أفضل، وتخطيط سلسلة التوريد، والحدّ من الاضطرابات. ويستخدم حوالي ثلث الشركات (30%) الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطلب، في حين تستخدمه نسبة 33% منها في تحسين مستويات المخزون.
التقنيات المستقبلية: في العام المقبل، تخطط الشركات لدمج الأتمتة المتقدمة (35%)، والواقع المعزّز أو الافتراضي (31%)، والطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا البلوك تشين (26% و20% على التوالي) لتعزيز الكفاءة وإمكانية التتبع وأمن حماية البيانات. ويعتمد هذا على التقدم التكنولوجي الذي تحقق في العام الماضي، حيث يستخدم ما يقرب من نصف الشركات التي شملتها الدراسة الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة والتحليلات التنبؤية لأول مرة في عام 2023، مما يتيح رؤىً مباشرة في الوقت الحقيقي، وقدرة على التنبؤ بالاضطرابات، كما استخدمت نسبة 36٪ من الشركات تقنية البلوك تشين لأول مرة.
الاعتماد الإستراتيجي لسلسلة التوريد: تتعامل الشركات بشكل استراتيجي مع المخاطر الجيوسياسية المتزايدة؛ من خلال الاعتماد على التحالفات والموارد الثنائية (44%، مقارنة بـ 36% عالميًا)، وإنشاء سلاسل توريد موازية (35%) والتوسّع في أسواق محايدة (28%)، وهذه التوجّهات مدفوعة بالرغبة في خفض تكاليف النقل والحدّ من اضطرابات سلسلة التوريد.
التوجّه نحو الدمج: اختارت ربع الشركات، خلال الدراسة، الاعتماد على عدد أقلّ من الموردين. ويدفعها نحو هذا الاتجاه رغبتها في الحدّ من انقطاع العرض، حتى في الوقت الذي تتصارع فيه الشركات مع المفاضلات بين التنويع والسيطرة، وإدارة المخاطر. ويظلّ التنويع هو النهج الأكثر رواجاً لإعادة رسم التوزيع الجغرافي، حيث تستخدمه نسبة 43% من الشركات لبناء سلاسل توريد مرنة. وذكر 34% من المدراء التنفيذيين أن إنشاء سلاسل توريد ثنائية/متوازية لتعزيز المرونة والتوافق، مدعومة بنهج أكثر إقليمية لسلاسل التوريد، هو الإستراتيجية الأكثر فعالية لتقليل التكاليف الإجمالية في التجارة وسلسلة التوريد.
عقبات التجارة في عام 2024: تواجه الشركات تحدّيات كبيرة في التصدير والاستيراد بسبب الشكوك المحيطة بالتعريفات الجمركية، حيث أعربت نسبة 26% منها (مقارنة بنسبة 20% عالميًا) عن مخاوفها بشأن مستقبل الصادرات مقابل نسبة 18% فيما يتعلق بالواردات. وتشمل التحديات الأخرى زيادة التضخم وعدم اليقين الاقتصادي، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف المدخلات (25%)، وعدم الاستقرار السياسي في أسواق المصدر الرئيسي (22%) .
إعطاء الأولوية للمرونة: على الرغم من زيادة التكاليف، تحافظ الشركات على مخزون إضافي كبير في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية الحالية، حيث تقوم نسبة 45% من المدراء التنفيذيين بدمج أوقات احتياطية إضافية تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر ضمن سلاسل التوريد الخاصة بهم، وهي أعلى نسبة بين جميع المناطق التي شملها الاستطلاع.
وقال عبد الله بن دميثان، المدير التنفيذي والمدير العام “دي بي ورلد”، دول مجلس التعاون الخليجي: “مع دخولنا إلى ساحة المشهد الجيوسياسي والاقتصادي المتطوّر لعام 2024، تعمل الشركات على مواءمة إستراتيجياتها مع المبادرات القائمة؛ مثل أجندة دبي الاقتصادية D33 ورؤية المملكة 2030 للاستفادة من الأسواق الجديدة وتعزيز فرص التجارة. وتؤكد دراستنا على الدور الحاسم للتكنولوجيا في تعزيز سلاسل التوريد، والتنبؤ بالاضطرابات؛ حيث أن اعتماد التكنولوجيا الناشئة لا يقتصر على مواجهة التحديات فحسب؛ بل يتعلق بالمرونة والقدرة على التكيف والالتزام الراسخ بالابتكار لرسم مسار النجاح في المستقبل”.