· جلسات غازتك هيدروجين تتناول دور الهيدروجين في بناء مستقبل يقوم على مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة
· صناع السياسات وقادة قطاع الطاقة يُناقشون الخطوات اللازمة لتعزيز الاستفادة من الهيدروجين وضمان التحول السريع نحو الاقتصاد الهيدروجيني
دبي بزنس نيوز: كشف غازتك، المعرض والمؤتمر الأكبر في العالم لقطاع الغاز والغاز الطبيعي المُسال والهيدروجين والطاقة، عن توسيع برنامجه من خلال تنظيم فعالية غازتك هيدروجين التي تُقدم لأول مرة هذا العام. وتحتضن هذه الفعالية حوارات ومناقشات عالمية حول إمكانات قطاع الهيدروجين، بهدف المساعدة في تحقيق الأهداف المُرتبطة بإزالة الكربون والوفاء بالتزامات التحول نحو مصادر الطاقة عديمة الانبعاثات الكربونية.
وتُقام الفعالية، باعتبارها جزءاً من معرض ومؤتمر غازتك 2021، في مركز دبي التجاري العالمي؛ حيث تتضمّن سلسلةً من الجلسات الحوارية المُتخصصة لمناقشة مساهمة قطاع الهيدروجين في بناء مستقبل يعتمد على مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة، ودور هذا القطاع في مُساعدة مُنتجي النفط والغاز ضمن دول مجلس التعاون الخليجي على تقليل انبعاثات غاز الميثان ودفع عجلة تنمية الاقتصاد الهيدروجيني.
كما شهد اليوم الافتتاحي لمعرض ومؤتمر غازتك 2021 جلسةً حواريةً لشخصيات وزارية رفيعة المستوى ركزت على الخطوات الواجب على صُنّاع السياسات اتخاذها لضمان التوسع السريع لسلسلة توريد الهيدروجين، بالإضافة إلى مُناقشة تأثير اللوائح التنظيمية في تسهيل التوجّه نحو قطاع الهيدروجين الأخضر والأزرق؛ وذلك في إطار الجلسات الحوارية المستمرة على مدار يومي المؤتمر، والتي يشارك فيها وزراء حكوميون من أسواق الطاقة الرائدة في العالم.
وبهذا الصدد، قال سعادة أودايا غامانبيلا وزير الطاقة السيريلانكي: “على الرغم من أنه يمكن من خلال توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح استبدال الوقود الأحفوري على المدى الطويل، إلا أن هنالك العدد من القطاعات التي يمكن توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لها عبر هذه المصادر مثل الطيران، لذلك نعتقد بأن الهيدروجين سيكون وقود المستقبل عبر الاستفادة بشكل أكبر من طاقة الرياح والطاقة الشمسية الوفيرة في سريلانكا. ومن المتوقع أن يحقق الهيدروجين الاكتفاء الذاتي سريلانكا على صعيد الطاقة وقد يجعل منها من المصدرين”.
وحظي المشاركون خلال فعالية غازتك هيدروجين يوم 22 سبتمبر بفرصة التعرف على أهمية قطاع الهيدروجين والفرص الهامة التي يمنحها لمُنتجي الطاقة في منطقة الخليج العربي من أجل إعادة رسم ملامح ممارساتهم التجارية وقيادة التحوّل نحو عمليات الطاقة مُنعدمة الانبعاثات. كما تتيح عمليات إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق فرصاً فريدةً تضمن تحقيق الالتزامات المُرتبطة بحماية المناخ والتقليل بشكل كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، رغم التحديات الكبيرة الناجمة عن توسّع نطاق المشاريع والبنية التحتية وتزايد إمكانية الوصول للمستخدمين النهائيين. وستُركز مناقشات اليوم الثاني لفعالية غازتك هيدروجين على الخطوات الواجب اتخاذها لدعم قطاع الهيدروجين في مواجهة العقبات التي تحد من إمكانية الاستفادة من إمكاناته الواسعة، وتحقيق الرؤية الهادفة لبناء الاقتصاد الهيدروجيني.
وتوفر احتياطيات الغاز الطبيعي الكبيرة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي فرصاً إيجابيةً تدعم مواصلة إنتاج الهيدروجين. ويجري العمل فعلياً على تنفيذ مشاريع ضخمة لتوسيع اقتصاد الهيدروجين في الإمارات؛ حيث يشمل ذلك مشروع استخدام الأمونيا الخضراء بقدرة 2 جيجاواط، والذي تطوّره مؤسسة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) وشركة موانئ أبوظبي، من خلال استخدام الهيدروجين الأخضر كمادة وسيطة لإنتاج الأمونيا السائلة واستخدامها كوقودٍ للسفن ولأغراض التصدير.
كما أعلنت منطقة خليفة الصناعية في أبوظبي (كيزاد) عن خططٍ لإنشاء مصنعٍ للأمونيا الخضراء بقيمة مليار دولار، والذي سينتج 200 ألف طن من الأمونيا الخضراء باستخدام 40 ألف طن من الهيدروجين الأخضر. وتعزيزاً لهذه الجهود، كشفت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) عن توقيع اتفاقية شراكة مع شركة سيمنز للطاقة ودائرة الطاقة بأبوظبي وشركة الاتحاد للطيران وشركة لوفتهانزا وشركة ماروبيني كوربوريشن وجامعة خليفة، بهدف تطوير منشأة للتحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر المخصص لقطاع النقل.
وتعمل شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) على تطوير مشروع للأمونيا في الرويس، ضمن مركزها الصناعي المختص بعمليات الاستكشاف والإنتاج والنقل والتكرير والمبيعات، باستخدام الهيدروجين الأزرق المُشتق من غاز الميثان كمادة وسيطة. وشكلت أدنوك أيضاً تحالفاً مع شركة القابضة وشركة مبادلة للاستثمار، بهدف تسريع استخدام الهيدروجين في القطاعات الاقتصادية الرئيسية بما فيها المرافق والنقل والصناعة.
إقليمياً، فيما يخص بقية دول مجلس التعاون الخليجي، أعلنت حكومة سلطنة عُمان عن إنشاء مصنع للهيدروجين الأخضر بقيمة 31 مليار دولار أمريكي في محافظة الوسطى؛ بينما تُخطط المملكة العربية السعودية لاستثمار 5 مليارات دولار أمريكي في مشروع مدينة نيوم المستقبلية بهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2025 باستخدام الرياح وآليات التحليل الكهربائي العاملة بالطاقة الشمسية.
ومن بين المواضيع التي برزت ضمن جلسات النقاشات، الدور الرئيسي المحتمل للهيدروجين في قطاع الطاقة المستقبلي؛ وإدارة عمليات إزالة الكربون ومعالجة الانبعاثات؛ والتمويل والاستثمار في المشاريع؛ وكيفية تكييف نماذج الأعمال في عالم ما بعد كوفيد-19؛ وديناميكيات العرض والطلب على الغاز الطبيعي المُسال؛ وتنويع القوى العاملة في قطاع الطاقة المستقبلي؛ إلى جانب التبادل التجاري والمقاولات والتسعير.
وانطلقت فعاليات معرض ومؤتمر غازتك 2021 برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبدعم من وزارة الطاقة والبنية التحتيّة، وتشارك في استضافته كل من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة شل وشركة فينشر جلوبال إل إن جي للغاز الطبيعي المُسال، ويعتبر متميّزةً للنقاش وتبادل الأفكار والمعرفة بين كبار صنّاع القرار وقادة الفكر حول هدف القطاع في تحقيق مستقبل طاقة محايد للكربون، وبأسعار معقولة للجميع بحلول عام 2050.
كما انطلقت المسارات التعليمية الخمسة لمؤتمر غازتك الاستراتيجي بالتزامن مع الفعالية الرائدة، لتشمل المواضيع المرتبطة بالهيدروجين، والمنصات البحرية، ومفاهيم البناء والهندسة والمشتريات والمشاريع، إضافةً إلى طرق المعالجة ودور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في القطاع. ويوفر برنامج الفعالية أيضاً باقةً واسعةً من الفرص أمام الخبراء العاملين في القطاع للاستفادة من خبرات أكثر من 300 من أبرز مهندسي الطاقة من جميع أنحاء العالم، والذين يستعرضون أحدث الابتكارات التقنية والإمكانات المتاحة أمام القطاع في السوق.
ويشهد معرض ومؤتمر غازتك 2021، قبل اختتام أعماله يوم الخميس في 23 سبتمبر الجاري، حضور ما يزيد عن 15,000 زائر، من ضمنهم كبار صُنّاع القرار وقادة الفكر في قطاع الطاقة، فضلاً عن أكثر 250 من الشركات والجهات العارضة. وتزامناً مع فعاليات غازتك 2021، تنطلق أعمال المؤتمر والمعرض الفني السنوي لجمعية مهندسي البترول حيث يُتاح للزوار التسجيل مرة واحدة لحضور الفعاليتين.