دبي، بزنس نيوز: جمعية التسويق بالأجهزة المحمولةMMA ، وهي منصّة تسويق عالمية، أجرت حديثاً دراسة استطلاعية بالتعاون مع شركة أبحاث السوق WARC، بهدف عرض استراتيجيات تسويق الهواتف المحمولة المتطوّرة في المنطقة من خلال بيانات شملت المعلنين، والوكالات، وأصحاب الوسائط، ومزوّدي التكنولوجيا. وهذا التقرير السنوي يلقي نظرة عن كثب إلى إمكانات الهاتف المحمول، والميزانيات، ومسائل الخصوصية، والتقنيات، والاتجاهات الجديدة في الهاتف المحمول، وذلك لتقييم كيفية استخدام المسوّقين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الهاتف المحمول في استراتيجياتهم التسويقية.
وحتى في أثناء إجراء WARC هذا الاستطلاع مع جمعية التسويق بالأجهزة المحمولةMMA ، كان دور الهاتف المحمول ينمو باستمرار في ذخيرة المسوّقين، وذلك بفضل تقنية الهاتف الذكي التي أصبحت أكثر تعقيداً وتطوّراً، بحيث ازداد انعدام وضوح الخط الفاصل بين الهاتف المحمول وبقية الوسائط عبر الإنترنت. كما سلّط التقرير الضوء على مسألة تطوّر أنماط واستراتيجيات العلامة التجارية خلال فترة الجائحة، مع ملاحظة أن الأنماط التقليدية لا تزال سائدة رغم كلّ شيء، الأمر الذي يتضّح من خلال نسبة 65٪ من محترفي التسويق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذين لا يزالون يركّزون على نشر الوعي بالعلامة التجارية عند التسويق عبر الهاتف المحمول. علماً أن أسلوب الرسائل على الهاتف المحمول خضع للتعديل الموضوعي، مع إظهار قدر أكبر من الفهم والاهتمام من خلال اللهجة واللغة المستخدمتين من قبل العلامات التجارية. كما دلّ الاستطلاع على أن توليد العملاء المحتملين والترويج لمنتجات أو خدمات معيّنة يعدّان من الأهداف الرئيسية بالنسبة إلى 45٪ و 32٪ من المستجيبين.
ويفيد ثلثا المسوّقين الذين شملهم الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنهم عمدوا إلى تكييف استراتيجيتهم التسويقية باعتماد نهج أولوية الهاتف المحمول. كما أفاد 86٪ من المستجيبين على أن فترة الجائحة أدّت إلى تحسين قدرات التسويق عبر الهاتف المحمول، وقد يكون ذلك نتيجة لتحوّل في سلوك المستهلك باتجاه الإنترنت. كما كان التركيز المتزايد على المرونة والفعالية درساً رئيسياً بالنسبة للمسوّقين خلال العام الماضي.
وفي هذا الصدد، يقول واريك بيلينغهام، رئيس قسم الإيرادات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية في “ىدكولوني” AdColony، والذي يرأس أيضاً لجنة أبحاث جمعية التسويق بالأجهزة المحمولةMMA: “سوق الهاتف المحمول بشكل عام مزدهر ولا يظهر أي علامات على التباطؤ. إذ يعدّ الإعلان عبر الهاتف الجوّال اليوم المحرّك الرئيسي للنجاح بالنسبة للمعلنين، ولا سيما بعدما انتشرت العوامل المحركة لإعلانات الهاتف المحمول بشكل أكبر خلال فترة الجائحة. و نظراً لاعتماد الأشخاص على هواتفهم الذكية والأجهزة المتصلة الأخرى للبقاء على اتصال خلال تلك الفترة، فقد شهدنا ارتفاعاً كبيراً في مستويات التفاعل من خلال الأجهزة المحمولة، مع زيادة الفترات التي يمضيها المستهلك في استخدامها. كما أظهر المستهلكون استعداداً متزايداً لإجراء المعاملات على الهواتف المحمولة، مع ارتفاع في تنزيلات التطبيقات وسرعة أكبر في نمو التسوّق عبر الإنترنت. وسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الهاتف المحمول كانت بدورها محور تركيز أكبر، مع تمضية المستهلكين مزيداً من الوقت في استخدامها الوقت واستكشاف ما تقدّمه.”
وأضاف: “بناء على ذلك، وبينما شهدنا عودةً إلى الوضع الطبيعي بشكل عام، إلا أنني أعتقد أنه يمكننا الإجماع على أن عادات التسويق عبر الهاتف المحمول قد شهدت تغييراً جذرياً. وبالتالي فإن العلامات التجارية التي تطوّرت خلال هذه الفترة لن تتخطّى الأزمة فحسب، بل وستزدهر أيضاً في هذا العالم المتغيّر باستمرار.”
ويتوقّع محترفو التسويق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموّاً في ميزانياتهم المخصّصة للأجهزة المحمولة مع توقّع زيادة (77٪)، ما يشير إلى تعاظم الثقة في أحوال السوق والهاتف المحمول كوسيط على حدّ سواء، كما تعدّ منصّات التواصل الاجتماعي، وإلى حدّ بعيد، القناة التسويقية الأكثر استخداماً مع الجوّال. إذ يستخدم 87٪ من المشاركين وسائل التواصل الاجتماعي في استراتيجية التسويق عبر الهاتف المحمول، علماً أن فيسبوك، ويوتيوب، وإنستغرام، وتويتر، هي المنصّات الأكثر استخداماً لتسويق العروض. بينما تعدّ التجارة الإلكترونية والألعاب المحمولة من أهمّ التغييرات التي طرأت على القطاع خلال جائحة كوفيد-19.
وفيسبوك هو أكثر منصّات التواصل الاجتماعي استخداماً لعرض الإعلانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. حيث أن قرابة نصف من شملهم الاستطلاع (47٪) استخدموا فيسبوك للإعلانات المصوّرة، بينما استخدم 40٪ يوتيوب للغرض نفسه. يليهما إنستغرام بنسبة (35٪)، وتويتر بسبة (33٪). ويُعدّ انستغرام ويوتيوب أكثر المنصات استخداماً في مجال الشراكات والرعايات وأيضاً من قبل المؤثرين. حيث يعتبر إنستغرام منصّة رئيسية للمؤثّرين وأظهر نسبة نموّ وصلت إلى 32٪ بين عامي 2019 و 2020 على مستوى العالم. أما ما يقرب من ثلاثة من كل خمسة وأكثر من النصف (56٪) فقد أشاروا إلى أن التجارة التسويقية والألعاب المحمولة هما الأبرز في مجال تأثير سلوك المستهلك على قطاع التسويق.
ومن المتوقّع أن يكون الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي ومحفظة الموبايل والإعلانات الرقمية الخارجية DOOH، من أكبر التقنيات في عام 2026. وبينما يعتبر (50%) من المستطلَعين أن المحدّث الآلي chatbot هو الأهم اليوم، فإن (25%) يرون أنه لن يكون كذلك في السنوات الخمس المقبلة. ويُتوقع (42%) أن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وهما رابع أكثر التقنيات استخداماً اليوم، سيحتلان مكانة أكبر خلال خمس سنوات (42٪)، تماماً كما محفظة الهاتف المحمول. وفي حين أن الذكاء الاصطناعي سيكون أعظم أهمية في المستقبل، فإنه أخذ بالفعل يكتسب دوراً أكبر في التسويق، حيث استُخدِم الذكاء الاصطناعي في معظم حملات راك بنك الناجحة في عام 2020.