الإمارات العربية المتحدة،29 فبراير 2024
كشفت “إنترناشيونال أس أو أس”، الشركة العالمية الرائدة المتخصصة في مجال توفير الخدمات الطبية والمساعدة الصحية والأمنية، اليوم عن أبرز الرؤى والمعلومات التي وردت في تقرير “إنترناشيونال أس أو أس” لاستشراف المخاطر 2024، حيث سلّطت الضوء على الأثر الكبير الذي يحدثه التغيّر المناخي على الشركات والمشاريع حول العالم. ووفق التقرير، تشير الإحصاءات إلى زيادة في مستوى الوعي لدى المستجيبين، حول خطورة التداعيات الناتجة عن الظواهر المناخية وتأثيرها على الأعمال بمختلف جوانبها ورفاه الموظفين، إذ يدرك 72% من المستجيبين حجم الأضرار والتأثيرات التي ستحدثها الظواهر الجوية الشديدة والكوارث الطبيعية على أعمالهم وموظفيهم في العام 2024، لتخلّف أثراً ملموساً وواضحاً على عملية سير الأعمال لديهم.
ويلاحظ 62% من المستجيبين في منطقة الشرق الأوسط زيادة في المخاطر المتعلقة بالصحة والرفاهية والأمن، وذلك نظراً لما شهده العالم خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، في حين أن 20% منهم يشيرون إلى استقرار وثبات هذه المخاطر و18% يؤكّدون تراجعها.
علاوة على ذلك، يظهر تقرير “إنترناشيونال أس أو أس” لاستشراف المخاطر 2024 العواقب والتحديات المتنوعة التي ستترتب على القوى العاملة، بما في ذلك الزيادة في المخاطر الصحية مثل الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة وما يرافقها من انخفاض في الإنتاجية. وقد تؤدي الأحوال الجوية القاسية إلى مشاكل وتعقيدات في سلاسل التوريد العالمية. كما تعد الصحة النفسية وفترات التغيب عن العمل من العوامل الرئيسية التي ستؤثّر على الموظفين، حيث يسيطر القلق المناخي على الجميع حول العالم.
فما هي التأثيرات والعواقب التي سيشهدها العالم في العام 2024؟
أشار 48% من المستجيبين إلى أن القلق من تغير المناخ هو من أحد المشاكل التي تؤثّر على القوى العاملة لديهم.
كما يعتقد 42% من المستجيبين أن مؤسستهم ليست جاهزة بالكامل للاستجابة و/أو التخفيف من الاضطرابات الناجمة عن الظروف المناخية.
ويعتقد 41% من المستجيبين أن مؤسستهم ليست جاهزة بالكامل للاستجابة و/أو التخفيف من التحديات البيئية.
بينما أوضح 26% من المستجيبين أن المشاكل/العراقيل التشغيلية تعزى إلى التغير المناخي.
وقالت د. ماري لويز فان إيك، المديرة الإقليمية للشؤون الطبية في أوروبا والشرق الأوسط: “نشهد في يومنا هذا أكثر العواصف والحرائق والرياح الموسمية شدّة، والتي قد تُحدث في حال استمرارها فوضى شديدة من حيث سير الأعمال، وقد تؤدي إلى اضطرابات ومشاكل متفاوتة. فعلى سبيل المثال، ستواجه شركات البناء والتشييد في منطقة الشرق الأوسط، التي تعتمد على القوى العاملة في المواقع المفتوحة والخارجية، تحديات كبيرة أبرزها الارتفاع في درجات الحرارة الذي يخلق تراجعاً في إنتاجية العمال والموظفين بصورة تدريجية، إلّا أننا قد نشهد جموداً من حيث العمليات والأعمال في ظل ظروف عمل غير سليمة وآمنة. إذ نتجه نحو عالمٍ أكثر اضطراباً، تدفعه درجات الحرارة المرتفعة والتراجع في جودة الهواء وانتشار الأمراض الجديدة وازدياد الحالات النفسية جراء الكوارث الطبيعية والقلق المناخي. في الواقع، يعدّ تلوث الهواء أحد الأسباب البيئية الرئيسية للمرض والوفاة المبكرة في جميع أنحاء العالم. كما تؤدي الأنماط المناخية المتغيرة إلى ظهور وانتشار الأمراض المنقولة بواسطة بالنواقل في المناطق التي لم تتأثر سابقًا وتؤثر الظروف المناخية سلبًا على الصحة النفسية للأفراد، ما قد يشكّل نتيجة رئيسية لتعرضهم لاضطراب ما بعد الصدمة بسبب كارثة طبيعية، أو التعرض المستمر للكوارث العالمية، مما يسبب لهم قلقًا واكتئابًا على المدى الطويل. “
وأضافت: “شهدنا، في “إنترناشيونال أس أو أس” زيادة ملحوظة في عدد التنبيهات المتعلقة بالمناخ التي أصدرناها العام الماضي. كما لاحظنا خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2023، زيادة بمقدار أربعة أضعاف في التنبيهات المتعلقة بالمناخ والتي أرسلناها لعملائنا، مع زيادة بنسبة 80% في عدد التنبيهات الطبية المتعلقة بالمناخ مقارنة بالعام السابق. وتؤكد هذه الزيادة على ضرورة فهم المؤسسات للعلاقة المتشعبة بين التغير المناخي والمخاطر الصحية.”
وترى د. ماري لويز فان إيك أنه يجب على المؤسسات الانتباه من الخسائر التي يمكن أن تتكبدها من الظواهر الجوية الشديدة، كما يمكن أن يساعد الاستثمار في إجراءات التأهب للكوارث والتغير المناخي في ضمان تكيّف الشركات والمشاريع مع العواصف، مشيرة إلى أن التغير المناخي يعدّ من العوامل الرئيسية للقلق البيئي ويؤثّر بصورة مباشرة على الأفراد والشركات. ويؤدي التغير المناخي إلى تفاقم التوترات ومضاعفة الثغرات والتحديات التشغيلية الحالية، على الرغم من أنه حتى وقت قريب، نادراً ما كان يُنظر إليه على أنه المحرك الوحيد للصراعات أو القضايا الأمنية. وقد تلعب التأثيرات المتتالية التي يفرضها التغير المناخي دوراً أساسياً في دفع الاضطرابات المدنية والعنف والمسائل الأمنية، فضلاً عن تضخيم حالات انعدام الأمن السياسي والاجتماعي والاقتصادي الحالية.
واختتمت فان إيك قائلة: “ويكمن دور المؤسسات اليوم في مراقبة هذه الكوارث والتركيز على المرونة المناخية ودمج التدابير الاستباقية في أطرها التشغيلية. وتجدر الإشارة إلى أن خريطة المخاطر من إنترناشيونال أس أو أس لعام 2024 تتضمّن مستوى جديداً يحدد مخاطر التغير المناخي، وهي أداة مهمة للتخطيط الاستراتيجي، ما يوفّر تقديرات كمية حول تأثير التغير المناخي على الأزمات والكوارث الإنسانية في المستقبل. ويهدف مؤشر المخاطر هذا إلى تقديم سياسات ومنهجيات مختلفة للتخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معه، والحد من مخاطر الكوارث، ودعم التنمية المستدامة والمساعدات الإنسانية من أجل زيادة القدرة على التكيف مع الآثار الخطرة لتغير المناخ”.
أهم خمسة تدابير عملية يمكن المؤسسات اعتمادها للتخفيف من مخاطر التغير المناخي وحماية العاملين فيها في العام 2024:
وضع خطة شاملة لإدارة مخاطر التغير المناخي: تصميم خريطة استراتيجية تظهر تأثيرات التغير المناخي على العمليات للاستفادة منها في استراتيجيات التخفيف والاستثمارات.
إشراك الموظفين ضمن مختلف أقسام المؤسسة: تعزيز التعاون بين الموارد البشرية ومديري المخاطر وقسم المدراء التنفيذيين لتسخير الخبرات المتنوعة في مكافحة المخاطر المتعلقة بالمناخ.
تعزيز البروتوكولات الأمنية والتركيز على التأهب الطبي: إنشاء نظام لتحديد وتقييم ومراقبة المخاطر الصحية والأمنية المتعلقة بالتغير المناخي، والتعرف على مرافق الرعاية الصحية المحلية وسعتها وضمان الوصول إلى الرعاية الطبية أثناء الاضطرابات.
تزويد القوى العاملة بحلول الدعم العاطفي اللازمة: تطوير برامج لمعالجة آثار التغير المناخي على الصحة النفسية للموظفين، مثل القلق والتوتر واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
الاستفادة من الخبرات والبيانات الخارجية: تسخير الرؤى والاستفادة من دعم الخبراء من الأطراف الثالثة لإجراء تقييم لأوجه الضعف ومخاطر التغير المناخي والتعرف على أفضل الممارسات لمواجهة تعقيدات إدارة مخاطر التغير المناخي بصورة فعالة.
وتواصل “إنترناشيونال أس أو أس” التزامها بتقديم التوجيه والدعم اللازمين لضمان سلامة ورفاهية الموظفين حول العالم، في ظلّ الجهود التي تبذلها الشركات للتكيّف مع المشهد المتطور الناتج عن التغير المناخي.