كليفلاند، 27 أكتوبر 2023: شارك أخصائي من كليفلاند كلينك، نظام الرعاية الصحية العالمي، قبيل فعاليات اليوم العالمي للسكتة الدماغية (29 أكتوبر)، رؤى تسهم في نشر الوعي حول الكيفية التي يمكن من خلالها لتغيير أسلوب الحياة وإدارة المرض تقليل احتمالات إصابة الأفراد بالسكتات الدماغية.
وأوضحت المنظمة العالمية للسكتة الدماغية التي تنظم اليوم العالمي للسكتة الدماغية، إلى أن السكتات الدماغية هي السبب الرئيسي للإعاقات في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن واحداً من كل أربعة أشخاص سيصاب بسكتة دماغية خلال حياته، كما أن أكثر من 12 مليون شخص سنوياً في جميع أنحاء العالم يصابون بسكتة دماغية. وأكدت المنظمة أنه يمكن الوقاية من نحو 90% من السكتات الدماغية من خلال معالجة عدد صغير من عوامل الخطر المسؤولة عن معظم حالات الإصابة بها.
وقدّم الدكتور أندرو روسمان، المدير الطبي لمركز كليفلاند كلينك الشامل للسكتات الدماغية عدداً من النصائح حول كيفية تقليل مخاطر السكتة الدماغية من خلال الإدارة الجيدة للحالات الصحية التي يعاني منها الأفراد وإجراء تغييرات في أسلوب الحياة. وقال: “إن جميع هذه النصائح مترابطة ببعضها البعض إذ أن معظم التغييرات المذكورة في أسلوب الحياة تؤدي دوراً ملموساً في تحسين إدارة حالات طبية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وداء السكري، والتي تسهم جميعها في زيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية”.
- خفض ضغط الدم
أشار الدكتور روسمان إلى أن ارتفاع ضغط الدم غير المعالج، والذي يُعرّف بأنه ضغط الدم الذي يزيد دائماً عن 80/130، يعد أهم عوامل الخطر القابلة للعلاج حول العالم وذلك عندما يتعلق الأمر بالسكتات الدماغية.
وأوضح الدكتور روسمان أنه إلى جانب تناول الأدوية المناسبة، هناك عدد من الخطوات التي يمكن اتخاذها لخفض ضغط الدم مثل التقليل من تناول الملح، الأمر الذي يعتبره الدكتور روسمان جيداً حتى بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وأضاف: “إننا ننصح بتناول أقل من 2 جرام من الملح يومياً، وإنني أشير على مرضاي دائماً بضرورة قراءة صحيفة الحقائق الغذائية وتصفح المواقع الإلكترونية الموثوقة والمعنية بالغذاء وذلك لمعرفة كمية الصوديوم التي يتناولونها والتي عادة ما تكون أعلى بكثير مما يعتقدون”.
- توخي الحذر من داء السكري
أكد الدكتور روسمان أهمية إجراء اختبارات السكري، وفي حال تشخيص الإصابة به يجب إدارة المرض بصورة جيدة، مبيّناً أن داء السكري يتسبب في تضيق الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة في الجسم ومنها الأوعية الدموية في العين والكلى والقلب والدماغ، ونتيجة لذلك يمكن أن يتسبب داء السكري في عدد من المشاكل الوعائية، والقلبية الوعائية، والدماغية الوعائية ومنها السكتات الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، وبالنسبة للمرضى الذين نجوا من سكتة دماغية، فإن احتمال الإصابة بسكتة دماغية ثانية يكون أكبر بثلاث مرات في الأشخاص المصابين بداء السكري غير المعالج.
وأشار الدكتور روسمان إلى أن خطة العلاج الأفراد المصابين بداء السكري تشمل إجراء فحوصات الهيموغلوبين السكري (HbA1C) الذي يقدم لمحة عن مستويات سكر الدم خلال الأشهر الثلاثة السابقة لإجراء التحليل. وقال: “إننا ننصح هؤلاء المرضى بالحرص على إبقاء مستويات الهيموغلوبين السكري عند عتبة 7.0 أو أقل. كما أن تناول الأدوية ومراقبة النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نصائح مزود الرعاية الصحية تساعد في تحقيق هذا الهدف”.
- معالجة الرجفان الأذيني
أشارت المنظمة العالمية للسكتة الدماغية إلى أن الرجفان الأذيني يرتبط بحالة من أصل أربع حالات سكتة دماغية. من جانبه أوضح الدكتور روسمان إلى أن هذه السكتات تميل لأن تكون أكثر خطورة وتسبباً في الإعاقة مقارنة بالسكتات المرتبطة بعوامل الخطر الأخرى.
وقال: “يعد الرجفان الأذيني حالة مرتبطة بإيقاع ضربات القلب تشهد نبضات سريعة جداً لا تسمح للحجرة العُلوية اليسرى للقلب -الأذين الأيسر- من التقلص بشكل صحيح. وعوضاً عن ذلك، يبدأ الأذين الأيسر بالرجفان والرفرفة ما يؤدي إلى عدم إفراغ الدم منه بصورة طبيعية، وقد يؤدي ركود لدم لفترة طويلة إلى تشكل جلطات يمكن أن تنتقل إلى جميع أنحاء الجسم لتتسبب بانسداد وعاء دموي في الدماغ ما يؤدي إلى حرمانه من الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها”.
وتابع الدكتور روسمان أن الرجفان الأذيني يعد من أكثر اضطرابات إيقاع ضربات القلب شيوعاً في المتقدمين بالسن، وإن عامل الخطر المرتبط به وثيق الصلة بالعمر. وقال: “كلما تقدم الإنسان بالعمر زادت مخاطر الإصابة بالرجفان الأذيني، الأمر الذي يزيد كذلك من عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بسكتة دماغية. إن أكثر من نصف الأشخاص المصابين باضطرابات إيقاع ضربات القلب لا يعلمون بإصابتهم. إلا أنه يمكن معالجة الرجفان الأذيني عند تشخيصه وذلك باستخدام مميعات الدم التي على الرغم من بعض المخاطر المرتبطة بها، إلا أن منافعها تفوق تلك المخاطر بكثير في معظم المرضى”.
- ضبط مستويات الكوليسترول
بالإضافة إلى خفض مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو الكوليسترول الضار كما هو معروف، وذلك عبر نظام غذائي جيد لا يشمل الدهون المشبعة على سبيل المثال، فقد يقوم الأطباء بوصف أدوية الستاتين التي تقلل من المخاطر المستقبلية للإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية. وقال الدكتور روسمان أن هذا النوع من الأدوية وخصوصاً روزوفاستاتين وأتورفاستاتين قد تحقق فوائد للمرضى تتجاوز مجرد خفض مستويات الكوليسترول، إذ أنها تسهم في تقليل الاحتقان واستقرار تراكم الرواسب الدهنية (اللوائح) على جدران الأوعية الدموية.
- الإقلاع عن التدخين
شدد الدكتور روسمان على أهمية الإقلاع عن التدخين بالقول: “ترتبط كل أنواع التدخين بارتفاع مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والسكتات الدماغية، كما ترتبط بدرجة كبيرة بتسريع تصلب الشرايين وتضيق الأوعية الدموية في الدماغ والقلب وباقي أنحاء الجسم. وإننا نصح بشدة الجميع بالإقلاع نهائياً عن كل أنواع استهلاك النيكوتين وذلك لتقليل المخاطر طويلة الأمد للإصابة بأمراض متعددة”.
- تبني أسلوب حياة صحي
ينصح الدكتور روسمان باتباع برنامج غذائي صحي يتميز بانخفاض الدهون المشبعة والصوديوم، وتجنب الكحول واستهلاك الكافيين بكميات كبيرة، كما يؤكد على أهمية ممارسة النشاط البدني بانتظام لما له من قدرة على خفض عوامل خطر السكتات الدماغية بطريقة مباشرة، وإسهامه بطريقة غير مباشرة في خفض ضغط الدم والسكر. كما يمكن للتمارين الرياضية التقليل من التوتر والضغط النفسي تماماً كما هو الحال مع تمارين التأمل والتنفس العميق، الأمر الذي يعد على درجة كبيرة من الأهمية، إذ أن التوتر والضغط النفسي يتسببان في إفراز الجسم لمواد كيميائية تزيد من ضغط الدم، وتؤثر على الهرمونات، وتزيد مستويات سكر الدم.