يضمّ مركز نيسان ديزاين أوروبا أكثر من 60 شخصًا من مبدعين التصميمات الخارجية والداخلية، ومصمّمي النماذج الطينية، والمصمّمين الرقميين، إلى جانب فريق متخصّص في الألوان والديكورات. تمّ تجهيز الاستوديو بماكينات لتشكيل النماذج بالحجم الحقيقي ذات 5 محاور، بالإضافة إلى العديد من ماكينات النماذج الأولية السريعة، وأدوات الواقع الافتراضي التي تسمح بمراجعة التصميم بصورة متزامنة بين الزملاء في مختلف البلدان، فضلًا عن معدات صنع النماذج وثلاث ألواح بالحجم الكامل يوضع عليها الطين ليتمّ تشكيل النماذج الطينية بعناية.
افتتح الاستوديو أبوابه في المبنى المصنّف من الدرجة الثانية على ضفاف قناة جراند يونيون في حوض بادينغتون في عام 2003؛ حيث كان الموقع في السابق ورشة هندسية لشركة السكك الحديدية البريطانية تابعة لمحطة بادينغتون القريبة. وقبل اختياره مقرًّا لمركز نيسان ديزاين أوروبا، كان الموقع في حالة سيئة؛ حيث كانت تقام فيه الحفلات الصاخبة خلال التسعينيات. وتمّ الاحتفاظ برسومات الجرافيتي السابقة مخفية خلف الجدران التي شيدت في إطار عمليات نيسان لإعادة تأهيل الموقع.
ومع افتتاح مركز نيسان ديزاين أوروبا في عام 2003 بدأ الفريق مشروعه الأول لإنشاء سيارة ترتكز على طابع ونمط هيكل سيارة هاتشباك تقليدية من الفئة C، ولكن بوضعية جلوس أعلى مستوى، ولمسات تصميم أكثر قوة تحاكي طراز السيارات الرياضية. وتم عرض السيارة الاختبارية في معرض جنيف للسيارات عام 2004 باسم قاشقاي كونسبت.
ومع حلول خريف عام 2006، تم الكشف عن النسخة المخصّصة للإنتاج في باريس، مع التركيز على نفس المفهوم في التصميم، وأشرف على تطويرها الهندسي فريق مركز نيسان التقني في أوروبا ضمن مواقعه في المملكة المتحدة وألمانيا وإسبانيا، لضمان ملاءمتها لمتطلبات العملاء المحددة والطرقات في أوروبا.
في أوائل عام 2007، تمّ طرح السيارة في الأسواق، حيث حظيت بإقبال كبير يتجاوز أفضل توقعات نيسان، وتحوّل مصنع سندرلاند في شمال شرق المملكة المتحدة سريعًا للعمل بثلاث ورديات يوميًا لتلبية الطلب. وبهذا، ظهر إلى الوجود طراز جديد من سيارات الكروس أوفر؛ حيث يعود النجاح في إقبال العملاء على الشراء إلى التصميم بالدرجة الأولى.
وخلال معرض جنيف للسيارات عام 2009، قدمت نيسان سيارة صغيرة بتصميمات مبالغ فيها، ظهرت من خلالها وكأنها سيارة مستقبلية للقيادة على الشواطئ، وتميزت بمصابيح أمامية مقسمة وشبكة غير تقليدية، واحتوت مقصورتها الداخلية على تفاصيل مستوحاة من تصميم الدراجات النارية، وخطف هذا التصميم المبتكر الأنظار. وبعد أقل من عام، وداخل نفق هوائي في ضواحي باريس، تم الكشف عن النسخة المخصّصة للإنتاج، والتي تحمل الآن اسم جوك، حيث انقسمت ردود الأفعال على السيارة بين الحبّ والكراهية.
تمّ تصميم سيارة جوك لاستقطاب الناس عبر تحفيز ردّ فعل عاطفي قوي، وهو أمر نادر الحدوث في تصميم سيارة تقليدية. وفي غضون عام، كان مصنع سندرلاند يعمل مرة أخرى بأقصى طاقته لتلبية الطلب. وللمرة الثانية، ومن خلال تحليل احتياجات المشترين للسيارات الصغيرة في أوروبا، إلى جانب دقّة الهندسة والتطوير لدى مركز نيسان الفني في أوروبا، أحدثت سيارة جوك موجات كبيرة من الإقبال، وأوجدت فئة جديدة من السيارات على مستوى السوق.
ومع هاتين الأيقونتين الأوربيتين المتميزين في صناعة السيارات، تأثرت النظرة تجاه علامة نيسان التجارية بشكل إيجابي، واجتذبت لأول مرة آلاف المشترين إلى صالات وكلائها. ويعدّ نجاح نيسان في إطلاق سيارتين خارقتين ضمن فئتهما تعيدان كتابة المعايير في سوق سيارات عالية التنافسية أمرًا غير مسبوق. ويعود جزء كبير من هذا النجاح إلى فرق العمل السابقة والحالية، داخل مركز نيسان ديزاين أوروبا الذي يقع على مرأى الجميع في وسط لندن.
ومن بين السيارات الاختبارية البارزة الأخرى NV200 كونسبت، والتي نتج عنها إطلاق سيارة نيسان التجارية الخفيفة الناجحة NV200 والمتميزة بتنوّعها الكبير، إلى درجة تمّ معها تعديلها لتصبح واحدة من أولى الشاحنات الكهربائية الصغيرة في العالم.
كما استجابت نيسان كونسبت 2020 فيجن جران توريسمو لدعوة منتجي لعبة السباق الشهيرة “جران توريسمو”، الذين وضعوا نيسان أمام تحدّيًا للاحتفال بمرور 15 عامًا على إطلاق لعبة “بلاي ستيشن”. وأثار مظهر السيارة المستقبلي الاستثنائي ضجة عالمية منذ الكشف عنها خلال مهرجان جودوود للسرعة في عام 2014.
وفي عام 2015، تمّ إطلاق السيارة الاختبارية جريبز احتفاء بسيارة نيسان Z 240 التي فازت في سباق رالي سفاري عام 1971. وجاء تصميمها أيضًا بصورة تعكس عالم الدراجات، في إشارة واضحة إلى الجيل الثاني من سيارة جوك التي تمّ الكشف عنها في عام 2019، لتواصل النجاح الذي حققه الطراز السابق، وتجاوز عدد النماذج المنافسة لها حتى الآن أكثر من 10 سيارات.
وفي الآونة الأخيرة، قام فريق مركز نيسان ديزاين أوروبا بتصميم سيارة أريا الاختبارية ذات المقعد الواحد، وهو مشروع استكشاف وتطوير وعرض عالي الأداء لكيفية استخدام مجموعة نقل الحركة في سيارة نيسان أريا الكهربائية بالكامل ضمن هيكل سيارة سباق بمقعد واحد مخصّص.
وقال ماثيو ويفر، نائب رئيس مركز نيسان ديزاين أوروبا: “نحن فريق صغير نسبيًا، لكني أفخر بالعمل الجريء والمتجدد والمبتكر الذي أنجزه فريقنا، وما قام به منذ افتتاح مركز نيسان ديزاين أوروبا لأول مرة قبل 20 عامًا. ويتميز المركز بثقافة بيئة العمل المرحّبة والتعاونية، حيث نسعى جميعًا لتقديم التصميم والإبداع المتميزين إضافة إلى تجربة الاكتشاف والشراء والقيادة لعملائنا. وتتمثل مهمتنا باختصار في جعل الناس يحبّون سيارة نيسان”.
ومع إطلاق سيارة كونسبت 20-23، يحتفل مركز نيسان ديزاين أوروبا بمرور عقدين من الجرأة والريادة في تصميم السيارات في لندن وسائر أنحاء أوروبا وخارجها، والكلّ متشوّقون لرؤية ما ستحمله السنوات العشرون القادمةـ مع اعتماد فريق نيسان ديزاين أوروبا التحوّل إلى التكنولوجيا الكهربائية والقيادة المستقل.