الإمارات العربية المتحدة، بزنس نيوز: وسط جائحة كوفيد-19، ومع ازدياد صعوبة إجراء العمليات الجراحية، ازدادت الحاجة إلى الجراحة الروبوتية التي توفّر للمرضى إجراءات بأدنى قدر من التوغّل الجراحي، مع تأمين حماية أكبر للأطباء وغيرهم من المتخصّصين في الرعاية الصحية، مقارنة بالإجراءات الجراحية اليدوية التقليدية. حيث يقدّر عدد الأشخاص الذين يخضعون للعمليات الجراحية سنوياً بحوالي 313 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. ولا شك أن أزمة جائحة كوفيد-19 زادت من الخطر الذي يتهدّد هؤلاء المرضى، ما جعل التكنولوجيا الروبوتية تجسّد الحلّ المثالي للتحديات التي تواجهها الجراحة التقليدية، ومن ضمنها الجراحة بواسطة الروبوت الجراحي فيرسيوس Versius الذي يعيد حالياً تعريف قطاع الرعاية الصحية في الإمارات العربية المتحدة.
الدكتور جيريش جونيجا، أخصّائي الجراحة التنظيرية والجراحة العامّة في الإمارات العربية المتحدة، يتطلّع دائماً إلى التقدّم في مجال العمليات الجراحية ذات الحدّ الأدنى من التدخّل الجراحي، متسلّحاً بخبرة تفوق 30 عاماً في مجال الجراحة العامة. وإحدى التطوّرات الثورية في هذا القطاع تتمثّل في إدخال نظام الروبوت الجراحي، فيرسيوسVersius ، وهو روبوت جراحي متطوّر مصمّم لتقديم العديد من الفوائد للمرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية طفيفة التوغّل، بالإضافة إلى منحه تجربة فائقة للجرّاحين.
وقد أجرى الدكتور جيريش جونيجا أول إجراء جراحيّ بواسطة روبوت فيرسيوس بعد أسابيع من التدريب وقال عن تجربته هذه: “إن سلامة المرضى هي أولويتنا الرئيسية وفي ظلّ جائحة كوفيد-19 نحتاج إلى التأكّد من إجراء الجراحة في أفضل بيئة وبأفضل الأساليب. وأنا أؤمن بأن الروبوتات الجراحية توفّر هذا المستوى من السلامة للمرضى، ولا سيما من ناحية الحفاظ على التباعد الجسدي أثناء جلوس الجراح في وحدة التحكّم، والذي من شأنه أن يقلل من احتمالية إصابة المريض أو الفريق الجراحي بعدوى كوفيد-19.”
وأضاف: ” منذ رأيت روبوت فيرسيوس للمرّة الأولى، أدركت على الفور أن الانتقال من تنظير البطن إلى الجراحة الروبوتية سيكون غاية في السهولة. إذ وجدت التصميم الكامل لروبوت فيرسيوس مريحاً بأذرع مصمّمة لتحاكي يدي الجرّاح، من حيث المفاصل والقدرة على التحرّك بدقّة. وبالإضافة إلى ذلك، فهو يمنحنا حرية تحديد وضعية الذراعين كما نرغب ووفقاً لما هو أفضل للمريض. ومن ناحية أخرى، تمّ تصميم وحدة التحكّم الخاصة بالجرّاح بشكل ممتاز، حيث أنها مفتوحة بشكل يتيح لي مراقبة فريقي والمريض والذراعين معاً، وهذا يزيد من فاعلية التواصل ويجعل الجراحة آمنة وسالمة تماماً.”
وأكمل الدكتور جونيجا حديثه قائلاً: “في الواقع، الجانب الأكثر أهمية الذي يجب مراعاته هنا يتعلّق بالمرضى، وفيرسيوس يمتاز بوضعية أفضل تسمح بقدر أقلّ بكثير من الفصل لجدار حاجز البطن من الجراحة بالمنظار. ومن شأن ذلك أن يساعد إلى حدّ كبير في التسريع من عملية التعافي بعد العملية، وبسبب المبازل الصغيرة، فإن فرص الإصابة والفتق الجانبي تقلّ بشكل كبير حتماً.”
“أنا شخصياً وبصفتي أخصائي في جراحة علاج السُمنة (فقدان الوزن)، فقد أرسى روبوت فيرسوس توازناً كبيراً بين تلبية احتياجات الجرّاح في إجراء جراحة مع أقلّ قدر من التوغّل، بالإضافة إلى التركيز بشكل كبير على المرضى وتحسّنهم، ما يؤدّي إلى جراحة تمتاز بدقّة أكبر، وألم أقلّ، وتعافٍ أسرع، واحتمالات أقلّ للعدوى وفقدان الدم، ناهيك عن الخروج المبكّر من المستشفى، ومحدودية الندوب، وسرعة الشفاء، مع نتائج سريرية أفضل. ولا شك أن هذا الروبوت سيسمح لنا بتوسيع نطاق عملنا كجرّاحين وتحقيق الكثير دون التأثير سلباً على سلامة المرضى.”
وفيرسيوس هو روبوت جراحي من الجيل الجديد تمّ تطويره ليحاكي حركة الذراع البشرية، ويتمّ التحكم فيه من قبل الجراحين عبر وحدة تحكّم المزوّدة بشاشة خاصّة. صُمِّم فيرسيوس خصيصاً لتلبية احتياجات المرضى والجراحين والفرق الجراحية على حدٍّ سواء، كما يهدف إلى تحسين التنائج الصحية بالنسبة للمرضى. وبالمقارنة مع جراحة تنظير البطن اليدوية، فإن المعصمين المفصليين الدقيقين، والتخطيط المباشر للأداة، والتصوّر المدمج ثلاثي الأبعاد ذا الدقّة العالية، كلّها تمنح فيرسيوس دقّة مذهلة وتحكّماً وبراعة وإدراكاً رائعاً لمستوى التوغّل في الجسم.