في رحلة ملهمة تنطلق من تنظيم الاستثمارات السيادية إلى قيادة التنمية الاقتصادية، يتألق خالد الرميحي دائمًا في أيقونة الأعمال الديناميكية. واليوم، بصفته الرئيس التنفيذي لمجموعة العمرية، يقدم لنا رؤيته الفريدة لمغامرة جديدة – بناء إمبراطورية في عالم الأطعمة والخدمات التي لا مثيل لها في ميدان الضيافة.
تحت قيادته، أصبحت مجموعة العمرية رمزًا للتميز والابتكار في منطقة الشرق الأوسط. إذ تعتبر مطاعمهم ساحات للطهاة، في حين يعد الفندق وجهة بارزة للرفاهية. وهذا النجاح في الوجهات الفاخرة والمطاعم الحائزة على جوائز عالمية؛ يكمن وراءه عمل دؤوب واجتماعات مستمرة لتكوين فهم عميق ووضع خطط للتطوير المستمر في عالم الأطعمة.
هذه القصة تروي كيف يسعى خالد الرميحي، بفلسفته القيادية المتميزة والمحنكة، لدفع مجموعة العمرية نحو نيل الاعتراف العالمي. إنها رحلة إلى قلب الشركة التي تعيد تعريف فن الضيافة، وتقدم تجربة لا تُنسى في كل زيارة.
وفيما يلي الحوار:
الأخ خالد: لقد شغلت مناصب مهمة في شركة البحرين القابضة “ممتلكات” ومجلس التنمية الاقتصادية وبنك إنفستكورب. كيف أثرت هذه الخبرات على نهجك كرئيس مجلس إدارة مجموعة العمرية؟
بلا شك صقلت تجاربي ، في هذه المؤسسات مهاراتي القيادية وجعلتني قائدًا أكثر شمولية وتكاملاً. وقد تمكنت من تطوير استراتيجية واضحة ومباشرة، تبدو بسيطة للوهلة الأولى، لكن تطبيقها يتطلب جهدًا دؤوبًا. وقد أثبتت نجاحها في جميع المؤسسات التي توليت قيادتها، بما في ذلك مجموعة العمرية.
تتمثل هذه الاستراتيجية في ثلاث ركائز أساسية:
رؤية واستراتيجية متينة: أؤمن بأهمية تحديد رؤية واستراتيجية واضحة المعالم، مصحوبة بمؤشرات أداء رئيسية محددة لقياس التقدم نحو تحقيق هذه الرؤية. يحتاج أفراد المنظمة إلى فهم الاتجاه الأساسي الذي تسعى إليه المؤسسة بثبات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تجسيد هذه الرؤية، وتعزيزها بنشاط كل يوم أمران حاسمان لتحقيق هذه الرؤية.
نموذج تشغيلي فعّال: يركز العنصر الثاني على بناء نموذج تشغيلي أو هيكل تنظيمي قادر على تنفيذ الاستراتيجية المحددة. وهذا يعني ضمان وضوح توزيع الأدوار وتحديد المسؤوليات بشكل صارم.
فريقٌ من النخبة: إن تكوين فريق عمل يضم أفضل الكفاءات الممكنة هو ركيزة أساسية للنجاح. ففِرقُ العمل الرائعة تحقق نتائج استثنائية. وعندما يُبنى فريقٌ قوي ومتماسك ومتحد بروحٍ من التعاون – يعملون جميعًا نحو هدف محدد – تتحقق نتائج باهرة. وقد أثبت هذا النهج نجاحه في مختلف المجالات كجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز نجاح المجموعة.
أعتقد أن الخبرات المتنوعة التي اكتسبتها عبر هذه المناصب المختلفة تُمكّنني اليوم من قيادة مجموعة العمرية بحكمةٍ أكبر وفهمٍ أعمق للتجارة والسوق.
أي فلسفة أو استراتيجية قيادية تجد أنها أكثر فعالية في دفع الابتكار والنمو في كيان تجاري متنوع مثل مجموعة العمرية؟
تَعني القيادة الفعَّالة بالنسبة لي، أن تكون قائدًا يتحدث بالأفعال من خلال تجسيد السلوكيات والثقافة التي تتمنى تعزيزها داخل المؤسسة. الأفعال في كثير من الأحيان تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، والناس يتأثرون بشكل أكبر بما يرونه في تصرفاتك. لذا، أجد أنه من الضروري أن أكون صادقًا مع فريقي، وأبني الثقة بيننا، وأتعهد بالعمل جنبًا إلى جنب لتحقيق رؤية مشتركة. إن تلك الروح تلهمهم لتوسيع آفاقهم وما كانوا يعتقدونه في البداية.
اؤمن أيضا بأهمية تحديد أهداف طموحة وقابلة للتحقيق، والسعي المستمر لتحقيقها على مدار العام، وذلك بهدف خلق رؤية إيجابية. عندما يشاهد الفريق ثمار جهودهم، يتعزز إيمانهم بالرسالة والرؤية. كما يحتاج الابتكار والنمو إلى دفع متواصل وتحسين مستمر ولكن من المهم أن يظل الفريق متحفزًا.
نظرًا لخلفيتك الواسعة في مجال الاستثمار والتنمية الاقتصادية، ما هي رؤيتك الاستراتيجية لنمو وتوسع مجموعة العمرية في قطاعي الضيافة والتموين؟
طموحي لمجموعة العمرية، هو أن يكون لها تأثيرًا عميقًا ودائمًا على قطاعي الضيافة والتموين. أهدف إلى توجيه الشركة لأن تصبح لاعبًا دوليًا في مجال الضيافة، عبر نمو مستدام ومدروس. نحن نتبنى نهجًا يركز على النجاح على المدى البعيد، إلى جانب والحفاظ على معاييرنا العالية، مع التقدم التدريجي نحو التفوق الملحوظ.
نتبنى هذه الرؤية بقوة، حيث نقدم أفكاراً مبتكرة تجمع بين النكهات العالمية والجاذبية المحلية، ونسعى لتوسيع محفظتنا، وتعزيز قيادتنا في صناعة الضيافة والتموين. على أن تكون استراتيجيتنا للتوسع حذرة ومتطورة في نفس الوقت، حيث نركز أولاً على الأسواق المجاورة قبل التوسع إلى مناطق جديدة، مما يضمن بناء وجود مستدام في كل منطقة جديدة ندخلها.
سأبدأ أيضًا في البحث عن شراكات استراتيجية فاعلة لأنني أرى أن لها دورًا حاسمًا في خطة نمونا. من خلال دمج خبرتنا بتلك الشراكات، يمكننا أن نجمع بين رؤى جديدة ومهارات متنوعة من مصادر مختلفة. أعتقد أن هذه الشراكات هي مفتاح تحقيق فرص جديدة لتجاوز أقصى حدود ما يمكن أن نقدمه.
نحن نستثمر في فريقنا فهو الأساس في كل ما نقوم به. ، ننمّي مواهبهم، ونعزز ثقافة التميز. إنهم من خلال إبداعهم واخلاصهم يحققون لمجموعة العمرية ليس فقط نيل الاعتراف العالمي، ولكن أيضًا مواصلة إرث الابتكار والتميز الذي يتجذر في هويتنا.
باعتبارك قائدًا يتمتع برؤية عميقة للمشهد الاقتصادي في الشرق الأوسط، ما هي التحديات والفرص الفريدة التي تراها في قطاع الضيافة بالمنطقة؟
الفرص في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي هائلة. فهي تعتبر نقطة جذب لافتة للسياحة والضيافة حاليًا. حيث تتمتع ببنية تحتية رائعة، وترابط عالمي كبير، وتقدم كل وسائل الراحة التي يحتاجها أي زائر، بما في ذلك الأمان، لذا فهي تستقطب عدداً من أغنى وأكثر المسافرين خبرة في العالم.
يشهد قطاع الضيافة حالياً،انتعاشًا ملحوظًا. وهناك إقبال كبير جدًا على التجارب الفريدة والمميزة، سواء في فئة الفنادق البوتيكية أو الأفكار الجديدة للمطاعم. وما يثير الحماس حقًا هو التطور الملحوظ في قطاع الضيافة في المملكة العربية السعودية، إلى جانب النمو الذي نشهده في كل من البحرين والإمارات والكويت وعمان وقطر. وبالنسبة لأصحاب الفنادق والمطاعم، توجد فرصة للنمو بشكل كبير في المنطقة بالتشريعات المرنة والتطورات التي تجعلهم يتنافسون على المستوى العالمي.
بالنسبة لنا، يتمثل التحدي في جذب المواهب المناسبة، على الرغم من أنها أصبحت أسهل بشكل عام. نلاحظ أن المحترفين من أوروبا وآسيا أصبحوا أكثر انفتاحًا على الاستقرار والعمل في منطقة الخليج مقارنة بالماضي. علماً بأنه كان في السابق المحفز الوحيد لاستقطاب هذه النوعية من المواهب هو العائد المادي فقط، في حين على الصعيد المحلي تتطور المواهب المحلية لدينا وتزدهر بسرعة حيث يتمتعون بحماس متزايد للعمل في الضيافة.
“مجموعة العمرية ملتزمة بتقديم تجارب لا تنسى من خلال تصميم جميل وأجواء فريدة.” كيف يمكنك تطبيق هذه الأفكار في سياق العمل وتحسين تجربة العملاء؟
تتجسد هذه الفلسفة في كل جوانب خدماتنا في شركة العمرية. نحن نهتم بتصميم كل عقار ومساحة بعناية فائقة لدمج الجمال البصري مع الوظائف والأداء المتميز. ونحن نضمن أن تكون كل زيارة تجربة لا تُنسى، حيث نسعى لخلق ذكريات استثنائية لعملائنا.
تلعب أجواء أماكننا دورًا محوريًا في تعزيز تجربة الضيف. سواء كان إنشاء أجواء هادئة ومريحة أو بيئة نابضة بالحياة والحيوية، فإن هدفنا هو خلق مساحات تتناغم معنوياً مع ضيوفنا وتترك انطباعًا يدوم.
يُعَدُّ التميز في الخدمة جزءاً آخر مهماً في رسالتنا. ففريقنا مدرب بعناية على تقديم خدمات شخصية ومتناغمة، تتجاوز توقعات الضيوف لتجعل كل زائر يشعر بتقدير فريد. يتعزز هذا النهج الشامل لتجربة الضيف ويحوّل كل زيارة إلى حدث خاص واستثنائي.
في قطاع المطاعم، نقدم الابتكار على المائدة من خلال أطباق تمزج ما بين اللمسات المحلية والنكهات العالمية. ويتم تشجيع الطهاة على التجربة وتخطي الحدود، وتحويل كل وجبة إلى رحلة لذيذة ومميزة لعشاق الطعام.
بالإضافة إلى ذلك، نحرص على التحسين المستمر ونعمل بجدية على جمع ملاحظات وتجارب ضيوفنا لتطوير خدماتنا. من خلال فهم اختياراتهم والتكيف معها، فنحن نقدم بشكل مستمر تجارب استثنائية ومتطورة، مع التركيز على تلبية توقعاتهم وتجاوزها.
في جوهرها، تتجاوز مهمتنا في مجموعة العمرية المألوف، حيث نبتكر معًا التصميم، والأجواء، والخدمة، وفنون الطهي، والإبداع، لنقدم لضيوفنا تجارب غير عادية لا تُنسى.
ما هي العوامل الرئيسية وراء نجاح مجموعة العمرية في خلق تجارب ضيافة حائزة على جوائز، كما رأينا في تكريم مطعم “ماسو” مؤخرًا ضمن أفضل 50 مطعمًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟
مشوارنا نحو خلق تجارب ضيافة استثنائية يحدده نهج مدروس ومبتكر. وأساس فلسفتنا هو ابتكار مفاهيم فريدة من نوعها ونابعة من تراثنا. نفخر بتقديم تجارب طعام لا تعكس فقط أناقة مشهد الطهي العالمي ولكنها تُجسد أيضًا جوهر الضيافة المحلية. هذا المزيج من الرقي العالمي والسحر المحلي هو ما يجعل خدماتنا مميزة جدًا، ويجعل ضيوفنا يعودون لتكرار هذه التجربة.
عملية الإبداع لدينا هي رحلة تعاونية وشغوفة إلى حد كبير. بدءًا من نقطة الصفر، إذ يعمل فريقنا المخلص بلا كلل؛ في تقديم اشهى أطباق الطعام مع الحفاظ على جمالياتها في التقديم. يضمنون أن كل فكرة نضعها ليست فقط جديدًة ومثيرًة، ولكن تستمرأيضًا في التطور والتحسن بمرور الوقت. هذا التطور المستمر هو مفتاح الحفاظ على تجارب ديناميكية وجذابة.
وتعتبر الأصالة هي مكوناً حيوياً في وصفة نجاحنا. حيث نحترم بعمق أصول مكوناتنا ونولي لها قيمة كبيرة لتقديم نكهات وتجارب أصلية وعالية الجودة لضيوفنا. حيث يشمل إهتمامنا باستخدام أفضل المكونات مع التمسك بتقنيات الطهي؛ ضماناً لتقديم أفضل تجربة ضيافة شاملة ورائعة.
وفيما يتعلق بالتصميم الداخلي، فأننا نتجاوز مجرد الجماليات، لأن. فلسفتنا هي خلق مساحات فاخرة ومتطورة تقدم تجربة شاملة إذ يتم اختيار كل التفاصيل، من التصاميم الدقيقة على أثاثنا إلى الإضاءة والأعمال الفنية المختارة بعناية، لخلق تجربة حسية كاملة غامرة لا تنسى.
أخيرًا، تلعب المواهب التي نضمها إلى مجموعتنا دورًا مهمًا في نجاحنا. الطهاة والموظفون ليسوا فقط مهرة في حرفتهم؛ بل يجلبون وجهات نظر جديدة ومبتكرة تساهم في الجودة العالية لتجارب تناول الطعام لدينا. إلى جانب اهتمامنا الدقيق بكل جانب من جوانب تجربة الضيف، من الأجواء إلى الخدمة، نضمن أن زيارة أي مطاعم مجموعة العمرية هي في حد ذاتها رحلة غير عادية.
مع تطور اتجاهات السوق وتفضيلات الضيوف، كيف تخطط مجموعة العمرية للبقاء في طليعة صناعة الضيافة ومجال المطاعم المتنافسة؟
رغم تغير الاتجاهات والتفضيلات، يبقى الطلب على الجودة والتجارب الاستثنائية ثابتًا. أعتقد أن الحفاظ على تفوقنا في هذه الصناعة يتطلب توازنًا بين الابتكار المستمر والالتزام بالجودة.
نحن نعمل باستمرار على تحسين نهجنا الذي يركز على العملاء، ونضمن أننا منسجمون مع أذواق وتوقعات عملائنا المتطورة. لا يتعلق الأمر فقط بتلبية احتياجاتهم، بل يتعلق باستباقها وابتكار تجارب تترك انطباعًا يدوم.
إن الاستثمار في موظفينا ومواردنا أمر مهم أيضًا. من خلال رعاية فريق من أفضل المحترفين في مجال الطهي والضيافة وضمان الوصول إلى أفضل المكونات، نضمن أن تظل خدماتنا استثنائية، وتجذب كلًا من الأذواق المحلية والعالمية.
الابتكار هو المحرك الرئيسي بالنسبة لنا. نحن ملتزمون بإدخال تجارب جديدة ومثيرة إلى السوق بالإضافة إلى توسيع مفاهيمنا المجربة إلى مناطق جديدة. كل مشروع جديد هو فرصة لتجاوز أنفسنا وخلق شيء أكثر روعة مما كان عليه من قبل. وهذا يتضمن مراقبة دقيقة لتفضيلات أسواقنا المستهدفة والتكيف وتطوير خدماتنا لتتماشى مع هذه الرؤى.
كما أن الشراكات الاستراتيجية هي جانب آخر من استراتيجيتنا. حيث سيمكننا التعاون مع الآخرين من إضافة وجهات نظر جديدة وإمكانيات محسنة إلى خدماتنا، مع الحفاظ على خدماتنا في طليعة هذه الصناعة.
في النهاية، يتميز تفانينا في خلق تجارب فريدة واستثنائية. إذ تصاغ كل فكرة جديدة برؤية متميزة وغير قابلة للتكرار. هذا النهج لا يحافظ فقط على تميز خدماتنا وتجديدها، بل يساعدنا أيضًا في تعزيز قاعدة عملاء مخلصة تدرك تماماً أن أفضل التجارب تكمن في مجموعة العمرية.
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.
Follow Us