دبي، بزنس نيوز: كشف هايبرموشن دبي، المعرض المتخصص بالتحول الذي تشهده قطاعات النقل والخدمات اللوجستية، والذي اختتم (4 نوفمبر) فعاليات الدورة الأولى التي استمرت على مدى ثلاثة أيام في مركز دبي للمعارض، إكسبو 2020، عن مخططات الطرق السريعة المستقبلية التي ستغير الأساليب التي يعتمدها العالم للسفر ونقل البضائع.
وأشار الخبراء المشاركون في مؤتمري هايبرموشن لاب والتنقل الذكي إلى أكبر التحولات التي يشهدها قطاع النقل منذ اختراع محرك الاحتراق الداخلي في ثمانينيات القرن التاسع عشر، والخيارات الصعبة التي يواجهها صنّاع السياسات والمنظمون فيما يتعلق بتغيير منهجية التفكير على نطاق واسع.
وتحدّث أنتوني فوكس، وزير النقل الأمريكي السابق والرئيس التنفيذي لشؤون السياسات في شركة ليفت لخدمات النقل الذكي، عن البطء الذي عانى منه قطاع النقل في تبنّي التحول التكنولوجي وموجة التغيير الكبرى التي يواجهها الآن.
كما أشار إلى حاجة القطاع لإعادة صياغة منهجية خاصة لصيانة البنية التحتية المستدامة بهدف الاستجابة للمطالب العامة في تقليل الانبعاثات الكربونية لتحقيق الأهداف المتعلقة بالحد من التغير المناخي، ما يؤدي بدوره إلى زوال رسوم الغاز. وسيتعيّن على القطاع التعاون مع شركات التخطيط الحضري لضمان الاستفادة المثلى من المساحات وخدمات النقل.
وقال: “ستفرض كثافة النمو الحضري تأثيراتها على نظام النقل. ويتعيّن علينا التفكير بالمستقبل بأسلوبٍ يختلف عما اعتدنا عليه في السابق، فقد حان الوقت لاعتماد أفكار جديدة يمكن تطويرها وتوسيع نطاق تنفيذها. ولا يمكننا التقليل من أهمية دور الأرض فيما سبق، إلا أن الطريقة القديمة لتجهيز البنية التحتية ستنقرض تدريجياً. ويعدّ التخطيط من الموارد التي لا يتم استغلالها جيداً في قطاع النقل، إذ يتعيّن علينا وضع خطة مدروسة لتجنّب تعرّض القطاع للفشل واعتماد تقنيات مستدامة تعزز تطور القطاع في المستقبل”.
الآفاق المستقبلية لشبكات الطرق 2071
قدم الخبراء المشاركون في مؤتمر التنقل الذكي صورةً مستقبلية للطرق خلال 50 عاماً اشتملت على شبكات الأنفاق والطرق السريعة والآمنة وعدد أقل من الطرق، إلى جانب ملكية أقل للمركبات والمزيد من الرحلات المشتركة ذاتية القيادة.
وأشار الأستاذ الدكتور صالح خصاف، نائب الرئيس العالمي لمعهد المهندسين المدنيين، إلى التوقعات باستمرار وجود شبكات الطرق مع التغييرات التي تفرضها تقنية هايبرلوب على طريقة السفر. فيما تحدث أندرو ستيفنسن، رئيس قسم النقل والبيئة المبنية في شركة مات ماكدونالد بالشرق الأوسط، عن أهمية استفادة المخططين من فترة الإغلاق العالمية بسبب كوفيد-19 والتي سجلت انخفاضاً في الانبعاثات الكربونية ومعدلات ازدحام الطرق.
وأشار إلى ضرورة سعي القطاع لاعتماد طرق صديقة للبيئة وأساليب فعالة للاستفادة من المساحات، إلى جانب تعزيز استخدام المركبات ذاتية القيادة والطرق السريعة الذكية التي لا تتطلب وضع إشارات ولوحات طرقية.
ومن جانبه، سلط الدكتور ناهد صدقي، رئيس قسم التكنولوجيا في شركة تطوير المنتجات البحثية، الضوء على التوقعات بانخفاض ملكية السيارات بشكلٍ كبير مع اعتماد منهجية مشاركة المركبات ذاتية القيادة التي تعمل على الطرق السريعة الذكية، مما يوفر رحلات أكثر أماناً.
وقال: “سينخفض عدد الطرق، وتتوافر شبكة أنفاق للنقل. وتعدّ مدينة نيوم بالمملكة العربية السعودية من المدن القليلة في العالم التي تركز على بناء شبكة أنفاق لاستخدامات النقل والمرافق”.
وبدوره، أشار الدكتور جرجس عودة، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في منصة ديرك، إلى أن شبكة الطرق في عام 2071 ستكون كهربائية ومتصلة وذاتية القيادة، وقد يعمد صنّاع السياسات والمنظمون إلى فرض رسوم لاستخدام الطرق.
إرساء مفهوم مشاركة الأصول في الخدمات اللوجستية: التجميع لتخفيف الازدحام والانبعاثات والوفيات على الطرق
تناول حضور مؤتمر سكيلكس الذي انطلق على هامش معرض ماتريالز هاندلينج ميدل إيست بالتزامن مع هايبرموشن دبي مشاركة الأصول في قطاع الخدمات اللوجستية كمعيار جديد في القطاع الذي يسعى جاهداً للحدّ من الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف الاستدامة.
ويركز سكيلكس على سلسلة التوريد والتميّز بتقديم الخدمات اللوجستية، حيث تحدث أفيشاي طرابلسي، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لدى كويكارجو، منصة الشحن الرقمية ومقرها أمستردام، أمام حضور المؤتمر عن دور تنظيم القطاع في جعل مشاركة الأصول خياراً لا بدّ منه لتحقيق أهداف الاستدامة والسلامة.
وقال: “تسير حالياً 13 مليون شاحنة على طرقات أوروبا وتوجد 5 ملايين شركة لشحن البضائع، ومع ذلك تنقل الشاحنات نصف حمولتها. وتشكّل الشاحنات 2% فقط من المركبات التي تسير على طرق أوروبا، إلا أنها تمثّل 20% من الأميال المقطوعة المسجلة وهي مسؤولة عن 30% من الانبعاثات الكربونية والوفيات الناجمة عن حوادث الطرق. ويمكن أن تساهم مشاركة الأصول بخفض هذه التأثيرات بنسبة 20-50% بشكل فوري، وسيؤدي التنظيم إلى تطوير القطاع وتقديم أسعار أفضل لجميع الجهات المعنية”.
وتمثّل فئة الأصول من وجهة نظر جاراف بيسواس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تروكر، منصة الشحن الرقمية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مثالاً على تحول التكنولوجيا في القطاع، حيث قال: “تتيح التكنولوجيا لنا اليوم الاستفادة من البيانات وربط الطلب بالعرض”.
فيما تحدّث جميل شناوي، المدير والمؤسس المشارك في أهوي، شركة تطوير التكنولوجيا التي تمكّن الجيل التالي من الحلول اللوجستية وسلسلة التوريد، عن التأثير بعيد المدى لمشاركة الأصول، وقال: “تزخر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإمكانات الواعدة، لكنها تواجه مجموعةً من التحديات، إلى جانب ضعف البنية التحتية والافتقار إلى وحدة المعايير. وستفرض مشاركة الأصول تأثيراتها على قطاع التأمين مع تحول الالتزامات وتغيير نظام ملكية الأصول بالكامل”.
وأقيم كل من هايبرموشن دبي وماتيريالز هاندلينج ميدل إيست تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني- رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لمجموعة طيران الامارات. وتشكّل هذه الفعالية أولى دورات المعرض التي تقام خارج أوروبا، حيث استقطبت أكثر من 150 خبيراً عالمياً في مؤتمراتها الثلاثة الرائدة بالقطاع.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال سيمون ميلور، الرئيس التنفيذي لشركة ميسي فرانكفورت ميدل إيست، الجهة المسؤولة عن تنظيم هايبرموشن دبي وماتيريالز هاندلينج ميدل إيست: “سلطت المؤتمرات الضوء على التحديات الوشيكة التي تواجه هذه القطاعات الحيوية، وأبرزت دور التكنولوجيا في تمكين التغيير. كما اطلع الحضور على التقنيات الاستثنائية التي يمكن أن تساهم في تغيير القطاعات، وتساعد في إرساء اقتصادات محلية عالية التقنية وتحسين حياة الأفراد الذين تخدمهم”.
ويوفر هايبرموشن دبي منصةً بارزة لرواد التكنولوجيا من خلال التركيز على أربعة قطاعات أساسية في اقتصاد منطقة الشرق الأوسط، والتي تشمل النقل والخدمات اللوجستية والتنقل ومناولة المواد من خلال معرض ماتريالز هاندلينج ميدل إيست 2021 الذي انطلق في نفس الموقع.