دبي، بيزنس نيوز: ستلتقي دبي للمرة الأولى مع الروبوت ذي المواصفات البشرية “صوفيا” لدى قيام جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات العربية المتحدة بإحضارها للتحدث عن مستقبل الذكاء الإصطناعي، وذلك على هامش أعمال الدورة العشرين للمؤتمر الإقليمي للتدقيق الذي سينعقد في مركز دبي التجاري العالمي في مارس من العام 2022.
كان ذلك ما أعلن عنه السيد عبد القادر عبيد علي، رئيس مجلس إدارة جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات العربية المتحدة، في ختام مؤتمر رؤوساء التدقيق الداخلي الذي امتدت أعماله لثلاثة أيام في فندق أتلانتس النخلة دبي في الفترة من 16 ولغاية 18 نوفمبر 2021.
وحضر أكثر من 300 من رؤوساء التدقيق الداخلي وكبار المدققين التنفيذيين من كافة أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أعمال هذا المؤتمر الذي نظمته جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل فعلي ومباشر بعد عامين من الانقطاع، حيث كان الهدف من هذا المؤتمر الذي جاء تحت عنوان “وراء كافة الحواجز” توفير نظرة ثاقبة لما يمكن أن تكون عليه مهنة التدقيق الداخلي في غضون الـ 20-30 سنة القادمة.
وحث عبد القادر المدققين الداخليين على الخروج من دورهم التقليدي واعتماد مقاربة استباقية تجعل منهم وكلاءً للتغيير لتحسين مؤسساتهم. وقال إنه سيتم توسيع برنامج حصاد لتدريب المزيد من الإماراتيين وإلحاقهم بهذه المهنة، وذلك عبر إدخال دبلوم في التدقيق الداخلي وربطه مع المؤسسات التعليمية والجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكانت قائمة الشركاء الاستراتيجيين الرئيسيين للمؤتمر قد اشتملت على شركات “بيئة”، وكيه بي ام جي، وبروتيفيتي، وبرايس ووترهاوس كوبرز، وضمت قائمة الرعاة الذهبيين كلاً من ايه ان بي، وبينكس، وام بي جي، في حين اضطلعت طيران الإمارات بوظيفة الناقلة الرسمية للمؤتمر.
وناقش خبراء وكبار المسؤولين التنفيذيين الاتجاهات الجديدة على صعيد ممارسات التدقيق الداخلي في كافة أرجاء العالم، ما مكن المشاركين من الحصول على رؤى ثاقبة حول المعايير العالمية الجديدة.
وقال رؤوساء التدقيق الداخلي والمدققون الداخليون المشاركون أن المؤتمر قد شكل فرصة رائعة للتشبيك مع والتعلم من الخبراء حول أحدث الاتجاهات في هذه الصناعة وحول التحديات التي تفرضها مستجدات مثل التعطيل التقني، والمعايير الجديدة والممارسات العالمية، ما سيمكن المدققين من الارتقاء بمجموعات مهاراتهم.
وقال منير المغيري، رئيس فرع عُمان للمعهد العالمي للمدققين الداخليين، أن المؤتمر كان مفيداً للمشاركين لجهة توسيع طريقة تفكيرهم حول الذكاء الإصطناعي والاستدامة والتقانات الجديدة.
ومن جانبها، قالت ليلى عبد الله الحضرمي، مديرة تطوير المدن الذكية في المركز الوطني للطاقة في عُمان، أن المؤتمر كان فرصة لتحديث المعارف حول مواضيع مختلفة، سيما منها التقنيات والمشاريع الجديدة.
وقال سعود أحمد سليمان الغيثي، رئيس التدقيق الداخلي في الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، أن المؤتمر كان رائعاً لجهة التواصل والتعلم من الخبراء حول أحدث المعايير والممارسات العالمية.
بدوره، قال تيجاس جوبانبوترا، المدير المساعد في ايه ان بي، إن فريقه استمع للخبراء وتمكن من التواصل مع العديد من الأقران، وأضاف: “سنمنح الأولوية الآن لأتمتة التدقيق الداخلي وسندخل في شراكة مع فرق تكنولوجيا المعلومات لتحديد نطاق الأتمتة. وعلى أي حال، فقد منحنا هذا المؤتمر توجهاً جديداً لتطوير منتجاتنا.”
وقال ذياب الرشيدي، مدير التدقيق الداخلي في شركة المدفوعات السعودية، إن المؤتمر مكنه من معرفة التوجه المستقبلي لممارسة التدقيق الداخلي، وذلك في ضوء التحديات التي يمثلها التعطيل التقاني والأتمتة. وأضاف: “في الواقع، إنني أتطلع لحضور المؤتمرات المستقبلية التي ستنظمها جمعية المدققين الداخليين.”
وقال بن ديفيد، المدعي العام في نيو هانوفر ومقاطعات بيندر في ولاية نورث كارولينا الأمريكية، في معرض عرضه التقديمي الذي حمل عنوان “من مدقق إلى مدعي عام: تعلم التحدث بلغة مشتركة لتحقيق أقصى قدر من العدالة لعملائك”، أن تكلفة الجرائم التي ارتكبها ذوي الياقات البيضاء في كافة أنحاء العالم قد بلغت أكثر من 3.5 تريليون دولار، فيما تكبدت معظم الشركات خسائر بنسبة 5% من إيراداتها السنوية بسبب جرائم السرقة والاختلاس التي ارتكبها الموظفون.
وقال أن جرائم ذوي الياقات البيضاء كانت واحدة من أكبر المشاكل في العام 2020، حيث عانت نسبة 75% من الشركات في كافة أنحاء العالم من الاحتيال في الأشهر الإثنا عشر الماضية، إلا أن 56% من الشركات فقط قامت بالتحقيق في أسوأ حادثة احتيال طالتها. وتشير تقديرات إلى أنه لم يتم الإبلاغ عما يقرب من 90٪ من حالات الاحتيال، فيما يكون العملاء مستهدفون في جرائم ذوي الياقات البيضاء. وسلط بن ديفيد الضوء على دور المدققين الداخليين في اكتشاف الاحتيال الذي يقوم به “المجرمون المهنيون” في مؤسساتهم.
ومن جانبه، تحدث كل من رشيد خورشيد مسؤول تأكيد الإبلاغ عن الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في شركة برايس ووترهاوس كوبرز الشرق الأوسط، وعزة فوزي الشريك في مؤسسة ضمان المخاطر في الشرق الأوسط ورئيس تقارير الطاقة والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، عن “الدور المتزايد للتدقيق في إعداد تقارير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية”.
وألقى محمد طارق رئيس إدارة الجودة والخدمات والأداء في بنك الإمارات دبي الوطني، كلمة خاطب بها جلسة حول التحول الرقمي في القطاع المصرفي، فيما تطرق د. انوراغ جوغلاني الشريك والمسؤول عن الإستراتيجية وتكنولوجيا التحول والأمن السيبراني في مؤسسة يو اتش واي جيمس تشارترد اكاونتنتس اند مانجمنت كونسالتنسي، حول “التعطيل في وظيفة التدقيق الداخلي جراء الأتمتة الذكية والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة”. وقدم راماكريشنان فيسواناثان، العضو المنتدب وقائد تقنية القطاع المالي في شركة بروتيفيتي العضو في الشرق الأوسط، عرضاً تقديمياً حول “الاتجاهات الناشئة في تمويل سلسلة التوريد”.