أشادت فريال رمضان، مديرة الغيث للاستشارات الهندسية، بالدور المحوري الذي تلعبه بلدية عجمان في الارتقاء بمواصفات البناء لتواكب أفضل المعايير العالمية، مؤكدةً أن هذه الجهود أسهمت في جعل الإمارة وجهة جاذبة للمستثمرين الذين يتطلعون اليوم إلى تنويع مشاريعهم بما يتناسب مع تحولات السوق.
وفي حديث خاص، أشارت فريال رمضان إلى تنامي طلبات المستثمرين التي تعكس تبايناً واضحاً في التوجهات، حيث يسعى البعض إلى التركيز على الوحدات السكنية الصغيرة المكونة من غرفة أو غرفتين، بينما يطالب آخرون بتصاميم أكثر اتساعاً تلبي احتياجات العائلات الكبيرة. وأوضحت أن هذا التنوع يعكس تحولات ديموغرافية مهمة في الإمارة، حيث تتعايش شريحة الشباب والأسر الصغيرة مع العائلات الممتدة التي تفضل العيش بشقق ذات مساحات رحبة.
ولفتت الخبيرة العقارية إلى أن بلدية عجمان لعبت دوراً محورياً في تسهيل هذه التحولات من خلال تبني معايير بناء مرنة تسمح للمطورين بتقديم حلول مبتكرة. فمن ناحية، تشجع البلدية التصاميم الذكية التي تحقق الاستفادة القصوى من المساحات الصغيرة عبر اعتماد المفاهيم المفتوحة وأنظمة التخزين المدمجة، ومن ناحية أخرى، تتيح المجال لإنشاء وحدات سكنية عائلية بمواصفات تتناسب مع متطلبات الراحة والخصوصية.
وأكدت رمضان أن هذا النهج المتوازن الذي تتبناه عجمان يجعلها نموذجاً فريداً في السوق العقاري الإقليمي، حيث تنجح في الجمع بين الكفاءة الاقتصادية للمساحات الصغيرة ورفاهية الوحدات العائلية الكبيرة. ولفتت إلى أن العديد من المستثمرين بدأوا يدركون أهمية هذا التوجه، حيث يسارعون إلى تعديل خططهم التنموية لتشمل كلا النمطين، مع التركيز على جودة التشطيبات والخدمات المشتركة التي تضيف قيمة حقيقية للمشاريع.
وتوقعت رمضان أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الابتكارات التصميمية في إمارة عجمان، مدفوعةً بالتعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص لمواكبة التغيرات الاجتماعية وضمان استدامة النمو العقاري. وشددت على أن سر نجاح الإمارة يكمن في قدرتها على تحقيق التوازن بين التطور العمراني المتسارع والحفاظ على هوية مجتمعية تتميز بالترابط الأسري والقيم الاجتماعية الأصيلة.
وأضافت فريال رمضان: «ما نشهده اليوم في عجمان هو نموذج فريد للتكامل بين الرؤية الحكومية والاستجابة السوقية الذكية. فمن ناحية، توفر البلدية بنية تحتية متطورة ولوائح مرنة تدعم الابتكار في التصاميم، ومن ناحية أخرى يستجيب المستثمرون بسرعة لهذه التحولات الديموغرافية عبر عروض عقارية متنوعة».
وتابعت: «أرى أن المشاريع الجديدة يجب أن تدمج بين النمطين – وحدات صغيرة اقتصادية وأخرى عائلية فسيحة – في نفس الموقع، مما يخلق مجتمعات سكنية متكاملة تلبي جميع الأذواق. هذه الاستراتيجية لم تعد رفاهية بل ضرورة في سوق يتسم بالتنافسية العالية، حيث يسعى الجميع لتحقيق التوازن بين الربحية وجودة الحياة».
وأشارت إلى أن «العائلات الشابة اليوم تبحث عن مرونة أكبر، فالكثيرون يبدأون بشراء شقق صغيرة ثم ينتقلون لوحدات أكبر في نفس المشروع عندما تتوسع أسرهم، وهذا النموذج يضمن ولاء العملاء ويقلل من هجرة السكان للمناطق الأخرى».
واختتمت بالقول: «عجمان تثبت أن التخطيط العمراني الذكي ليس مجرد شعارات، بل واقع ملموس يعكس فهمًا عميقًا لتحولات المجتمع واحتياجات الأسر بمختلف تكويناتها».