معرض المطارات 2025 سيعرض أحدث التقنيات المتطورة
العمل جارٍ حالياً على بناء مطارين دوليين في الهند
أكبر 10 شركات طيران في الشرق الأوسط طلبت 795 طائرة للتسليم بحلول العام 2029
مطارات الشرق الأوسط تستثمر المليارات في تقنيات القياسات الحيوية، والذكاء الاصطناعي والأتمتة
الهند تستثمر 11 مليار دولار أمريكي في البنية التحتية للمطارات بحلول نهاية العام 2025
إثيوبيا تعمل على إنشاء أكبر مطار في إفريقيا بحلول العام 2030
إفريقيا بحاجة إلى 32 مليار دولار لتوسيع المطارات بحلول العام 2040
دبي، الإمارات العربية المتحدة، 13 يناير، 2025: واصل العالم تركيز اهتمامه بشكل كبير على منطقة الشرق الأوسط، حيث تعمل شركات الطيران والمطارات إضافة إلى مزودي خدمات الملاحة الجوية ومرافق الصيانة والإصلاح على الاستثمار بشكل مكثف لتعزيز أعمالها وزيادة عائداتها، في ظل توقعات بأن تشهد المنطقة زيادة بنسبة 300% في عدد المسافرين جواً، ليصل عددهم إلى 1.1 مليار مسافر بحلول العام 2040، حيث ستحتاج مطاراتها بحلول ذلك الوقت إلى استثمارات تبلغ 151 مليار دولار أمريكي لتوسيع طاقتها الاستيعابية.
ومن المتوقع أن يصل حجم سوق الطيران في الشرق الأوسط إلى 33.70 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2029. فيما سيصل عدد المسافرين جواً على مستوى العالم بحلول العام 2042 إلى ما يقرب من 20 مليار مسافر.
ومن المتوقع في ذلك العام أن يأتي 45% من إجمالي الركاب من المسافرين الدوليين، وترتفع النسبة إلى 46% بحلول العام 2052، وفقًا لتوقعات الحركة الجوية الصادرة عن مجلس المطارات العالم، في حين من المتوقع أن يصل عدد المسافرين جواً في منطقة إفريقيا إلى 261 مليون مسافر في العام 2025، على أن يتضاعف هذا الرقم بحلول العام 2040.
ويشير هذا الكيان العالمي للمطارات إلى أن احتياجات إفريقيا تتجاوز 32 مليار دولار أمريكي، مع تخصيص نحو 40% من هذه الاحتياجات للاستثمار في إنشاء مطارات جديدة بالكامل.
وستكون ترقية المطارات الإقليمية وتوسيعها وعمليات التطوير الجديدة التي طالتها محور الاهتمام على مدار ثلاثة أيام في معرض المطارات، الذي سيقام في الفترة من 6 ولغاية 8 مايو في مركز دبي التجاري العالمي، حيث سيتيح المعرض فرصاً استثنائية للتواصل وإبرام الصفقات التجارية بين العاملين في هذا القطاع.
وسوف تعمل هذه المنصة البينية لأعمال المطارات التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الامارات والمجموعة، والتي تعتبر المنصة الأضخم من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، على تسهيل مهمة الشركات العالمية من خلال عرض أحدث التقنيات والابتكارات المصممة لتحسين عمليات المطارات وتعزيز السلامة، وتحسين تجربة المسافرين، وتعزيز الاستدامة، وتوسيع نطاق الأتمتة.
وتحظى هذه المنصة السنوية متعددة الفعاليات لصناعة المطارات بدعم عدد من الجهات، من بينها هيئة دبي للطيران المدني، ومؤسسة مطارات دبي، ومؤسسة دبي لمشاريع الطيران الهندسية، وطيران الإمارات، ومؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية، ووكالة دبي الوطنية للسفر الجوي – دناتا.
وذكرت شركة التحليلات “غلوبال داتا” التي تتخذ من لندن مقراً لها، والتي تتابع مشاريع إنشاء المطارات، أن هناك 48 مشروعاً لتجديد المطارات وتوسعتها بما فيها مشاريع جديدة قيد التنفيذ حالياً في منطقة الخليج العربي، وذلك بقيمة إجمالية تبلغ 182.6 مليار دولار أمريكي.
ويجري حالياً تنفيذ مشروعين ضخمين لتطوير المطارات في دبي والمملكة العربية السعودية، حيث ستبلغ الطاقة الاستيعابية للمطارين نحو 260 مليون مسافر سنوياً في دبي و185 مليون مسافر سنوياً في السعودية. وقد بدأت دبي في بناء أكبر مبنى مطار في العالم، بتكلفة تبلغ 35 مليار دولار أمريكي، وسيضم 400 بوابة وخمسة مدارج متوازية.
وفي إطار استهدافها لاستيعاب 300 مليون مسافر بحلول العام 2030، تقوم المملكة العربية السعودية ببناء مطار ضخم بقيمة 50 مليار دولار أمريكي في الرياض، وهو مطار الملك سلمان الدولي، الذي تطمح لأن يصبح أضخم مطار في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية عند اكتماله في العام 2030. ويمثل هذان المشروعان العملاقان حوالي 80% من إجمالي الإنفاق على تطوير المطارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيما تتصدر المملكة العربية السعودية قطاع إنشاء المطارات في الشرق الأوسط بمشاريع نشطة تبلغ قيمتها 7.5 مليار دولار أمريكي اعتبارًا من العام 2023. وتأتي الكويت في المرتبة الثانية بمشاريع مطارات نشطة بقيمة 4.5 مليار دولار، بينما تحتل العراق المركز الثالث.
وسيكون من شأن مشروع مطار أبها الجديد في المملكة العربية السعودية، عند اكتماله، أن يصل إلى طاقة استيعابية سنوية تربو عن 13 مليون مسافر، أي ما يقرب من عشرة أضعاف طاقته الحالية البالغة 1.5 مليون مسافر. وفي سلطنة عمان، يتم بناء مطار مسندم بتكلفة 250 مليون دولار أمريكي، حيث من المتوقع أن يكون جاهزاً بحلول الربع الرابع من العام 2026. إلى ذلك، فإنه من المتوقع لمطار البحر الأحمر الدولي على الساحل الغربي للسعودية أن يستوعب مليون مسافر سنوياً عند اكتماله بالكامل في العام 2030، وذلك مع طاقة استيعابية قصوى تبلغ 900 مسافر في الساعة.
وفي الإمارات العربية المتحدة، فإنه من المتوقع أن يتم الانتهاء من العمل في مبنى مطار الشارقة الدولي بحلول العام 2026. أما في البحرين، فتقوم السلطات بتقييم مشروع لتطوير مبنى جديد لمطار دولي بطاقة استيعابية تصل إلى 40 مليون مسافر، ليحل محل المطار الحالي.
وفي الكويت، من المتوقع أن يسهم مبنى المطار الجديد على شكل مثلث، والذي يضم 28 بوابة، في زيادة قدرة المطار على استيعاب ما يصل إلى 50 مليون مسافر سنوياً عند بدء تشغيله في 2025/2026. وفي العراق، من المتوقع أن يتم افتتاح ثلاث مطارات رئيسية بحلول العام 2025. وفي لبنان، يخطط مطار بيروت الدولي ذو المدارج الثلاثة لزيادة طاقته الاستيعابية إلى 20 مليون مسافر بحلول العام 2030، وذلك وفقاً للموقع الإلكتروني لشركة الطيران الوطنية “طيران الشرق الأوسط”. ووفقاً لتقرير مركز المحيط الهادئ للطيران (كابا) الصادر في أغسطس 2024، فإنه من المتوقع أن تزيد الطاقة الاستيعابية لمبنى المطار بنحو مليون مسافر سنوياً عند افتتاحه في أواخر العام 2025.
وبدورها تأمل مصر بدورها في توسيع قدرة بنيتها التحتية للمطارات لتستوعب 72.2 مليون مسافر بحلول العام 2025. وفي جنوب آسيا، تُوجد غالبية المطارات في الهند، التي تعتبر أكثر دول العالم سكاناً. والتي تمتلك حالياً 137 مطاراً، بما في ذلك 24 مطاراً دولياً. ويجري تنفيذ مشروعين رئيسيين للمطارات في مراحل مختلفة في الهند، أحدهما في جيوار بالقرب من نيودلهي والآخر في نافي مومباي، إلى جانب ما يصل إلى 15 مشروعاً آخر للمطارات قيد التخطيط، في حين من المتوقع أن يصل عدد المسافرين المحليين إلى 300 مليون بحلول العام 2030، وسيبلغ إجمالي عدد المطارات، بما في ذلك المهابط الجوية والمطارات المائية، حوالي 240 مطاراً. وتخطط الهند لاستثمار 11 مليار دولار أمريكي في البنية التحتية للمطارات بهدف الوصول إلى 200 مطار عامل بحلول نهاية العام 2025.
أما في إفريقيا، فقد بدأت إثيوبيا العمل على إنشاء أكبر مطار في القارة بحلول العام 2030. وتسعى المغرب إلى تحقيق زيادة هائلة في قدرة استيعاب المسافرين بالمطارات لتصل إلى 80 مليون مسافر سنوياً بحلول العام 2035، وذلك من خلال توسيع وتحديث البنية التحتية الحالية للمطارات. ومن الجدير بالذكر أنه من المتوقع لقيمة سوق البنية التحتية للمطارات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا أن تصل إلى 15,308.82 مليون دولار أمريكي بحلول العام 2030.
هذا، وقد استمر “الشرق الأوسط في كونه واحداً من أسرع المراكز نمواً في العالم على صعيد صناعة الطيران المدني، وذلك بفضل التزامه الثابت بتطوير المطارات وشركات الطيران، وموقعه الاستراتيجي عند مفترق طرق السفر العالمي الجديد. وقد حافظت مطارات المنطقة على مكانتها كجهات رائدة في تبني التقنيات الحديثة، وذلك بفضل التزامها الراسخ بتطوير المطارات وشركات الطيران، ودورها المحوري في مشهد السفر العالمي الجديد.
وصرحت مي إسماعيل، مديرة المعارض في شركة ار اكس العالمية، التي تنظم حوالي 400 فعالية في 42 قطاعا صناعيا عبر 22 دولة، بما في ذلك معرض المطارات على مدار 23 عاماً: “لقد أثبت معرض المطارات نفسه كأفضل منصة توفر كل ما تحتاجه مطارات المنطقة، التي يبلغ عددها الآن 110 مطارات. وستواصل النسخة الرابعة والعشرون من معرض المطارات تحقيق المزيد من النجاح الباهر”. وأضافت: “بالنسبة لمطارات الشرق الأوسط، فإن التركيز لا ينصب على مجرد البقاء، بل على الازدهار وإحداث تغييرات جذرية في المشهد.“
وليست المطارات فقط هي من يشهد توسعاً وتطويراً مستمراً، بل يمتد الأمر لشركات الطيران أيضاً. فبحلول العام 2023، قامت أكبر 10 شركات طيران في الشرق الأوسط بطلب 795 طائرة جديدة سيتم تسليمها بحلول نهاية العقد، وذلك في وقت يُتوقع فيه أن يصل عدد المسافرين جواً على الصعيد العالمي إلى ما يقرب من 20 مليار مسافر بحلول العام 2042، وهو ضعف التوقعات للعام 2024.
ومن المتوقع بحلول العام 2052 أن يصل عدد المسافرين جواً على الصعيد العالمي إلى ما يقرب من 25 مليار مسافر، أي ما يعادل 2.5 ضعف التوقعات للعام 2024، وذلك وفقاً لتوقعات الحركة الجوية الصادرة عن مجلس المطارات العالمي للفترة 2023-2052، والتي تقدم رؤى حول الطلب طويل الأجل على الحركة الجوية في أكثر من 141 دولة حول العالم.
وبحلول العام 2040، ستستقبل مطارات الشرق الأوسط 1.1 مليار مسافر، حيث ستستحوذ منطقتا الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ على 58% من الطلب العالمي على المسافرين جواً. وتشير بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن شركات الطيران في الشرق الأوسط قد حققت أرباحاً قياسية بلغت 23.1 دولار أمريكي لكل مسافر في العام 2024، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف متوسط الربح الصافي لكل مسافر لشركات الطيران العالمية، والذي بلغ 6.4 دولار أمريكي في العام 2024 و7.9 دولار أمريكي في العام 2023.
وسوف تختتم شركات الطيران في الشرق الأوسط العام 2024 بصافي أرباح يُقدر بنحو 5.3 مليار دولار أمريكي، بزيادة عن التوقع السابق البالغ 3.8 مليار دولار، وارتفاعاً من صافي أرباح بلغ 3.1 مليار دولار في العام 2023. وقد حققت شركات الطيران الإقليمية، سيما في منطقة الخليج العربي، عاماً قوياً من حيث الربحية بفضل استمرار الطلب القوي على السفر الجوي في العام 2024، وزيادة تدفق السياح الدوليين، والاستثمارات في تحديث المطارات، والسياسات الحكومية المصممة لتعزيز مساهمة قطاع الطيران في الناتج المحلي الإجمالي.
ومن المتوقع أن تحقق شركات الطيران في الشرق الأوسط صافي أرباح يبلغ 5.9 مليار دولار أمريكي في العام 2025، مع ارتفاع الأرباح لكل مسافر إلى 23.9 دولار أمريكي، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي المتوقع البالغ 7 دولارات في العام 2025.
وذكرت شركة سيريام، المصدر الأكثر شهرة عالمياً لتحليلات الطيران، في تقريرها الأخير: “شهد صناعة الطيران في المنطقة، التي كانت منذ فترة طويلة رمزاً للطموح والنمو، تحولاً ملحوظاً يعد بإعادة تشكيل مستقبل السفر الجوي. ومع التزامها بتجربة المسافرين، فإن الشرق الأوسط على وشك وضع معايير جديدة للمجتمع العالمي للطيران.” وأضافت: “الابتكار لا يقتصر على تطوير التقنيات الجديدة وحسب. بل إن صناعة الطيران في الشرق الأوسط رائدة أيضاً في تبني نهج جديد في التدريب وتجربة المسافرين، حيث من المتوقع في السنوات القادمة أن نشهد المزيد من التقدمات الثورية التي ستخرج من المنطقة.”
وأضافت: “من تطوير الطائرات التي تعمل بالهيدروجين إلى تنفيذ تجارب السفر السلسة والخالية من اللمس، تدفع صناعة الطيران في الشرق الأوسط حدود الابتكار. إن قصة نجاح الطيران في الشرق الأوسط هي شهادة على قوة الرؤية والتعاون والابتكار. ومع استمرار المنطقة في استثمارها في بنيتها التحتية وتقنياتها، فإنها تضع الأساس لمستقبل أكثر إشراقاً واستدامةً. ومع تركيزه الثابت على الأفق، فإن الشرق الأوسط جاهز لدفع صناعة الطيران العالمية إلى آفاق جديدة.”